السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن مبارك يؤكد أهمية البحث العلمي في مجال الطب النفسي وتبادل الخبرات

نهيان بن مبارك يؤكد أهمية البحث العلمي في مجال الطب النفسي وتبادل الخبرات
25 يناير 2014 11:59
إبراهيم سليم (أبوظبي) - أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أهمية البحث العلمي في مجال الطب النفسي، واستعراض الجديد منها من أجل تبادل الخبرات. جاء ذلك خلال افتتاح معاليه فعاليات المؤتمر الثاني للطب النفسي للأطفال والمراهقين بأبوظبي، والذي ينظمه جناح العلوم السلوكية في مستشفى خليفة الطبية التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة». وأشاد معاليه بضم المؤتمر متخصصين من خلفيات مختلفة، حرصوا على الحضور لتطوير هذا الحفل، ومساعدة الأطفال والأسر في هذا المجال، وقدم معاليه الشكر لرئيس المؤتمر واللجنة المنظمة، والحاضرين من مختلف أنحاء العالم بغرض التثقيف ونشر الوعي بهذا المجال. وتناول معاليه في كلمته أمراضاً بعينها كالتوحد والإعاقات التعليمية والمشكلات السلوكية لدى الأطفال، وتحدث عن أهمية علاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتنشئتهم تنشئة صحيحة، وشدد على أهمية البحوث العلمية واستعراض الجديد منها من أجل تبادل الخبرات، وأبدى معاليه اهتمامه الشديد بفعاليات المؤتمر. عيادات متخصصة وأكد رئيس جمعية الإمارات للطب النفسي الدكتور عادل كراني أهمية إنشاء عيادات متخصصة في علاج الأطفال والمراهقين، وعدم المجازفة بهم في عيادات ومراكز طبية تستقبل الكبار، منعاً لتأثر الأطفال المصابين سلبياً جراء ذلك، وأكد أن هناك ندرة على مستوى الدولة في تخصص الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين، بمعدل 8 أطباء فقط على مستوى الدولة، وهي نسبة غير كافية لمواجهة المشكلات، النفسية عند هذه الشريحة. وقدم الدكتور عادل كراني رئيس جمعية الإمارات للطب النفسي خلال المؤتمر ورقة عمل تناول فيها أهمية الخدمات النفسية للأطفال والمراهقين نظراً لحاجتها إلى خدمات خاصة، بخلاف البالغين، لافتاً الى أن ارتياد الأطفال لعيادات الطب النفسي يشكل ضرراً على الصحة النفسية لهم، لذلك لابد من وجود مراكز متخصصة لتقديم الرعاية النفسية للأطفال والمراهقين. وأشار الى وجود ثلاثة مراكز متخصصة في الدولة، تتمثل في أقسام الأطفال في جناح العلوم السلوكية في خليفة الطبية، والطب النفسي للأطفال في توام، وقسم آخر في مستشفى راشد بدبي، وتستقبل المراكز الثلاثة بمعدل يتراوح بين 400 إلى 700 زيارة سنوية لكل مركز 30% منهم حالات جديدة، وذلك بخلاف العيادات الخاصة للطب النفسي. وقال إن فريق الطب النفسي لابد أن يتكون من طبيب نفسي ومتخصص، لافتاً الى أن المشكلة تكمن في أن عدد الأطباء المتخصصين في الطب النفسي للأطفال والمراهقة 8 أشخاص فقط مقارنة بالاحتياجات. قسم داخلي للأطفال والمراهقين وأشار الدكتور كراني الى أن هيئات الصحة بالدولة تسعى إلى توظيف الأطباء المتخصصين، مع قرب افتتاح أول قسم داخلي لإقامة الأطفال والمراهقين خاص بالصحة النفسية في دبي »أول قسم متخصص في الإمارات كلها« في دبي بمستشفى الجليلة ولخدمة الحالات من مختلف إمارات الدولة للحالات الحادة، حيث إن نسبة الأطفال المصابين بأمراض سلوكية ونفسية كفرط الحركة وقلة الانتباه في الإمارات تبلغ 7% من الأطفال، حسب الاحصائيات العالمية تليها اضطرابات القلق والخوف المرضي «الفوبيا»، بالاضافة إلى حالات الاكتئاب ونادراً الفصام واضطرابات ثنائي القطب وكذلك الاضطرابات السلوكية الحادة المصحوبة باضطرابات التوحد والتخلف العقلي. وأوضح أن معظم الأدوية المناسبة متوافرة في مراكز الدولة، علماً بأن التركيز يكون على التدخلات السلوكية والتربوية، والتي من الضروري تواجد أخصائية نفسية أو اجتماعية متخصصة في العلاج السلوكي أو التعليم التربوي للأبوين. وأشار إلى أن هناك سلوكيات عدة للأطفال ممكن أن تتحسن بتعديل أو تنظيم التربية من قبل الوالدين أو المسؤولين عن الأطفال. برنامج «الوطني للتأهيل» وتناول الدكتور أحمد يوسف رئيس قسم الطب النفسي بالمركز الوطني للتأهيل في ورقة عمل خلال جلسات المؤتمر دور المركز الخاص بالوقاية والعلاج والتأهيل من الإدمان على الكحول والمخدرات، موضحاً أنه في هذه السن يتم الحديث عن بدايات التعاطي وضرورة الوقاية منها، مؤكداً أهمية متابعة الأسر لأبنائهم وتنشئتهم تنشئة سليمة حتى يمكنهم توفير الوقاية من تبعات التعاطي، وبالتالي الإدمان. وأهمية الأمر أن الدراسات في الفترة الأخيرة تشير إلى أن سن التعاطي أخذ في الصغر حيث تم تسجيل حالات تعاطي في سن العاشرة والحادية عشرة. وأشار الى استهداف النشء والشباب بمواد مخدرة جديدة يسهل الحصول عليها من خلال وسائل الاتصال الحديثة والتقليدية واستخدام الانترنت في استقبال المؤثرات النفسية دون رقيب. وتناول الدكتور يوسف في محور خاص خطط المركز المستقبلية خلال العام الجاري المتمثلة في افتتاح وحدة خاصة بتقييم وتوفير خدمة موجهة للمراهقين، للمتقدمين طوعياً للمركز في مدينة خليفة، بالإضافة الى عرض للدراسات الجارية لرصد حالات التعاطي. وأشار الى أن هناك برنامج «فواصل» الموجه للمدارس والذي تم البدء في تطبيقه، بالإضافة الى التعاون مع مؤسسات عالمية للتدريب كجامعة هارفارد وفريق التدريب من الكوادر المواطنة في مجالات الطب النفسي والخدمة الاجتماعية والتمريض وعلم النفس الإكلينيكي، ونسعى لرفع درجات الوعي في المجتمع، والأسر بدأت في تفهم الوضع لإنقاذ أبنائها. اضطراب فرط الحركة وترأس الدكتور أسامة توكل عثمان أستاذ الطب النفسي المشارك في كليه الطب والعلوم الصحية. جامعة الامارات العربية المتحدة، ورئيس لجنة التدريب الأكاديمي للطب النفسي بالبورد العربي للتخصصات الصحية، جلسة علمية تضمنت ورقتي عمل لخبيرين من أميركا، تحدث في الأولى الدكتور جي ساليكار من جامعة واشنطن في أميركا وتناول فيها اضطراب فرط الحركة وكيفية علاجه، موضحاً أن هناك علاجات فعالة جداً لهذا الاضطراب الذي يصيب بعض الأطفال في سن مبكرة ما يعيق التركيز وأداءهم المدرسي والاجتماعي، ومن أعراضه كثرة الحركة والتعرض لخطر الإصابات المتكررة نظراً لقلة الانتباه والاندفاعية. وأشار الى أن نسبة اضطراب فرط الحركة وقله الانتباه بين الأطفال والمراهقين تقدر بحوالي 8? وتزيد النسبه بين الأولاد مقارنة بالبنات، ومن أعراض اضطراب الحركة المفرطة وتشتت الانتباه وفقدان القدرة علي تنظيم الوقت وترتيب الأشياء مما تؤثر على الأداء المدرسي. وأحيانا تكون الأعراض بصورة رئيسية في صورة عدم الانتباه وضعف القدرة على التركيز خاصة بين البنات اللائي يعانين من هذا الاضطراب. وتناولت الدكتورة إلين روم من جامعة أميركا كليفلاند كلينيك مستشفى الأطفال في الورقة الثانية، اضطرابات الأكل عند الأطفال والمراهقين والمشاكل المتعلقة بالشراهة وقلة الأكل، مشيرة إلى أسباب اجتماعية بيولوجية بيئية للاضطراب، تتعلق بكلا الأمرين، ويكون هناك في الغالب اضطراب في الرؤية الشخصية للجسم «للحالتين»، منها رؤية الشخص لصورته الشخصية. وأوضحت أن نسبة اضطراب فقدان الشهية المرضي بين المراهقين في المرحلة العمريه 13-18 سنة قليل نسبيا حوالي واحد في الألف، ومن أعراضه التقيؤ الإرادي المتكرر بعد الوجبات وممارسة النشاط الرياضي لفقدان الوزن بدرجه كبيرة مرضية. ولفتت الى محاولة المراهقين إنكار المرض وإخفاء أعراضه حتي يتجنبوا العلاج كي لا تكتشف حالاتهم المرضية والتي يمكن ان تودي بحياتهم نتيجة اختلال وظائف الجسم ونسبة الأملاح لديهم وبالذات عنصري البوتاسيوم والكالسيوم. وأشارت الى أن هناك العديد من الأدوية القديمة والجديدة الفعالة في التحكم بالأعراض حتى تتحسن الأعراض وبالتالي الأداء المدرسي والأكاديمي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال، مما ينعكس ايجاباً على الأسرة بالكامل وتدهور في المدرسة والمشكلات الاجتماعية ويؤثر على مستقبله بشكل عام. انفتاح في العلاج أشار الدكتور والي لامب المفكر الأميركي المتحدث الرئيسي في المؤتمر الى أن المرض النفسي موجود منذ الأزل ولكننا أصبحنا نعالج الأمر بصورة أكثر انفتاحاً. وأشار الى أن أهم أسباب حضوره فعاليات المؤتمر أن يكون جزءا من هذا النقاش المفتوح للمرضى النفسيين في المجتمع والمشاركة في نشر الوعي بخصوص الأمراض النفسية، مؤكداً إيمانه بتأهيل المساجين بصرف النظر عن أصولهم وعن الجرائم التي ارتكبوها، على أن يكون لديهم الدافع لكي يتأهلوا، وذلك بحكم خبرتي بالسجناء وخاصة السجينات. وقال إن إشراك السجناء في برامج صحية يؤثر إيجابياً فيهم، مؤكداً أهمية تأهيل ذوي الأفكار المتطرفة كي يكونوا أعضاء مفيدين للمجتمع. وقال لـ«لاتحاد» أنا أؤمن بالحوار النفسي مع ذوي الفكر المتطرف وليس النقاش الديني فحسب. علاج ذوي الأفكار المتطرفة نفسياً كشف خبراء في علم النفس مشاركون في المؤتمر عن أهمية علاج ذوي الأفكار المتطرفة نفسياً، واعتباره الأساس في عملية إعادة دمج هذه الشرائح التي تؤرق المجتمعات، لافتين الى أن العلاج يتم من خلال جلسات لجعل أفكارهم قريبة من الأفكار السائدة في المجتمع، بحيث يسهل جعلهم أفراداً صالحين في المجتمع، مؤكدين أن الأمر ليس بهذه السهولة كما يتخيل البعض حيث إن بعض الأشخاص قد لا يستجيبون للعلاج. 8 جلسات علمية أعرب الدكتور أحمد الألمعي استشاري الطب النفسي للأطفال في مدينة خليفة الطبية ورئيس المؤتمر الدولي للصحة النفسية والسلوكية للطفل، في كلمته أمام المشاركين عن سعادته بتشريف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بافتتاح المؤتمر في دورته الثانية، كما رحب بالضيوف من مختلف العالم، لمناقشة العديد من الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية التي قد يعاني منها الطفل في سنوات حياته المبكرة وحتى سن البلوغ. كما تناول بعض الجوانب التي تتعلق بسلامة الطفل وكيفية حمايته قانونياً من بعض الانتهاكات التي قد يتعرض لها مثل الاعتداء الجسدي والتحرش الجنسي والبحث عن الطرق والحلول للحد من تلك الجرائم ومعالجة الطفل ومساعدته في تجاوز الأزمة النفسية السيئة المترتبة عن تلك الانتهاكات. وقال إن المؤتمر الذي يتضمن 8 جلسات على مدار يومين يطرح خلالهما 30 بحثا وورقة عمل من قبل الاطباء والاخصائيين، لذا فإنه يشكل ملتقى دوليا يجتمع فيه اخصائيون وأطباء في مجال الصحة النفسية من كل أنحاء العالم، يعرضون من خلاله أحدث الأبحاث والتطورات العلمية في هذا المجال، والتي تتعلق بجميع أفراد الأسرة عموما وللطفل خصوصا، حيث يحتوي المؤتمر على العديد من الفعاليات تتنوع بين محاضرات تناقش فيه الامراض النفسية بالإضافة إلى ورشات تدريبية ». وقال إن اللجنة العلمية للمؤتمر ركزت على أمور عدة منها حماية الطفل والأسرة ونشر الوعي بخصوص الصحة النفسية للطفل والأسرة وركزت على التعاون بين الجهات المختلفة وخاصة الحكومية في مجال حماية الطفل وتقديم خدمات للطفل، وكذلك دور وضع التشريعات من القوانين، وأكد أن أهمية التعاون في مجال تطبيق القوانين والتشريعات بين الجهات المختلفة. وأشار الى أهمية توفير الرعاية للجيل الناشئ وخاصة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال، كما لفت على هامش المؤتمر أن جناح العلوم السلوكية في مستشفى خليفة الطبية استقبل نحو 3 آلاف طفل خلال العام الماضي، لافتاً الى استقبال قسم الكبار نحو 10 آلاف مراجع، بإجمالي 13 ألف مراجع خلال العام الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©