أمرت الولايات المتحدة بتمديد إغلاق عدد من سفاراتها وقنصلياتها في عدد من الدول حتى 10 أغسطس ، تحسبا لاحتمال تعرضها لاعتداء من تنظيم القاعدة. بينما تم السماح لاعادة فتح عدد من البعثات التي كانت اغلقت بسبب التهديدات نفسها اعتباراً من اليوم الاثنين. بينما أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إغلاق سفاراتها في صنعاء، ليومي أمس الأحد واليوم الاثنين أيضا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان “إن تمديد إغلاق العديد من السفارات والقنصليات في الشرق الأوسط حتى 10 أغسطس، ليس بسبب تهديدات جديدة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وإنما بدافع الحذر”، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنها قد تغلق المزيد من السفارات ولفترة أطول لدواعٍ أمنية.
وقالت الوزارة إن بعثات دبلوماسية، من بينها بعثات في كابول وبغداد والجزائر، كانت قد أغلقت أمس، ستفتح أبوابها اليوم الاثنين. أما البعثات الدبلوماسية في عمان والقاهرة والرياض والظهران وجدة والدوحة والكويت والمنامة ومسقط وصنعاء وطرابلس والخرطوم، فسوف تظل مغلقة حتى يوم السبت المقبل. وسيستمر أيضاً إغلاق بعثات في العواصم الأفريقية أنتاناريفو وبوجمبورا وجيبوتي وكيجالي وبورت لويس. وأضافت أن البعثات الدبلوماسية الأميركية في داكا والجزائر ونواكشوط وكابول وهرات ومزار الشريف وبغداد والبصرة وأربيل ستفتح أبوابها اليوم.
وذكرت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية نقلا عن مسؤول أميركي أنه جرى رفع درجة تأهب العديد من الوحدات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.
وأفاد المسؤول بأن وزير الدفاع الأميركي تـشــاك هيجل تناقش مع خبراء البنتاجون حول الوحــدات التي يمكن استخدامها في حالة وقوع هجوم إرهابي ضد منشآت أميركية.
ونقلت سي.إن.إن عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه أن هذه الوحدات وضعت في «حالة استعداد عالية تماما لم يتم تحقيقها إلا في مرات قليلة خلال العام الماضي». ولم يحدد المصدر هذه الوحدات.
وقال مسؤولان حكوميان آخران لـ (سي.إن.إن) إن البحرية الأميركية أمرت الأسبوع الماضي عددا من السفن البرمائية في البحر الأحمر بالتحرك بصورة أقرب من اليمن.
وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت تحذيرا عالميا بشأن السفر يوم الجمعة الماضي وحذرت الأميركيين من احتمال أن القاعدة تخطط لشن هجمات في أغسطس.
وتواصلت أمس حالة التأهب الأمني في أنحاء عديدة من العالم بسبب معلومات لدى الولايات المتحدة عن احتمال قيام تنظيم القاعدة بشن هجمات تستهدف السفارات والمصالح الأميركية والغربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها.
ومساء أمس الأول التقى كبار مستشاري الرئيس الأميركي باراك اوباما للأمن القومي في البيت الأبيض لبحث التهديد المحتمل والذي دفع واشنطن وحلفاءها لإصدار تحذيرات من السفر وإغلاق سفارات في شتى أنحاء الشرق الأوسط ، فيما أطلقت الشرطة الدولية (انتربول) تحذيرا أمنيا شاملا. معتمدة على امكانية ان يكون تنظيم القاعدة وراء عمليات فرار واسعة لسجناء بينهم قياديين في العراق وليبيا وأفغانستان.
وقال البيت الأبيض، دون إعطاء تحديد لطبيعة هذا التهديد، إن مسؤولين كبارا من بينهم وزيرا الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هاجل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس اجتمعوا أمس الأول لمناقشة التهديد.
وأضاف البيت الأبيض في بيان «في بداية هذا الأسبوع أصدر الرئيس تعليمات لفريقه للأمن القومي باتخاذ كل الخطوات الملائمة لحماية الشعب الأميركي في ضوء تهديد محتمل يحدث أو يأتي من شبه الجزيرة العربية.
وقال مسؤول أميركي رفيع عندما سُئل عما إذا كان للولايات المتحدة قوات متمركزة بشكل مسبق لمواجهة أحدث تهديد فقال «لديـنا قوات أميركية مستعدة منذ بعض الوقـت للرد على الطوارئ المحتملة في الشــرق الأوسط وشمال افريقيا .. لدينا القـــوة العسكرية لدعم القيام بعمل ملائم وفعال إذا طلــب ذلك.. والبنتاجون يعمل عن كثب مع شركائه لضم وزارة الخارجية وأوساط المخابرات لمواجهة التهديد المحتمل».
ومن بين من حضروا الاجتماع في البيت الأبيض دينيس ماكدونو كبير موظفي البيت الأبيض ومارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة وجانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي وجيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية ورئيسا مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وذكرت شبكة (سي بي اس نيوز) أن مسؤولي المخابرات لديهم معلومات عن مؤامرة ضخمة. وقالت «ضباط المخابرات أبلغوا من مصدر موثوق به أن مؤامرة ضخمة تجري وأن الفريق الذي سينفذها اختير وفي مكانه».
وأضافت أن السلطات الأميركية لا تعرف موعد أو توقيت أو هدف الهجوم المزمع. وقررت كندا من جهتها كتدبير وقائي اغلاق ممثليتها الدبلوماسية أمس في دكا ببنجلادش.
وفي صنعاء، اتخذت قوات الأمن اليمنية أمس تدابير مشددة في محيط سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تم إغلاقها بسبب مخاطر قوع هجمات للقاعدة.
وانتشرت القوات الخاصة مدعومة بالمدرعات أمام السفارات الأربع إضافة الى السفارات الغربية الاخرى التي لم تعلن ما اذا كانت ستفتح أبوابها الأحد بعد عطلة نهاية الأسبوع. وقال احد عناصر القوات الخاصة لوكالة فرانس برس «نحن أصلا في حالة تأهب لكننا عززنا وضع الاستعداد».
وكانت اللجنة الأمنية العليا في اليمن أقرت نشر نقاط التفتيش في صنعاء وكذلك في المدن اليمنية الكبرى منذ مطلع الاسبوع الماضي.
وبدت منطقة حدة التي تضم عددا من البعثات الدبلوماسية شبه مغلقة أمس في ظل انتشار كبير لقوات الحراسة الرئاسية. وأُغلق الشارع الرئيسي أمام السفارة السعودية بشكل تام. واليمن هو معقل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي نجم عن اندماج الفرعين السعودي واليمني للتنظيم المتطرف. وتشن طائرات أميركية بلا طيار باستمرار غارات ضد التنظيم في اليمن.
عدد اليوم
