الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اتحادات الأعمال تشارك في صياغة أجندة الانتخابات الفرنسية

29 سبتمبر 2006 01:44
إعداد: محمد عبدالرحيم في الوقت الذي تتهيأ فيه الأحزاب الفرنسية من اليسار إلى أقصى اليمين لاطلاق حملاتها السياسية قبيل انطلاق الانتخابات الفرنسية في العام المقبل فإن هذه التنظيمات فيما يبدو بدأت تواجه منافسة شرسة لأول مرة من أحد الأركان غيرالمتوقعة ألا وهي الشركات والأعمال التجارية الفرنسية التي طالما ظلت وبشكل تقليدي تنأى بنفسها عن الدخول في منعطفات ومتاهات السياسة قبل أن تقرر مؤخراً القفز في داخل أتونها· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فإن أكبر اتحاد للشركات في الدولة، والذي يعرف اختصاراً باسم ''ميديف'' عمد في الشهر الماضي إلى عقد مؤتمر رفيع المستوى هدف إلى تركيز اهتمام السياسيين على ما اعتبره المؤتمر المشاكل الحقيقية التي تواجه فرنسا مثل البطالة المزمنة والحاجة الملحة للإصلاحات في سوق العمالة وتخفيض الضرائب العالية على الرواتب والأجور بالإضافة إلى العمل على تخفيض الدين العام المتنامي على الدولة، ويقول لورانس باريسوت رئيس اتحاد ميديف ''سوف لن تتجه إلى اختيار مرشح لنا ولكننا نرغب فقط في أن تخلو المناظرات والمنافسات الرئاسية من الديماجوجية''· وإلى ذلك فإن رؤساء الشركات الفرنسية استمروا يجأرون بالشكوى من أن السياسيين في كلا قطبي الطيف السياسي الفرنسي ظلوا مسكونين فقط بالمقترحات التي يتقدم بها منافسوهم من الساسة المحليين من أجل الوصول إلى حلول للمشاكل الهيكلية الحاسمة التي جعلت فرنسا تتخلف وراء أوروبا، فيما يختص بالنمو الاقتصادي واستحداث وخلق الوظائف على الرغم من التحسن الطفيف الذي تشهده الدولة مؤخراً، وإذا ما كان كبار التنفيذيين في فرنسا يعتريهم الخجل في بعض الأحيان من الخوض في المجالات السياسية في الماضي فإن المبادرات التي خرجت في الأشهر الأخيرة والرامية للمساعدة في وضع وترتيب الأجندة الخاصة بالحملات الانتخابية الرئاسية، قد تضخمت بشكل دفع بالأعمال التجارية لأن تحتل موقعاً متقدماً في الحملة الانتخابية· وليس أدل على ذلك من أن اتحادات أرباب العمل والمعاهد ومراكز الدراسات الاقتصادية والتنفيذيون في مواقع الانترنيت انهمكوا جميعاً في صياغة المقترحات الهادفة لإجبار المترشحين للرئاسة باتخاذ موقف معين في المسائل السياسية الحيوية· ولاتحاد ميديف وحده 13 لجنة تعمل على رسم وصياغة المقترحات التي سوف يتم تجميعها ونشرها في الخريف القادم قبل أن يعمد معهد الأعمال التجارية في باريس لإنشاء موقع على الانترنت يتناقش ويمارس من خلاله جموع التنفيذيين في الدولة الضغوط اللازمة فيما يختص بالمسائل المطروحة في الحملات الانتخابية، وكما يقول جان فرانسيس راوبورد رئيس اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم المعروف باسم سيجيمي ''إن أكثر ما لا نرغب فيه أن تجزل الحكومة في العطايا في فترة ما قبل الانتخابات مقابل وعود جوفاء وغير مسؤولة من المعارضة، إن ما نرغب فيه اطلاق حملة انتخابية واقعية تطرح أسئلة حقيقية تتمخص عن أجوبة حقيقية'' ووفقاً لاحد اتحادات أرباب العمل فإن التنفيذيين الفرنسيين اصبحت تساورهم المخاوف من أن الساسيين قد انهمكوا مسبقاً في توزيع ثمار الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته الدولة مؤخراً حتى قبل أن يتعزز هذا الانتعاش وتترسخ جذوره· ويذكر أن العديد من كبار دول أوروبا الغربية التي تستخدم اليورو قد ضربتها موجة من معدلات النمو المتواضعة ونسب عالية للبطالة وهو الاتجاه السائد الذي يبدو أنه ضل طريقه إلى ألمانيا وإلى فرنسا لاحقاً· ولكن وحتى إذا ما تراجعت البطالة في فرنسا فإنها لاتزال تعتبر أحد أعلى المعدلات في العالم المتقدم بأسره وبشكل ظلت تضيف معه المزيد من الضغوط على دولة الرفاهية الاجتماعية التي تعاني أصلاً من المشاكل الديموجرافية والعرقية، ويبدو أن الحكومة وهي منتشية بالأنباء الاقتصادية الوردية التي تواترت مؤخراً قد بادرت في الشهر الماضي للإعلان عن حزمة من العطايا والحوافز إلى المواطنين من ذوي الدخول المتدنية· إلا أن التنفيذيين في الشركات الفرنسية قد أعربوا عن تشككهم وانتقاداتهم لمثل هذه المبادرات مدعين بأنها لا تتصدى لمعالجة المشاكل الهيكلية الجوهرية التي استمرت تمنع الاقتصاد الكلي من النمو بالسرعة الكافية واستحداث وخلق الوظائف بوتيرة متسارعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©