الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المزارعون: سعر ساعة استئجار المحراث مئة درهم ولا نحقق أرباحاً

المزارعون: سعر ساعة استئجار المحراث مئة درهم ولا نحقق أرباحاً
24 أغسطس 2014 20:29
من التحديات التي تواجه المزارعين الحشرات التي لم يكن لها وجود في الإمارات، ومع دخول الأعداد الهائلة من النباتات والأسمدة والأشتال دخلت تلك الحشرات، وأصبحت ضمن تحديات تعرقل عجلة التنمية الزراعية على مستوى المزارع الصغيرة، وتكلف الأموال الطائلة لأجل شراء المبيدات الحشرية، والمشكلة لم تعد كبيرة ومتشعبة كما كانت، لأن وزارة البيئة والمياه تواصل جهودها لمساعدة أصحاب المزارع. يطالب المزارعون بأن تكون وزارة البيئة والمياه، الجهة الأولى التي تدعم المزارع، عن طريق تقديم مبيدات مدعومة بشكل كامل لأنها مكلفة، كما أكد بعض المزارعين أنهم يملكون فواتير تؤكد خسارتهم، وفي الوقت ذاته هم من فئة المتقاعدين أو ممن لم يعملوا في الأصل في أي مهنة إلا في الزراعة. عبيد محمد خميس أحد المزارعين من كلباء قال إن الأمر مرهق لكنه اليوم أفضل من قبل عشر أو خمسة عشر عاماً، ووجود حشرات في المزارع ربما يكون عادياً، لكن البعض ضار ومبيد للأشجار والثمار، ولذلك ليس سهلاً القضاء عليه، لأن إزالة تلك الحشرات تحتاج إلى برنامج ضخم يخصص في الأساس كهدف لدعم المواطن الذي عاش ضمن بيئة زراعية، ويمكن أن يشكل المزارع اليد التي تحافظ على السلة الغذائية وتحميها، فعمل المواطن في مزرعته والإشراف عليها، يدر دخلاً يمكنه من الاكتفاء بدلاً من انتظار الراتب التقاعدي أو مساعدة الشؤون، ولذلك يعد دعم المزارعين مهماً لأنه يخفف الأعباء التي تقع على عاتق الدولة، وأضاف: في ظل ارتفاع أسعار السلع وعدم تحسن الدخل ننفق الكثير على الزراعة، ونريد أن تخصص لنا مساعدات كافية للإبقاء على عجلة التنمية الزراعية في المنطقة. شح المياه وأوضح أن درجة الحرارة تزداد ارتفاعاً عاماً بعد عام، مع شح المياه وهو أمر معروف بين المزارعين، ودولتنا نجحت في تصدير بعض المحاصيل، وأصبحت تنتج ما كان الكثير منه يستورد، ويعمل الجميع اليوم للإبقاء على حرفة الزراعة بكل الإمكانيات المتوافرة، لأنها تشكل قمة التنمية المستدامة. عبدالله سعيد محمد الزعابي قال: نريد دعماً مادياً ونريد كل المواد الخاصة بالزراعة، ومن المهم أن يكون هناك دعم لتسويق منتجات المزارعين، ونحن هنا لا نحصل على محراث إلا بأجر ولا نحصل على مبيدات ولا أسمدة وحتى المرشد الزراعي لا وجود له، وهناك فقط مكتب تابع للوزارة، وسعر الساعة لاستئجار المحراث مئة درهم تحسب من وقت خروج المحراث من منطقة الحيل في رأس الخيمة، وربما في نهاية العمل في اليوم الواحد فقط يكون علي أن أدفع ألف درهم أو أكثر وهذا حساب حراثة جزء من المزرعة، والمزارع يخسر ولا يربح، ورغم ذلك هو مستمر في العطاء. التنمية الزراعية وأوضح أنهم اليوم بحاجة لكل السبل والجهود الصادقة للمحافظة على المكتسبات، ولكن ليس لأجل التفاخر بها بقدر العمل على تنمية تلك المكتسبات بشكل عملي، ولهذا فهم أساس التنمية الزراعية، وأي مزارع وإن كانت مزرعته لا تصدر أو تبيع للسوق، هي مزرعة مهمة وتعود بالخير على الدولة، لأنها تعف أسرة وتكفيها حاجتها من الغذاء، والمزارع هو العنصر الأول الذي يشكل عجلة النمو الزراعي، وهو بحاجة للدعم لكي يستطيع مقاومة كل الظروف والتحديات البيئية، مشيراً إلى أن سعر علبة البذور وهي أساس عملية الزراعة ما بين ثلاثمئة وأربعمئة درهم، ولذلك من المهم جداً أن يتم النظر في عملية دعم تسويق المنتج المحلي أولاً، مقترحاً ألا يتم السماح لأي دولة بإدخال منتجها إلى السوق، إلا بعد أن يتم طرح المنتج المحلي في الموسم الخاص به، وبعد انتهاء البيع، يمكن بعد ذلك السماح للمنتجات الأخرى، وليس كما يحدث اليوم من ظروف صعبة تواجه المزارع المحلي. جودة المنتج وأضاف: قمت بزيارات لدول مجاورة للوقوف على ما يستخدم في منتجاتهم، فوجدت أنه حتى المبيدات لديهم العلبة بعشرة دراهم ولدينا نحن العلبة بمئة درهم، ولا أقصد الغلاء أو الرخص، ولكن أقصد الجودة في المنتج الذي نستخدمه لرش الحشرات. أما علي حميد المينون فأشار إلى المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، وسط مطالبة بالعيش في حياة كريمة، ولذلك يرغب المزارع في أن يتوافر وباستمرار الدعم خاصة في مجال التخلص من الحشرات، حتى يجد نفسه بعيداً عن تلك الضغوط الكبيرة وهي وطأة الغلاء والأوبئة الزراعية وشح المياه، كما أن الحرارة تزداد ارتفاعاً. وقال: لديَّ مزرعة في منطقة الساف ومثلي مثل بقية زملائي في المهنة أزرع منتجات حسب الموسم مثل البصل والطماطم والملفوف والقرع، وأيضاً الكوسا، والفلفل، والباذنجان، ولكن الأخير هذا العام لم يكن كما نريد له، لأن ارتفاع دراجات الحرارة أثر عليه، ولدي كل الفواتير التي تثبت أنني العام الماضي أنفقت فوق المئة ألف درهم، وواجهت خسائر بسبب عدم وجود جهة تدعم تسويق منتجاتنا، ومثال على ذلك سعر صندوق الطماطم القادم من الخارج يباع بثلاثين درهماً الآن، وعندما نصل نحن إلى مرحلة القطف والتسويق نضطر إلى البيع بثلاثة دراهم للصندوق، ولو حصلنا على دعم بأن يتم شراء الصندوق بخمسة دراهم، فإنه سوف نعتبر ذلك نعمة كبيرة. ولفت إلى أن المزارع المواطن يواجه تحديات بيئية إلى جانب الغلاء، مما يؤدي لرفع قيمة المنتج في ظل احتكار بعض الجنسيات للسوق المحلية، وذلك بدوره يؤدي إلى خسائر بالنسبة لنا كأصحاب مرتبات التقاعد أو الشؤون الاجتماعية، ولأجل تنمية زراعية ناجحة لا بد من دعم للمزارعين، خاصة من يعيشون على الراتب التقاعدي وأصحاب المساعدات من الشؤون الاجتماعية، وقال: نحن كلنا ثقة أن هناك الكثير من الدعم قادم إلينا، فالخير والحمد لله كثير ونحن جزء من الدولة ونعمل على أن نكون الجزء المهم منها، بعملنا ومثابرتنا والتعاون في سبيل استمرار تطورها ورقيها. مزارع جرداء وأضاف: اليوم الغالبية العظمى من المزارع أراض جرداء بعد أن هجر أصحابها الزراعة لعدم توافر الحوافز التي كانوا يحصلون عليها، إلى جانب أنهم سيتكبدون خسائر حتى يعيدوا تأهيلها، لأن التربة بحاجة لمياه وفيرة وعذبة، وهذه قضية أخرى نعاني منها، ونريد أن يتم مد خط مياه محلاة لكل المناطق الزراعية، وأن نحصل على دعم معنوي، وهو دعم المنتج المحلي مقابل المستورد. دعوة للمطالبة بمساعدة صغار المزارعين أوضح عبيد الزري أن الزراعة في الإمارات شهدت عزها ومجدها عندما كانت هناك ميزانية لدعم المزارعين، وأنه يريد أن يشعر بأن هناك دعماً ومساعدة لصغار المزارعين، حتى لا يكون الواحد منهم عالة على الدولة يجلس في البيت لإنفاق المساعدة الاجتماعية، وقال: نحن نرى المنتج المستورد ولا نعرف لماذا، هو المنتج الأول؟ على الرغم من أسعاره المرتفعة، وأنه غير طازج ويحفظ في غرف التبريد حتى يصل للسوق، ولذلك لن يستطيع المزارع المواطن مواجهة تيارات المستورد في ظل عدم وجود جهة تدافع عن المزارع وعن الزراعة، مشيراً إلى أنه لديه الكثير من أشجار النخيل ماتت بسبب عدم توافر المياه، كما أنه تكلف الكثير في ذات الوقت للإبقاء على المنتجات الأخرى، كما دفع للعمال ولتجديد كل ما يستلزم لأجل الزراعة، إلى جانب شراء المبيدات والبذور. وأضاف: علينا الكثير من النفقات وبأسعار غير معقولة، ولذلك نرى أن ما نحصل عليه من البيع في الغالب يذهب للنفقات، ولذلك لا يصمد الكثيرون خاصة في ظل شح المياه وتملح الأرض منه، ولحل مشكلة المياه نطالب بمد خط مياه عن طريق محطة تحلية، وأن يعاد النظر في الدعم الذي توقف عن المزارع، لأن كل شيء يكلف الكثير اليوم، لدرجة أن بعض المزارعين يعيشون إما على الإعانة من الشؤون الاجتماعية أو يتلقون رواتب متدنية من التقاعد لأنهم غير متعلمين، ولديهم عائلات كبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©