الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تراوغ في الانسحاب من الجنوب

إسرائيل تراوغ في الانسحاب من الجنوب
28 سبتمبر 2006 01:04
بيروت- الاتحاد ووكالات الانباء: حذر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس أمس كما نقل عنه مسؤول كبير من ان اسرائيل ''ستفرق'' التظاهرات ''العنيفة'' لمؤيدي حزب الله اللبناني عند حدودها الشمالية، وستطلق النار عند الضرورة· وكان حالوتس يتحدث خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية ردا على ''استفزازات'' عشرات من مؤيدي حزب الله، رشقوا الجمعة الفائت دوريات اسرائيلية بالحجارة· وقال رئيس الاركان الاسرائيلي بحسب ما نقل عنه المسؤول الكبير ''اثر هذه الحوادث، قلنا بوضوح (لقوة الامم المتحدة المؤقتة والجيش اللبناني) اننا سنستخدم وسائل لتفريق (الجموع) يتم اللجوء اليها في التظاهرات العنيفة''، على غرار ''الغاز المسيل للدموع واطلاق النار في الهواء وبين اقدام المتظاهرين''· ولم يوضح حالوتس هل سيتم استخدام الرصاص الحي او المطاطي· واضاف ''في حال لجأوا الى السلاح فسنرد في شكل مختلف''، متابعا ''حتى الان لم نطلق النار لأن امرا مماثلا لم يحصل''· من ناحيته أكد مصدر مقرب من الامم المتحدة امس ان الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان لن يستكمل خلال الايام المقبلة، وذلك غداة فشل اجتماع تنسيقي لجدولة الانسحاب جمع ضباطا لبنانيين واسرائيليين· وقال المسؤول المقرب من الامم المتحدة طالبا عدم الكشف عن اسمه ''هناك عثرة واحدة هي الانسحاب· الاسرائيليون لم يعلنوا أي موعد للانسحاب الاسبوع المقبل''· واضاف ''هناك تناقض ومشكلات لا نستطيع فهمها: القيادة الاسرائيلية العليا تقول شيئا ورئيس الوزراء الاسرائيلي (ايهود اولمرت) يقول شيئا آخر''· وبعد فشل الاجتماع التنسيقي تحت اشراف الامم المتحدة في الناقورة أمس لم يتم تحديد موعد لاجتماع آخر لتحديد جدول الانسحاب· وسيؤدي التعثر الى تأخير الانسحاب الاسرائيلي الذي كان وزير الدفاع عمير بيريتس قال انه سيتم بنهاية الشهر، كما نقلت عنه مصادر برلمانية اسرائيلية· وذكرت الصحف الاسرائيلية أمس ان تل ابيب تنتظر توضيحات حول الطريقة التي ستتصرف فيها الامم المتحدة والجيش اللبناني في حال ضبط جنودهم مسلحين من حزب الله بالقرب من الحدود في الجنوب اللبناني· وقالت صحيفة هآرتس ان اسرائيل تتوقع ان ''يرصد الجيش اللبناني واليونيفيل مخابئ الاسلحة ومسلحي حزب الله لتجريدهم من سلاحهم''· كما نقلت صحيفة ''معاريف'' عن مصدر عسكري قوله ''يتمحور الخلاف الرئيسي حول قواعد عمل ''يونيفل''· واكدت صحيفة هآرتس من جهتها ''الصعوبة الاساسية التي لم يتم حلها بعد تتعلق بالطريقة التي سيتصرف بها الجيش اللبناني وجنود الامم المتحدة إذا ما ضبطوا مسلحين لحزب الله جنوب نهر الليطاني''· من جهتها حذرت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت من محاولات اسرائيلية للمماطلة في انجاز الانسحاب الكامل من جنوب لبنان والتراجع الى ما وراء الخط الازرق الحدودي نهاية هذا الاسبوع· وكانت المصادر تعلق على ما تردد عن اخفاق لبناني في اجتماعات الناقورة التي رعاها قائد ''يونيفل'' الجنرال الفرنسي آلان بيللغريني، في الاتفاق على جدول للانسحاب الاسرائيلي، وظل هذا الامر مبهماً وغير محكوم بأي موعد رسمي، بحيث ان الجانب الاسرائيلي عاد وانكر كل ما وعد به من الانسحاب اليوم او غداً· وبدا واضحاً ان الجانب الاسرائيلي حاول خلال المفاوضات الحصول على مكاسب جديدة من خلال شروط رفضها الجانب اللبناني بسرعة، ومنها ابعاد عناصر ''حزب الله'' من قرى الحدود، وتسليم المقاومة لسلاحها·وكان جواب الفريق اللبناني وهو مكون من ضابطي ارتباط أن عناصر الحزب هم من ابناء القرى الحدودية نفسها ولا يمكن ابعاد اي مواطن عن ارضه ومنزله اما السلاح فهو شأن لبناني داخلي· وذكرت مصادر الوفد اللبناني ان الجانب الاسرائيلي اثار مسائل متعددة ومتشعبة وراوغ في الالتزام بموعد محدد للانسحاب ومن مطالبه الاخيرة ازالة مواقع ''حزب الله'' ومنع عناصره من التنقل في الجنوب، كما طالب بكشف مصير 20 ألف صارخ تحدث عن وجودهم أمين عام الحزب حسن نصرالله في احتفال الانتصار، فضلاً عن المظاهرات المعادية لاسرائيل في مناطق الجنوب خصوصاً في شبعا وكفركلا واعتبروا ذلك يشكل خطوات سلبية غير مطمئنة لاسرائيل· ورد الجانب اللبناني بالتأكيد على حق الشعب اللبناني في التعبير عن رأيه بديمقراطية وعدد الخروقات المتمادية للسيادة اللبنانية مستمرة دون توقف، وابلغ الجانب الاسرائيلي لبنان ان الخروقات خصوصاً الجوية لن تتوقف على الاطلاق، حتى تتأكد اسرائيل بان الجيش اللبناني امسك بقوة بكل مفاصل الامن وسيطر على المعابر جميعها· وكانت مروحيات عسكرية لبنانية قد قامت امس ولاول مرة منذ اكثر من 30 عاماً بالتحليق فوق مناطق انتشار الجيش اللبناني على محاور البقاع الغربي ومرت على علو متوسط فوق عدة نقاط عسكرية اقيمت حديثاً على طول الحدود اللبنانية - السورية راقبت من خلالها التحركات على طول الحدود· وذكرت مصادر امنية لبنانية بان حركة الطيران المروحي اللبناني فوق الحدود هي ترجمة عملية لالتزام لبنان بالقرار 1701 لمراقبة الحدود ومنع تهريب الاسلحة· وكانت وحدات الجيش اللبناني قد واصلت امس تسيير دوريات مؤللة في مناطق انتشارها بانتظار استكمال الانسحاب الاسرائيلي من مناطق الحدود لاستكمال انتشاره· واعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ان 200 الف لبناني لا يزالون غير قادرين على العودة الى منازلهم في المناطق التي تعرضت للقصف الاسرائيلي بسبب مئات الآلاف من القنابل العنقودية غير المنفجرة التي تهدد حياتهم·وتوقع ارجون جين احد مسؤولي المفوضية في ختام زيارته للجنوب اللبناني امس بان تستمر مأساة هؤلاء المهجرين عامين على الاقل، لان عملية نزع القنابل العنقودية ما زالت متعثرة بسبب رفض اسرائيل تسليم خرائط الالغام الى ''اليونيفل'' المعززة· وكشف مدير مركز الامم المتحدة لازالة الالغام كريس كلارك بدوره ان الجيش الاسرائيلي سلم خرائط لا قيمة لها عن مكان القاء القنابل العنقودية وقال: طلبنا خرائط لمواقع القاء القنابل عبر الامم المتحدة ولم نتسلمها بعد· وتوقع كلارك بان تشكل هذه القضية عقبة امام انتشار ''يونيفل'' المعززة، لان ازالة هذه القنابل بسرعة يسهل عودة الاهالي وعمل ''اليونيفل'' وقال: لكن يبدو ان عملية نزع الالغام قد تستغرق اكثر من عامين، واذا لم تسلم اسرائيل خرائط الالغام فان حياة العشرات من المواطنين اللبنانيين ستكون في خطر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©