الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يحضر محاضرة فكرية في مجلسه البليهي : العرب خارج التاريخ وجهلهم مركب

محمد بن زايد يحضر محاضرة فكرية في مجلسه البليهي : العرب خارج التاريخ وجهلهم مركب
29 سبتمبر 2006 01:47
استضاف مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في قصر سموه بالبطين الليلة قبل الماضية محاضرة فكرية بعنوان ''بنية التخلف في العقل العربي'' ألقاها المفكر الاستاذ ابراهيم البليهي عضو مجلس الشورى السعودي وذلك بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· بدأ الاستاذ البليهي محاضرته التي قدم لها الصحفي والإعلامي عبد الحميد أحمد رئيس تحرير صحيفة ''جلف نيوز'' بطرح تساؤل حول أسباب تقهقهر العقل العربي رقم التقاء العرب بالحضارة الغربية منذ قرون عديدة ومع ذلك عجز العرب عن مسايرة ومواكبة التقدم الغربي، مشيرا إلى أن العرب والمسلمين يعيشون في وضع مزر وبالغ السوء وهم خارج التاريخ بل هم يعرقلون حركة التاريخ، مضيفا أننا مازلنا نعيش بعقل ما قبل التاريخ· وأوضح البليهي ان العالم له مفاتيح ويجب أن نحسن استخدامها، معتبرا أن الغرب تقدم عندما تخلص من تقديس المرجعيات وعندما أعمل الفكر الفلسفي المبني على النقد وهو الوقود الذي يحرك العقل الأوروبي، فكلما مال إلى الركود جاء العقل النقدي يحركه· وعاب المحاضر على العقل العربي جموده وركونه إلى المرجعيات، مشيرا إلى أن الارتباط بها يفرز نسخا مكررة داعيا إلى الانفكاك من هذا الأسر وإلى ضرورة اخضاع المرجعيات إلى النقد والنقد المضاد والحوار والاختلاف وإلى عدم إضفاء ثوب القداسة على المرجعيات لافتا إلى أننا اليوم نعيش ثقافة الأموات وليس ثقافة الاحياء الذين يستحقون منا الاحترام والتشجيع لانهم يضيفون الجديد ويساهمون في التغيير والتطور والتجدد خدمة للانسانية بخلاف الأموات الذين انقطعوا عن الحياة واضحوا غير قادرين على العطاء والتفاعل· المتغيرات النوعية وعدد البليهي المتغيرات النوعية التي طرأت على الحضارة الإنسانية والتي كانت مفاتيح التقدم لدى الغرب ومنها التعامل مع العقل بأنه غير منغلق وله فاعلية وقابلية على التشكيل بأشكال متنوعة تستوعب المتغيرات بعيدا عن السائد الذي تعود عليه· كما أشار إلى أن الانتقال من المطلق إلى النسبي هو أحد المتغيرات التي طرأت على الحضارة الإنسانية فلا يوجد كمال مطلق أو معرفة مطلقة بل الامور تكون نسبية· واضاف أن الانتقال من الاعتماد على الأرض ونتاجها الى الاعتماد على الانسان وطاقاته وابداعاته في هذه الحياة أحدث تحولا نوعيا في الحضارة الإنسانية وساهم الى حد كبير في تطور البشرية· الانتقالات الفكرية كما سرد الاستاذ ابراهيم البليهي عددا من الانتقالات الفكرية التي حدثت في الحضارة الانسانية وكانت أساسا في التحولات الجذرية التي طرأت عليها وأفرزت نماذج متقدمة من المجتمعات المتفاعلة مع متغيرات الحياة ومنها الانتقال من المحال إلى الممكن وأنه لا يوجد مستحيل في الحياة في حين أن الحضارة الراهنة انتقلت بالعكس اضافة إلى الانتقال من تجريم الخطأ الى امتداحه، مشيرا إلى أن المبدعين مروا بأخطاء كثيرة حتى وصلوا إلى الصواب مستشهدا بمقولة لهيجل ''يجب ان ننتقد الخطأ لا أن ندينه'' كذلك الانتقال من الذاتية المفرطة إلى الموضوعية النسبية والانتقال من العقل الشعري إلى العقل المنطقي والانتقال من ثقافة الإخضاع إلى ثقافة الإقناع وضرب هنا مثالا باليهود وكيف أن تعدادهم في العالم لا يتجاوز تعداد سكان مدينة القاهرة فقط إلا أن سطوتهم وتفوقهم وتحكمهم بالسياسات الغربية دليل توظيفهم الناجح لأسلوب الاقناع· المتغيرات المؤثرة كما واصل عضو مجلس الشورى السعودي حديثه حول المتغيرات المؤثرة في مسيرة الحضارة الإنسانية فأكد على أن الانتقال من تبجيل العقل المتردد الى تشجيع العقل الفاعل ساهم بوضوح في تحرير العقول والافكار والسير بها نحو مراتب النهضة والتقدم وعرض حالة اندونيسيا وكيف فهمت مفاتيح الازدهار لدى الغير واستثمرت امكانياتها بكفاءة فحققت انجازات مشهودة مؤكدا أهمية مسألة القيادة والانقياد وإلى أين يمكن أن توجه اهتمامات الناس وفي أي اتجاه· وتحدث عن متغير آخر وهو الانتقال من علاقات القوة والنزوة إلى علاقات القانون والقيم والعدالة التي وفرت للعقول فرصة للانصراف الى الابداع والتألق وطرح الأفكار والآراء دون رهبة أو خوف· وذكر البليهي أن الثقافات كيانات أبدية لا يمكن ان تهتز بل تتحرك وتتطور وتتفاعل مع معطيات العصر ولا خوف عليها بل لابد لها من الاحتكاك والمنافسة حتى تتحسن الأشياء وكذلك الأفكار بدون صراع فكري أو نقدي لن تتقدم الأمور ولابد أن يتاح للافكار أن تصل إلى العامة وتتداول بين الجميع حتى تتبلور الرؤى المناسبة والتي تصب في صالح البشرية· مداخلات عقب المحاضرة فتح باب النقاش والتعليق وبرز عدد من المداخلات ووجهات النظر التي خالفت المحاضر في رسم هذه الصورة القاتمة للوضع والعقل العربي داعية إلى الابتعاد عن مسألة التعميم والنظر بتفاؤل إلى العقول العربية وقدرتها على إحراز التفوق والنجاح متى ما وفرت لها الامكانيات والدعم اللازم وشواهد التاريخ كثيرة، في حين جاءت الآراء الاخرى حول ضرورة التجديد وفتح باب الاجتهاد وعدم التقيد بالمرجعيات باعتبار العصر عصر تحول وتجدد ويحتم مواكبته ومسايرته مع التمسك بالقيم والمبادئ العربية والإسلامية· (وام)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©