أقرت جمعية المسرحيين مساء أمس الأول خلال اجتماع عقدته في مقرها مشروع الخطة الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمسرح في الامارات للعامين (2014 – 2016) والمقرر رفعها إلى وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لاتخاذ ما تراه مناسبا منها.
وكان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قد طلب من الجمعيات المعنية بالثقافة بكل أشكالها التقدم بمشاريع خطط استراتيجية يتضح من خلالها دور كل مؤسسة على حدة في تشكيل عناصر خطة استراتيجية وطنية للنهوض بالثقافة على مستوى الامارات خلال الأعوام المقبلة في اجتماع عقد في وقت مبكر من الشهر الماضي في المركز الثقافي بعجمان التقى خلاله الوزير جمعا كبيرا من المثقفين الاماراتيين. واستجابة لهذه الدعوة عقدت الجمعية أول اجتماع لها مساء السادس والعشرين من الشهر الماضي حيث تداولت مع أعضائها الكثير من المقترحات ليختتم بتشكيل لجنة برئاسة المخرج والكاتب ناجي الحاي عضو مجلس إدارة الجمعية.
نقاط مفصلية
وقد تمكن الاجتماع من إقرار العديد من النقاط المفصلية في طبيعة عمل الجمعية بهدف تطوير أدائها وبحيث تتمكن من تمثيل المسرح والمسرحيين في الامارات على نحو إيجابي، ولعل الأبرز من بين هذه النقاط ما يتصل بالأهداف الاستراتيجية للجمعية التي من خلالها سوف تسهم جمعية المسرحيين بالخطة الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالثقافة خلال الأعوام المقبلة، حيث من المتوقع أن تتقدم الجمعية لوزارة الثقافة بمشروع خطتها خلال الفترة القليلة القادمة. وتمثلت هذه الأهداف في ثلاث نقاط هي على النحو التالي: فيما يتصل بالفرق المسرحية، فتحدد بالارتقاء بمستوى الفرق بوصفها الأوعية الحاضنة للانتاج المسرحي والتأهيل البشري في سبيل الوصول إلى مستوى العمل الاحترافي، وفيما يتصل بالأفراد فتحدد بتمكين الفرد ما أن يلعب الدور المطلوب وان يؤدي المهام المطلوب إنجازها في المشهد الثقافي وبالتالي الاجتماعي عموما وكذلك الإسهام في تنمية المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية، وفي ما يتصل بالمهرجانات فتحدد الهدف بتفعيل دور المهرجانات في التنمية الوطنية.
تنشيط الفرق
كما تضمنت الخطة طرح الكثير من نقاط الضعف والقوة في العمل المسرحي الاماراتي سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات وسبل تجاوز هذا الضعف وخاصة ما يتصل بالتبعية القانونية للجمعية ومصادر تمويل أعمالها وتمويل أنشطتها وبهدف توحيد لمرجعيتها المالية والقانونية بما يضمن تنشيط الفرق المسرحية المحلية بناء على برامجها وخططها الموسمية والدائمة.
وتم خلال الاجتماع مناقشة الأفكار والطروحات، وكذلك اقترحت تعديلات على مواد من مشروع الخطة الجديدة من بينها ضرورة توصيف دور المسرحيين في مسألة الهوية الوطنية ودعم حضورها من جهة وعلاقة ذلك بالتنمية الوطنية من جهة أخرى، وكذلك سبل تحقيق الهدف المتمثل بتمكين الفنان المسرحي الاماراتي من أن يلعب الدور المتوخى في المشهد الثقافي الاماراتي وتنمية المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية.
وبحسب مشروع الخطة، فقد تم إقرار عدد من المــبادرات من بينها عمل دراسة مسحية لأوضاع الفرق والمراكــز المسرحية والبنى التحتيـــة فنــيا وماليا وإداريا، ووضــع تصورات لتشريــعات منظِمة لوجـــود وعمل الفرق من حيث الهيكلـــية والتبعية، وإنشاء صندوق وطني للتنميـة المســرحية بهدف دعم الانتاج المسرحي للفرق مـــع اعتماد ميزانية تشغيلية سنوية مناسـبة للفرق المسرحية. وتكليف جمعية المسرحيــين بوضع منهجية ومعايير للمشاركات الخارجــية والاشراف على تطبيقها. وقال الكاتب اسماعيل عبد الله رئيس مجلس إدارة الجمعية لـ «الاتحاد» ردّا على سؤال عن مدى تفاؤله بتجاوز الجمعية لإشكالياتها: «أنا متفائل جدا بالمرحلة المقبلة وما ستشهده من تغيرات وذلك بالاعتماد على رؤية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إذ شعت بنفَس جديد ورؤية جديدة نسمعها لأول مرة من وزارة الثقافة، بل أيضا هي المرة الأولى التي نسمع فيها هذا الكلام من القيادة السياسية التي لا تنفك تعلن عن رغبتها في إحداث تغيير على المستوى الاجتماعي وإشراك العمل الثقافي ومؤسساته في التنمية الوطنية عبر قنوات عديدة من بينها الثقافة ما حفّزنا على أن نتواجد ونسهم في هذه التنمية الوطنية كأفراد ومؤسسات وكيانات مسرحية».
دعم القيادة
وأضاف «نتوقع أن يكون المستقبل مختلفا تماما عن واقعنا الراهن ذلك أن لدينا مقدمات لهذا الاختلاف تتمثل بأن المسرح في الامارات يحظى بدعم على مستوى القيادة السياسية التي تقدر دور الابداع والمبدع ثم إن هنا في الشارقة «حاكم مسرحي» يقدم دعما غير عادي باتجاه التغيير والتطوير من خلال المسرح وسائر أشكال الفنون الأخرى، بالتالي فقد آن الأوان لنستفيد من هذه الفرصة فتعمل الفرق المسرحية على إعادة صياغة ذاتها بطريقة تتماشى مع روح العصر الراهن ومتطلباته بحيث نكون، نحن المسرحيين الاماراتيين، فاعلين فيه ومؤثرين».
واعتبر عبدالله أن الاجتماع «خطوة كان ينبغي أن تتم من سنوات سابقة ماضية، والآن نحن نقف أمام مفصل تاريخي يحتّم علينا كمسرحيين البدء بالعمل من أجل تطوير المسرح والارتقاء به وبالذائقة العامة ومن أجل المساهمة في وضع رؤى واستراتيجيات تجعل من المسرحيين أفرادا وكيانات مساهمين وفاعلين في التنمية الاجتماعية التي تمثل الهوية الوطنية أحد مقوماتها الأكيدة».
وفيما يتصل بوجود خطة استراتيجية اعلامية لمواكبة هذه التطورات المنتظر حدوثها على مستوى أداء الجمعية والفرق المسرحية، قال اسماعيل عبدالله «لقد أشرنا إلى ذلك؛ إلى كيف أن علينا ان نستفيد من هذا التنوع المذهل في وسائل الاعلام وتعدد الوسائط فيها بما يخدم استراتيجيتنا المسرحية ويشكل بالنسبة لنا نوافذ للوصول إلى الجمهور المسرحي في الامارات وخارجها خاصة على المستويين المحلي والعربي».
عدد اليوم
