الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سجلات قضائية تكشف استمرار المحاولات القطرية للتأثير على ترامب

سجلات قضائية تكشف استمرار المحاولات القطرية للتأثير على ترامب
10 نوفمبر 2018 00:01

شادي صلاح الدين (لندن)

لا تزال التحركات القطرية المريبة في الولايات المتحدة تجذب اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة تلك المتعلقة بمحاولة دوحة الإرهاب التقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتأثير على سياساته الخارجية لصالحها، وهو ما كشفته كبرى الصحف والشبكات التلفزيونية خلال الشهور الماضية.
واستمرار لسلسة المقالات التي نشرتها مجلة «ماذر جونز» الأميركية حول التحركات القطرية في الولايات المتحدة، قال الكاتب دان فريدمان في مقاله الذي يكشف فيه كذب المحامي الأميركي الصهيوني ألان ديرشوفيتز حول علاقته بقطر وبعميلها جوزيف اللحام وعدم كشفه عن تلك العلاقة في العديد من البيانات والتصريحات للبيت الأبيض رغم وجوب قيامه بذلك تجنباً لتضارب المصالح.
وأوضح الكاتب دان فريدمان أن كذب المحامي الأميركي اليهودي اتضح أثناء تقديم المشورة إلى ترامب، والتعبير بآرائه بشكل منتظم حول السياسة في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن أستاذ القانون في جامعة هارفارد وافق في وقت سابق من هذا العام على إبرام عقد لتقديم المشورة إلى شخص يعمل كجهة ضغط أمريكية تمثل قطر، وفقا لسجلات قضائية. ولم يكشف ديرشوفيتز عن وجود مثل هذا الاتفاق في تصريحات علنية أو إلى البيت الأبيض.
وألقى الكاتب الضوء على الدور الذي لعبه جوزيف اللحام، وهو رجل أعمال يمتلك مطعماً للمأكولات اليهودية وفي الوقت نفسه مسجل كجماعة ضغط لصالح قطر. واعترف خلال الإدلاء بشهادته في 19 يونيو الماضي أنه تم التعاقد مع ديرشوفيتز للحصول منه على خدمات استشارية. كما أشار إلى أن ديرشوفيتز عمل معه في القضايا المتعلقة بقطر و«المناطق العربية» في الشرق الأوسط أو إفريقيا . وقال «لقد كان يعمل معي كمستشار». ورفض اللحام أثناء الشهادة القول ما إذا كان قد دفع أي مبالغ إلى ديرشوفيتز.
وكشفت المجلة في تقريرها عن النسخ المعدلة من الشهادة التي قدمها اللحام فيما يتعلق بالدعوى القضائية من جانب جامع تبرعات الحزب الجمهوري إليوت برويدي بشأن قيام أطراف مرتبطة بالنظام القطري باختراق بريده الإلكتروني وتسريبه لوسائل إعلام أميركية بهدف إحراجه. وقال برويدي إن اللحام، الذي سجل نفسه في يونيو كوكيل للنظام القطري يعمل لهم منذ أكتوبر عام 2017، وعميل آخر هو نيك موزين، أحد كبار مساعدي السيناتور السابق تيد كروز (تكساس) الذي عمل أيضا في حملة الرئيس ترامب، كانا متورطين في هذه العملية لتشويه سمعته.
ورغم رفض قاض هذه القضية لأسباب فنية بسبب وضع قطر كدولة لا يمكن مقاضاتها والمناداة بتغيير القوانين حتى يمكن إيقاف مثل الدول المارقة عند حدها، إلا أن السجلات التي تم الكشف عنها مؤخرا في القضية تلقي الضوء على المدى الذي بلغته قطر في محاولات شراء ذمم المقربين من الرئيس ترامب والأموال التي خصصتها من أجل ذلك، وحقيقة دور سفارة نظام الحمدين في واشنطن، وما إذا كانت مجرد مكتب لدفع أموال لصالح جماعات الضغط أو شخصيات بارزة في المجتمع الأميركي.
وفي السجلات التي كشفتها المجلة مؤخرا، قال كريج إنجل، محامي اللحام، إن العقد المبرم مع ديرشوفيتز دعا المحامي الشهير إلى تقديم المشورة بشأن «العلاقات الثقافية والدولية والقضايا القانونية». ورفض ديرشوفيتز هذا الوصف للصفقة، وأصر على أن العقد لم يشمل سوى الخدمات الاستشارية القانونية. وأصر المحامي اليهودي على أنه لم يمثل أبدا أي دولة كان جوزيف اللحام متعاقدا معها.
ورغم ذلك رفض آلان ديرشوفيتز ومحامي اللحام السماح للمجلة الأميركية بالإطلاع على بنود العقد، مما يوضح أن تصريحاتهم في هذا الصدد يعوزها الصدق.
وذكر التقرير أن أي صلة تربط ديرشوفيتز بالضغط على الشرق الأوسط جديرة بالملاحظة بسبب دوره في تقديم الاستشارات لإدارة ترامب حول السياسة في المنطقة. وفي العام الماضي، قام ديرشوفيتز، الداعم القوي للحكومة الإسرائيلية، بتسليم رسالة حول محادثات السلام من ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي أبريل، حضر اجتماعات البيت الأبيض مع مساعدي ترامب والبيت الأبيض، وقدم لهم المشورة بشأن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وجاءت اجتماعات أبريل في نفس اليوم الذي اجتمع فيه أمير قطر مع ترامب لمناقشة مواضيع من بينها علاقة قطر مع إسرائيل.
كانت قطر قد بدأت بالفعل حملة علاقات عامة عينت فيها مستشارين كبارا في جماعات الضغط الصهيونية، ومن بينهم، نيك موزين، الذي رتب لقاءات بين أمير قطر والشخصيات العامة اليهودية الأميركية البارزة، بما في ذلك المحامي ألان ديرشوفيتز.
وتوتر المحامي اليهودي عندما سألته المجلة الأميركية عما إذا كان اتفاقه مع جوزيف اللحام يمكن أن يثير تساؤلات حول استقلالية الاستشارات التي يقدمها للبيت الأبيض. وقد هدد مرارا برفع قضية تشهير إذا ما نشرت مجلة «ماذر جونز» تقريراً حول تضارب المصالح الواضح في علاقته بقطر وعمله بالبيت الأبيض.
وبدأت علاقة ديرشوفيتز باللحام في خريف عام 2017، عندما دعاه اللحام لزيارة قطر. وقال ديرشوفيتز للمجلة «اللحام قال إن لديه علاقة مع الحكومة القطرية».
وكانت دعوة اللحام إلى ديرشوفيتز لزيارة قطر جزء من جهد أكبر لإقناع الحلفاء الأميركيين البارزين لإسرائيل ممن لهم علاقة قوية بالرئيس ترامب لإعادة النظر في وجهات نظرهم النقدية تجاه قطر. واعترف اللحام وموزين أنهما وضعا قائمة تضم حوالي 250 شخصاً، من بينهم ديرشوفيتز، الذين قد يكونون قادرين على التأثير على ترامب لصالح موكلهم (قطر). وبعد ذلك سعت جماعات الضغط إلى التواصل مع هؤلاء الشخصيات الواردة أسمائهم على القائمة، وترتيب رحلات لبعض منهم إلى الدوحة، بينما حصل آخرون على مبالغ نقدية بشكل مباشر، على أمل تخفيف حدة الانتقادات القطرية على الأقل من الأشخاص المدرجين في القائمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©