الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات أكبر سوق للصادرات الكندية في الشرق الأوسط

29 سبتمبر 2006 01:41
حوار -أيمن جمعة: قال الدكتور ستيفان بولوز نائب الرئيس وكبير الاقتصاديين في الوكالة الكندية للتصدير والتنمية EDC إن الإمارات هي أكبر سوق للصادرات الكندية في منطقة الشرق الأوسط متقدمة بفارق كبير على باقي دول الخليج· وتوقع بولوز المزيد من التعاملات التجارية في ظل الطفرة الاقتصادية الحالية في الدولة والتي وصفها بأنها مدهشة وتجعل المحللين يلهثون وهم يحاولون متابعتها· وقال في حوار مع ''الاتحاد'' إن زيارته الحالية للدولة تستهدف مساعدة قطاع الأعمال الكندي على مشاركة الشركات الاماراتية على الاستفادة من الفرص الاستثمارية الضخمة المتاحة في الامارات حاليا اضافة الى القاء عدة محاضرات في ابوظبي ودبي حول افاق الاقتصاد العالمي· وتوقع بولوز تراجع الاقتصاد الدولي إما بشكل تلقائي·· أو قسري بان تجبره البنوك المركزية على ذلك، موضحا أن معدلات التوسع الحالي لا يمكن لها ان تستمر خاصة مع ترنح الاقتصاد الاميركي، وقال: ''لا يمكن وصف مثل هذا التراجع بأنه ركود بل عودة إلى مستويات أكثر واقعية للنمو''· ورفض بولوز وهو من أبرز خبراء استراتيجيات الاقتصاد في العالم، مقولة ان اميركا لم تعد قادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد العالمي قائلا ''اذا لم تعد اميركا هي محرك الاقتصاد فهذا لا يعني ان احدهم سيتقدم ليحل محلها بل ان الاقتصاد سيسير دون محرك''· واستبعد بولوز أي انهيار سعري في سوق النفط لان العالم لن يتخلص في المدى المنظور من ''ادمان النفط'' وتوقع استقرار الاسعار عند مستوى 50 و60 دولارا للبرميل على المدى القريب· ؟ ما تقييمكم للبيئة الاستثمارية في الإمارات؟ ؟؟ انبهرت بما رأيته في أول زيارة أقوم بها للامارات وأعتقد ان المحللين يلهثون وهم يحاولون متابعة كل هذه المشاريع العملاقة والضخمة والتي يبدو انها ليست عشوائية بل تسير حسب مخطط بالغ الدقة· وكل المؤشرات تدفعنا في كندا للاهتمام بالسوق الإماراتية، وبالفعل تحولت الإمارات إلى أهم سوق للصادرات الكندية في منطقة الشرق الأوسط، وهي تحتل المركز 23 في قائمة أهم أسواقنا العالمية· ونحن ننظر الى الامارات على انها دولة جيدة للفرص الاستثمارية، ورغم ان الاقتصاد هنا سيظل معتمدا على النفط لفترة طويلة مقبلة، فان الامارات تقوم بتحركات نشطة نحو تنويع اقتصادها ليشمل قطاعات المالية والتجارة والسياحة· والاحصائيات تظهر ان الامارات لم تسجل أي عجز في ميزان المعاملات التجارية منذ 14 عاما، في حين أدت الارتفاعات القياسية في أسعار النفط الى دفع الفائض الى حوالي 14 % من اجمالي الناتج المحلي· ؟ كيف تسير التعاملات التجارية بين الإمارات وكندا؟ ؟؟ منذ عام 2001 والصادرات الكندية الى الامارات تنمو بمعدل سنوي مستقر بنسبة 25 % مما أدى لتضاعف صادراتنا الى الامارات بأكثر من مرتين خلال السنوات الأربع الماضية لتقفز من 209 ملايين دولار كندي في 2001 إلى 273 مليونا عام 2002 و 342,975 مليون عام 2003 و419,22 مليون عام 2004 ثم 587,684 مليون دولار كندي العام الماضي· كما زادت صادرات الخدمات بوتيرة أسرع لتصل إلى ما يتراوح بين 200 مليون و250 مليون دولار خلال الفترة ذاتها· وغالبية الصادرات الكندية هي معدات وطائرات وحبوب وأجهزة كهربائية وسيارات ومعادن نفيسة ومعادن· وفي المقابل استوردت كندا من الإمارات ما إجمالي قيمته 66,2 مليون دولار كندي العام الماضي· ؟ ما الدور الذي لعبته الوكالة الكندية للتصدير والتنمية في هذا التطور؟ ؟؟ دورنا الرئيسي هو مساعدة الشركات الكندية على مواجهة المخاطر والاستفادة من الفرص التجارية في العالم، ونظرا لثقتنا في اداء اقتصاد الإمارات فقد قدمنا خدمات مصرفية وتأمينية إلى 148 شركة كندية لممارسة أنشطة تجارية في الإمارات وبالتعامل مع 267 شركة ومؤسسة ومشتريا إماراتيا· استثمارات ثنائية ؟ هل تأتي زيارتكم للإمارات في هذا الاطار؟ ؟؟ بالطبع فنحن نريد ان نضمن استفادة رجال الاعمال الاماراتيين والكنديين من الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين· وانا أعتقد ان هناك فرص عمل واستثمار ضخمة هنا في الإمارات بالتعاون مع الشركات المحلية، ودورنا هو تقريب وجهات النظر واضعين نصب أعيننننا ان الامارات مركز للتعاملات الاقليمية وهو ما يظهر في النسبة العالية التي تسجلها في عمليات اعادة التصدير (34% من اجمالي الصادرات عام 2003)· وفي ضوء هذا كله فاننا نتوقع ان تحصل الاستثمارات الاجنبية المباشرة في الامارات على دفعة اضافية بفضل مشاريع التخصيص وتراجع القيود الخاصة بملكية الاجانب اضافة الى اتفاقية التجارة الحرة التي يجري التفاوض بشأنها حاليا بين الامارات واميركا· كبح جماح النمو ؟ هل تعتقد أن البيئة الاقتصادية العالمية لا تزال مواتية بقدر ما كانت عليه خلال الأعوام الأربعة الماضية؟ ؟؟ سار الاقتصاد العالمي بوتيرة جيدة خلال السنوات العشر الماضية وكان أداؤه رائعا في العامين الماضيين· وعندما نصل إلى ذروة كهذه فلا بد من أن يحدث نوع من الهبوط لأنه ببساطة لا يمكن الاستمرار على هذه المعدلات· وبوادر هذا التراجع التي تنبأت بها قبل ستة شهور قد بدأت تتحقق بالفعل· وإجمالا فان الاقتصاد العالمي لا بد أن يهبط من تلقاء نفسه أو أن تجبره البنوك المركزية على ذلك من خلال المزيد من التشدد النقدي· ؟ لماذا يحاول مسؤولو البنوك المركزية إجبار الاقتصاد العالمي على التراجع؟ ؟؟ الأمر أشبه بلاعب عدو يتعين أن يأخذ فترة لالتقاط الأنفاس·· لأننا كما قلت لا يمكن ان نستمر على هذا المنوال· وقد أشار البنكان المركزيان الاوروبي والصيني الى انهما يعتزمان تشديد السياسة النقدية لمنع التضخم· لكن مصدر القلق هنا ان تدخل البنوك المركزية لاحداث هذا التراجع يزيد المخاطر من ان يكون النمو في عام 2007 أقل من المتوقع· والسبب هو ان تداعيات التشدد النقدي تكون عادة مجمعة وغير متوقعة· فقد يبدو ان تشدد السياسة النقدية لشهور لم يسفر عن نتيجة قبل ان تظهر النتائج بشكل مفاجئ· ويزداد هذا الخطر بالنسبة للاقتصاديات الاكثر ضعفا من الناحية الهيكلية مثل اوروبا او في الاقتصادات التي لا تزال جديدة في ممارسات السياسة النقدية مثل الصين· ؟ هل نتحدث هنا عن تراجع ام ركود عالمي؟ ؟؟ النمو الاقتصادي كان استثنائيا سواء في العالم او اميركا خاصة في العام الماضي· ونحن نتوقع أن ينخفض الاقتصاد العالمي في 2007 إلى ما دون 4% وذلك لأول مرة منذ سنوات لكنه سيظل قويا· ولذا فلا أقول إننا على مشارف كارثة اقتصادية بل تصحيح للأوضاع وتراجع في معدلات النمو إلى مستويات واقعية تكون أكثر قدرة على الاستمرار· وعليه فنحن لا نتحدث عن ركود بل تراجع إلى معدلات أكثر واقعية فنحن مثلا سنظل عند مستويات أفضل مما حدث في 2001 عندما كنا على مشارف الركود· ؟ وما هي المؤشرات التي تجعلك متأكدا من تراجع النمو العالمي؟ ؟؟ من الطبيعي عند رصد افاق الاقتصاد العالمي ان ننظر بعناية الى ما يحدث في الولايات المتحدة التي تساهم بنحو 20% من اجمالي النمو العالمي· فقد تراجع النمو هناك بشكل دراماتيكي الى 2,9% في الربع الثاني هذا العام من 5,6% في الربع الاول، وهناك دول اخرى يبدو انها تسير في الطريق نفسه فقد تراجع النمو الياباني من 2,7% في الربع الاول الى 0,8% في الربع الثاني، كما تراجع الاقتصاد البرازيلي من 5,2% الى 1,8%· والمؤشرات العالمية تؤكد ذلك· وهناك من يعتقد ان العالم سينجح في معالجة هذا التراجع لكنني أعتقد ان حركة الاقتصاد العالمي أشبه ما يكون بقطع الدومينو ونحن نعتمد كثيرا على بعضنا البعض مقارنة مع ما كانت عليه الامور قبل 30 عاما تقريبا· ولذلك فان التراجع الاميركي سيمتد سريعا الى باقي دول العالم· ؟ الا تستطيع باقي دول العالم موازنة التراجع الاميركي بحيث نتفادى التراجع العالمي؟ ؟؟ عندما يتراجع الاقتصاد الاميركي من 4% العام الحالي الى 2,3% في 2007 فهذا انخفاض كبير· ولن تستطيع اوروبا او الصين معادلة هذا التراجع· صحيح ان الاقتصاد الاوروبي يقترب كثيرا في حجمه من الاقتصاد الاميركي وانه انتعش في الربع الثاني مقارنة مع الربع الاول (2,6% من 2,1%) وهو امر جدير بالنظر الى الاقتصاد الاوروبي يسير مترنحا منذ بعض الوقت·· لكن هذا الانتعاش لن يكون كافيا لمواجهة التراجع الاميركي· اضف الى ذلك ان جانبا كبيرا من هذا الانتعاش الذي شهدته اوروبا ربما يكون سببه مهرجانات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها المانيا هذا الصيف· واذا تحدثنا عن الصين فقد ارتفع نموها في الربع الثاني الى 11,3% من 10,3% لكن من غير المحتمل ان تستمر هذه الوتيرة بسبب اعتماد الصين على الطلب الاستهلاكي الاميركي· واذا انخفض هذا النمو من 10% الى 8% فانه سيكون نسبة كبيرة جدا· أميركا·· المحرك ؟ لكن صندوق النقد الدولي لمح في تقريره الاخير الى ان الاقتصاديات الناشئة هي المحرك الفعلي للاقتصاد العالمي وان أميركا لن تظل المحرك الرئيسي لهذا لاقتصاد· ؟؟ ما زال غالبية المحللين يؤمنون بمقولة ''اذا اصاب اميركا الزكام عطس العالم كله''· والاقتصاد الاميركي اهم بكثير من الاقتصاد الصيني واقتصاديات الدول الناشئة· فالامر لا يتعلق بمجرد معدلات نمو كبيرة·· فهل نقول ان الصين التي تنمو بنسبة 10% هي أفضل أو أقوى من اميركا التي تنمو بنسبة 2 او 3%؟ بالطبع لا· وبالنسبة للدول الناشئة، فان اقتصادياتها من الناحية النظرية تحقق معدلات نمو ضخمة بحساب متوسطات النمو فيها والتي تصل في بعض الدول الى 25% فهذا يجعل المتوسط كبيرا لكن هذا لا يعني اطلاقا ان تفقد اميركا صفة محرك الاقتصاد العالمي على المدى المنظور· واذا أراد بعضهم القول إن اميركا لم تعد محرك الاقتصاد العالمي·· فهذا يعني انه لم يعد هناك محرك على الإطلاق! إدمان النفط ؟ هل يمكن ان يؤدي تراجع الاقتصاد العالمي الى انتكاسة في أسعار النفط؟ ؟؟ بداية لا أعتقد ان استراتيجية التخلص من ادمان النفط يمكن ان تحقق نجاحا· الاعوام الاربعة الاخيرة من النمو الاقتصادي القوي وضعت ضغوطا كبيرا على الطاقة الانتاجية العالمية للنفط لكن يتعين الاشارة هنا الى ان العوامل الاساسية للطلب تغيرت بحيث لم يعد الطلب يتأثر كثيرا بالاسعار المرتفعة خاصة في الدول الصناعية التي تستطيع الان تحمل الاسعار المرتفعة· وفي الدول النامية فان السكان يتحملون هذه الاسعار من خلال الاعانات· ولذا فان التوقعات تشير الى ارتفاع الطلب العالمي من 82,2 مليون برميل يوميا عام 2004 الى 83,3 مليون عام 2005 والى 84,5 مليون عام 2006 ثم الى 85,6 مليون في 2007 ثم الى 92,5 مليون برميل عام 2010 فالي 115,4 مليون برميل يوميا عام ·2030 ؟ استمرار هذا النمو في الطلب رغم ارتفاع الاسعار هل يعني ان سوق النفط بدأ يتحرك بقوانين تخالف قواعد الاقتصاد؟ ؟؟ لم ولن يتوقف العالم عن ادمان النفط، لكن هذا لا يعني ان القوانين التقليدية للاقتصاد غير مطبقة على سوق النفط العالمي فارتفاع الاسعار من شأنه ان يخفض الطلب ويشجع الاستثمارات الجديدة في مشاريع الطاقة البديلة وهو ما نستطيع ان نرصده حاليا· وهناك بالفعل ادلة على التحول نحو السيارات الاصغر وتقليص السفر بالسيارات في اميركا، لكن مثل هذه التحولات تستغرق أعواما طويلة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©