الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تصنيع الكمبيوتر تواجه مشكلة النفايات الإلكترونية

شركات تصنيع الكمبيوتر تواجه مشكلة النفايات الإلكترونية
29 سبتمبر 2006 01:38
إعداد - عدنان عضيمة: تواجه المؤسسات مشكلة كبيرة بسبب التخلص من الكمبيوترات القديمة ( بسبب التقادم ) إذ تتضمن الكثير من المواد والعناصر المعدنية ذات الضرر الكبير· وكثيراً ما أصدر المدافعون عن البيئة النداءات العالمية بضرورة تشكيل مؤسسات خاصة باستلام ومعالجة النفايات الإلكترونية قبل أن يستفحل أمرها وتنتشر سمومها على نطاق واسع· ويبدو الآن أن هذه القضية أصبحت على رأس اهتمامات الشركات المنتجة للحواسيب ذاتها· وجاء في تقرير نشرته صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) أن شركات صناعة الكمبيوترات الشخصية أصبحت تتنافس فيما بينها في مجال توجيه الإرشادات التثقيفية لزبائنها بشأن الأساليب المثلى لاستخدامها وأصول التصرف بنفاياتها من دون إصابة البيئة بضررها الكبير· وتبنّت كبريات شركات صناعة الكمبيوتر مثل (آبل) و(ديل) و(هيوليت باكارد)، أساليب جديدة لتطوير اهتماماتها البيئية عن طريق التخفيف من استخدام المواد غير الصديقة للبيئة في صناعة الحواسيب، وأصبحت تبذل الكثير من الجهود لاستعادة المواد الضارة الموجودة في الحواسيب المستهلكة قبل ذهابها إلى اماكن تجمع النفايات· وأشار التقرير إلى أن الاهتمام بهذه الإجراءات يتركز على شركة (آبل) التي يبدو وكأنها عازمة على التصدي لمشكلة (التلوث الرقمي) التي تتكرر الشكاوى بشأنها· وكانت دراسات أنجزتها منظمة السلام الأخضر وبعض المجموعات البيئية الأخرى صنّفت (آبل) في آخر قائمة صناع الحواسيب في مجال إعادة تدوير المواد التي تدخل في صناعتها· وفي تصنيف العام الماضي لأكثر 10 شركات عالمية متخصصة بصناعة الكمبيوتر اهتماماً بالبيئة أنجزه تحالف مدافع عن البيئة في وادي السيليكون يمارس نشاطاته تحت شعار (حملة استعادة المواد في الحواسيب المستهلكة)، جاءت شركة (آبل) في المرتبة السادسة فيما حلت (هيوليت باكارد) في المرتبة الأولى· ويعتقد خبير في شركة (آبل) يدعى ستيف داولينج أن آبل تمتلك سجلاً بيئياً جيداً، ومن الأدلة على ذلك أنها أطلقت مؤخراً حملة واسعة لانتزاع وتدوير المواد الخطيرة المستخدمة في الحواسيب المستهلكة مثل الكادميوم والزئبق والرصاص، وهي من المواد السامة· ويقول التقرير إن كبريات شركات صناعة الكمبيوتر سرعان ما وجدت نفسها على خط النار مع الفئات القوية المدافعة عن البيئة في كل أنحاء العالم· والتهمة الأساسية الموجهة إليها تكمن في أن لها دوراً أساسياً في تصعيد مشكلة الفضلات الإلكترونية التي تتفاقم بسرعة كبيرة بسبب الانتشار الهائل للحواسيب عبر العالم وقصر دورات تطوير الجديد منها مما يفرض على المستهلكين التخلي عن حواسيبهم واستبدالها بالطرازات الجديدة حتى ولو لم تستهلك بالمعنى الصحيح· ويواجه صنّاع الكمبيوتر انتقادات لاذعة بسبب استخدام مادة (كلور البوليفينيل) التي يؤدي حرقها بعد ذهاب الكمبيوتر إلى مكبّ النفايات لانتشار غازات شديدة الضرر بالبشر خصوصاً والبيئة بشكل عام· وقد تتضح هذه المشكلة أكثر من خلال الإشارة إلى أن أكثر من 600 مليون كمبيوتر في الولايات المتحدة وحدها أصبحت على وشك التحول إلى نفايات· وهذه الحملة المضادة لصنّاع الكمبيوتر ليست وليدة اليوم، بل انطلقت قبل خمس سنوات· وكانت (ديل) أول شركة في العالم يستهدفها النشطاء البيئيون· وكانت حجّتهم في ذلك أنها الشركة الوحيدة التي لم تفكر بتبنّي أي برنامج لاستعادة أجهزة الكمبيوتر بعد استهلاكها من أجل إعادة تدوير المواد الخطيرة التي تدخل في صناعتها· وسبق لهؤلاء النشطاء أن عبروا عن سخطهم القوي على مؤسس الشركة مايكل ديل حتى أنهم أطلقوا عليه لقب (المتأنق السام)· فما موقف شركة (ديل) من هذا العداء المستحكم؟ يقول مسؤولو الشركة إنهم لم يتوقفوا يوماً عن تدوير المواد الحاسوبية، وأنهم يرسمون الخطط التي تسمح لهم أن يفعلوا في هذا الصدد أكثر مما سبق لهم فعله بكثير· واعترفوا بأن إلحاح نشطاء البيئة هو الذي حثّهم على الإسراع في تنفيذ البرامج التي كانوا يحضرونها· وفي إطار ترضية النشطاء أكثر وأكثر، أعلن مسؤولو (ديل) عن أنه سبق لهم أن أطلقوا في عام 2004 حملة لبيع الحواسيب ولكن بشرط إعادتها إلى الشركة بعد الاستهلاك· وخلال شهر يناير الماضي، أطلق مايكل ديل أضخم حملة على الإطلاق في مجال تدوير المواد الداخلة في تركيب الكمبيوتر· ومع هذه الحملة المخيفة ضد صناع الكمبيوتر، حاولت شركة هيوليت باكارد تبييض صفحتها حين أشارت إلى أنها أعلنت في عام 1987 عن إطلاق حملة لإعادة تدوير المواد الداخلة في صناعة الطابعات المستهلكة مما جعلها تتبوأ مركزاً طليعياً رائداً في هذا النشاط المفيد· ومع ذلك فإن النشطاء البيئيين لا يعدون هذا كافياً وطالبوا الشركة باتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لمنع انتشار المواد السامة من الطابعات المستهلكة اعتباراً من عام ·2009
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©