الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القطارات الرقمية تحل مشاكل النقل في العالم

29 سبتمبر 2006 01:44
إعداد - عدنان عضيمة: قد يصاب المطلع على حجم البضائع التي يتم تبادلها في الأسواق العالمية سنويا بالذهول عندما يتعرف فعليا على حجم البضائع التي يتم نقلها في مختلف أنحاء العالم، ويقدر ما يتم نقله منها بواسطة السفن بأكثر من 90 بالمئة، وتتوزع الكمية الباقية على وسائل النقل الأخرى كالقطارات والشاحنات والطائرات، ويقدر الخبراء المسافة التي تقطعها علبة كوكاكولا قبل أن تصل إلى يدي المستهلك بنحو 40 ألف كيلو متر، وهذا المثال البسيط يوحي بالأهمية الاستراتيجية لقطاع النقل في الاقتصادات العالمية، ومن عيوب صناعة النقل البحري البطء الشديد للسفن وتأثرها الشديد بحالة الطقس والبحر والارتفاع الكبير الذي طرأ على اسعار الوقود· ويتدارس الخبراء الآن البحث في تطوير تكنولوجيا القطارات والسكك الحديدية بحيث تكون الوسيلة الأساسية المقبلة لنقل البضائع في المستقبل· وجاء في تقرير كتبه أندرو وورد في الفاينانشيال تايمز أن ثورة تكنولوجية حقيقية هي الآن في طريقها لأن تفعّل دور القطارات وتجعل منها وسيلة النقل التي يمكن للعالم أن يعتمد عليها لمواجهة النمو المتزايد في التجارة العالمية· وينقل التقرير عن خبير السكك الحديدية جيف كامب بيل الذي انتقل مؤخراً من إدارة شركة (فيديكس) إلى شركة (بي إن إس إف) خسئ للنقل بالقطارات التي يوجد مقرها الرئيسي في مدينة فورت نورث بولاية تكساس الأميركية، قوله: (نحن نعمل الآن على بناء السكك الحديدية الرقمية التي يمكنها أن تنقل البضائع والمسافرين بطريقة آلية بحتة ووفق مواعيد بالغة الدقة· ويتركز هدفنا على جعل البضائع والسلع تتدفق بسرعة تدفق المعلومات التي تصلنا دون انقطاع من الشبكات الحاسوبية)· وتستأثر شركة (بي إن إس إف) بموقع الصدارة في مجال الابتكارات والاختراعات التي تهدف إلى تثوير صناعة النقل بالسكك الحديدية في الولايات المتحدة· وتتركز نشاطاتها الابتكارية على هدف واضح يتلخص في زيادة حجم البضائع المنقولة بواسطة القطارات حتى تتفوق على تلك التي تنقلها السفن البحرية والنهرية· وربما يكون للأميركيين دوافعهم الخاصة للاهتمام بصناعة النقل الحديدي بسبب الاتساع الهائل للبلاد والبعد الشديد للولايات الداخلية عن الشواطئ؛ إلا أن التطور المنتظر في هذه الصناعة لا شك أنه يهم بلدان العالم كافة· ويذكر التقرير أن الطاقة الإنتاجية للسكك الحديدية الأميركية تعمل بطاقتها القصوى منذ ثلاث سنوات بسبب معدل النمو الاقتصادي المرتفع والتزايد الهائل في حجم البضائع التي تستوردها من دول آسيا· وبلغ حجم البضائع والسلع المنقولة سنوياً أرقاماً قياسية لم تسجل من قبل، إلا أن السؤال المهم المطروح الآن: كيف يمكن مواجهة التزايد المتوقع في حجم البضائع التي يطلب نقلها بين الولايات؟· وكتب لهذا السؤال أن يقفز إلى مقدمة اهتمامات شركات النقل بالسكك الحديدية في الولايات المتحدة حيث سارعت إلى رصد مئات ملايين الدولارات لتنفيذ مشاريع توسيع خدماتها وزيادة طاقاتها في النقل· ويقول وورد في تقريره ان ذلك كله كان يتم من دون التفكير في الاعتماد على الحلول التكنولوجية الممكنة لزيادة طاقة نظام السكك الحديدية على النقل· وبالرغم من أنه ما من أميركي واحد يمكنه أن يلاحظ أي تغير على القاطرات أو العربات أو السكك ذاتها إلا أنها تشهد جميعاً ثورة تطورية حقيقية· ومن بين أهم الابتكارات الخافية عن أعين مشاهدي القاطرات الحديثة، أجهزة الضبط والتوجيه والتحكم الآلي التي تسمح للشركات في كل لحظة بمعرفة المكان الذي وصلت إليه البضائع التي ينتظرونها والموعد الدقيق لوصولها إلى المكان المقصود· ومعنى ذلك أن دخول الإنترنت اللاسلكية ونظام تحديد الموقع عن طريق الأقمار الاصطناعية جعل القطارات مصادر مهمة لتدفق المعلومات المتعلقة بالسلع المنقولة· وأثبتت بحوث ميدانية أنجزها خبراء شركة ''بي إن إس إف'' أن الوقت المهدور أثناء نقل السلع والبضائع بواسطة القطارات هو الذي يضيع في محطات التحميل والتفريغ· وعمد باحثو الشركة إلى البحث في اساليب تحطيم عنق الزجاجة باستخدام التكنولوجيا اللاسلكية التي تتعقب البضائع أينما ذهبت مما يسهّل تنظيم مواعيد تحميلها وتفريغها· وبلغ الإقبال على صناعة النقل بالسكك الحديدية في الولايات المتحدة الحد الذي جعل الوقت فيها يساوي ذهباً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©