الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخطأت التصويب

25 أغسطس 2014 00:05
لا ندري كيف نطلق اسم التغريدة المعبرة عن أصوات أرق الطيور وأبرأها ، على النعاق والنعيق الصادرة من الغربان التي ملئت أفئدتها بسواد ساد بصرها وبصيرتها، ولا نعلم إن كانت الغربان ستميز يوماً ألوان الحياة وستتعرف على محبيها أم أنها ستظل عمياء لا ترى غير السواد، مكتفية بما خدعتها حواسها المعطلة ، وأبعدتها عن رؤية الحقيقة . عندما ينعق أحد الضالين الذين ملأوا وسيلة التواصل تويتر ويقول «اسمي غزة هل تراني ماذا لو كنت مكاني»، كم هي مؤثرة ومعبرة تلك التغريدة التي تخاطب المشاعر بمعرفة مأساة غزة وما يتعرض له أهلها من الإبادات الجماعية التي تبكي القلوب دماً، إنها كلمة الحق التي أريد بها الباطل إذا ما اقترنت تلك الجملة بصورة لبرج خليفة وأخرى لأبراج الكويت وقد شبت نار حقده في قمم تلك الأبراج مستثمرا قدراته الفوتوشوبية في حرق ما يحلم بحرقه ، سندرك من ذلك الغراب كيف ينعق بتواطؤ الدولة وشقيقتها الكويت على ما يحدث في غزة ، قاتل الله المنافقين حيث ما كانوا ، فلا نعلم كم أجرة ذلك المرتزق على ما أبدع في إخراج تلك الصور ليطفئ نار الحاقدين ولو برؤية صورة يعيشون على أمل تحقيقها . ثمة سؤال يحوم حول الأفكار ويلح عليها بطلب الإجابة ، كيف يمكن لخليجي إن كنت من بني الخليج أن يصور حريقا في معلم أبراج الكويت التي مثلت للدولة الشقيقة رمزا واقترنت بها منذ أن أدركنا أطفالا أننا خليجيون وأن الكويت جزءا منا ، وكيف تجرأ تصوير حريق في برج خليفة الذي يمثل فخراً للعرب في مجاراة الدول المتقدمة بل منافستها ويحمل اسم خليفة بن زايد أبو العرب وحكيمهم ؟ أهي أمنية تحققت على ذلك الشكل المزري أم أنك من الحاقدين « حسداً من عند أنفسهم « لقد أخطأت التصويب أيها الحاقد كان عليك أن تستهدف عقر دارك بما صنعت من صور ، الأحرى بك الرجوع قليلا إلى أصول العلاقات وإدراك مساراتها لتعلم أن الإمارات ذات تاريخ مشرف مع جميع الدول حتى الغريبة منها ، فمن باب أولى أن تكون لها مواقف ناصعة البياض مع الدول الشقيقة ومع أخواننا في غزة ، والجميع يعلم بمدى رقي التعامل الإماراتي مع الأحداث وقدرتها على الفصل بين الجاني والمجني عليه ، وعدم الخلط بين أصحاب القرار ومن لاحول لهم ولاقوة سوى تنفيذه ، فعليك البحث جيدا لتعرف من هم لإسرائيل أعوانا ، وتكتشف أن الأيدي التي تمدك بالعطايا لترسم الفوتوشوب هي ذاتها تدنست بمصافحة الأيدي الإسرائيلية ، ووقعت معها الاتفاقات ، وعاهدتها على الولاء . لا لوم على ما نسمع من غرائب القول من أشباه البشر ، فإنه زمن أتاح الكلام والتنظير لغير المؤهلين ولمن لا شأن لهم ولا علاقة تربطهم بالقرار السياسي، فلو كان ذلك الحاقد في مواجهة حقيقية بالسيف كان أو بالكلام ، حتما ستنهار يداه البارعتان قبل المضي في صنع ماصنع ، «وَلَوْ أَنَّ أَبْطَـالَ الحُـرُوبِ تَفَرَّقُـوا غَلَبَ الجَبَـانُ عَلَى القَنَا الأَبْطَـالاَ» نوره علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©