البيئة الخضراء

علاقتنا بالتصحر تدهور القدرة الإنتاجية للأراضي الزراعية يعتبر التحدي الحاضر القادم لأغلب الدول العربية، وبدا نذير ذلك بالفعل في بعض الدول نتيجة عدم مقدرة الأراضي الزراعية لديها لتوفير حصة الفرد، ووجدت الحل في الاستيراد، ومن المسببات الأخرى التي رفعت نسبة التصحر في الدول العربية، الرعي الجائر والعشوائي للحيوانات، مما يعمل على فقدان الأرض للحشائش وأيضاً إزالة الأشجار التي تعمل على تماسك وتثبيت التربة، كما نعاني أيضاً في بلدان عربية إهمال التخطيط السليم لبناء المشاريع، حيث كان يأتي على حساب الغابات والحدائق العامة مما أدى إلى اضمحلال الغطاء النباتي، وزحف الرمال نحو المدن والأراضي الزراعية. نحن دائماً بحاجة إلى تطبيق الدراسات البحثية على الأراضي المتضررة أو المعرضة للتصحر، وأيضاً بحاجة للبحث دوماً عن إعادة تأهيل الغطاء النباتي، وهذا سيؤدي إلى زيادة فرص إعادة التنوع البيولوجي لتلك المناطق التي تعرضت للتدهور البيئي، حيث سبب انعدام الغطاء النباتي هجرة أو انقراض الكائنات الحية. ونحن نفخر بالمبادرات والمشاريع التي تهدف للحد من التصحر، عن طريق التشجير لنباتات متأقلمة مع البيئة الصحراوية، ويأتي دور البلديات عبر المشاتل في الاستمرار بإقامة حملات محلية لزراعة أشجار مقاومة للتصحر، ومن الطبيعي أن تختلف أنواع الأشجار بحسب طبيعة ومناخ كل دولة. هُناك بعض التحديات التي تقف عائقاً أمام قضية مكافحة التصحر، والمهم هو التنسيق الجيد بين الحكومات والجمعيات والأفراد، لأنه يعد عاملًا مؤثراً ومهماً لمكافحة التصحر، بل وغالباً ما تفشل المشاريع التي تدعمها الحكومات عند التراجع وغض الطرف عن دور الأفراد بمعالجة قضايا التصحر، ولذلك من المهم إدراج مشكلة التصحر ضمن قضايا التغير المناخي أو العوامل الطبيعية، والدول الخليجية والدول العربية تستطيع تبني خطوات وأساليب ومشاريع علمية، والتي من شأنها أن تثمر عن نتائج إيجابية والأبحاث والدراسات العلمية أبرزت نتائج مؤكدة علمياً، خاصة أن للفرد دوراً كبيراً ومهماً بمعالجة أهم مشاكل العصر، ونحن كدول خليجية في المنطقة، علينا العمل على وضع الخطط المستقبلية لمعالجة التصحر بشكل دائم ومتجدد حسب آخر النتائج، ومن المهم الوقوف على أهمية الزراعة بما توفره من فائدة كبيرة للإنسان، وباعتبارها تمثل الأمن الغذائي ولاحتوائها على التنوع الإحيائي المهم جدا في التوازن البيئي. والمطلوب تطبيق مشاريع عديدة لوقف التصحر، من خلال إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، والإنفاق عليها لأنها ستعود بعد مدة صالحة للزراعة، ويمكن من خلال التسويق استعادة ما تم إنفاقه على إصلاحها، ومن المهم حماية وتنمية الحياة البرية وحماية الموارد الطبيعية، والأهم هو حفظ الماء فهو وسلتنا للحد من التصحر، وأيضاً حفظ التربة من الانجراف وعوامل التعرية، ولأجل ذلك لا بد من زيادة الوعي البيئي والمساهمة في المحافظة على الأشجار، وإتباع برامج التعليم والتدريب لاستعمال أساليب الزراعة آمنة وصحية ومتطورة، لأن كل تلك المراحل تسهم في الحد من التصحر، مع التأكيد على أهمية تضافر ذلك مع الجهود الحكومية المبذولة في هذا الشأن.