الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اشتباكات متقطعة مع فلول المتمردين في مقديشو

اشتباكات متقطعة مع فلول المتمردين في مقديشو
8 أغسطس 2011 00:26
تقدمت القوات الحكومية الصومالية وحلفاؤها في قوة السلام الأفريقية (اميصوم) أمس بحذر في المناطق التي انسحبت منها قبل 24 ساعة حركة شباب المجاهدين المتطرفة في العاصمة مقديشو . وكان عدد قليل من عناصر حركة الشباب لا يزالون أمس في المدينة ما أدى الى وقوع اشتباكات دفعت السكان الراغبين في العودة الى منازلهم ، وبعضهم بعد غياب ثلاث سنوات، إلى التريث. وأوضح العقيد يوسف دقوبدان القائد العسكري الصومالي لعدد من الصحفيين إن “القوات الحكومية وجنود السلام في اميصوم يسيطرون على عدة مواقع بما فيها ملعب مقديشو وما زلنا نتقدم بحذر في معاقل الشباب”. ودخل جنود اميصوم حي ملعب مقديشو شمال المدينة بدباباتهم ومدرعاتهم. وأوضح الضابط أن “عدداً قليلا منهم (الشباب) يحاول اغتنام فرصة تقدمنا لشن هجمات يائسة لكننا نواجههم وسنقضي عليهم سريعا”. من جانب آخر عاد المئات من السكان إلى تلك الأحياء لتفقد منازلهم والإعداد لعودتهم. وأوضح فرح محمد الذي جاء يتفقد منزله مع بعض أقاربه في حي الملعب “نحن سعداء بوجودنا هنا لنرى منازلنا لأول مرة منذ ثلاث سنوات ، من السابق لأوانه العودة لكننا نعد لتصليح المنازل لأن العديد منها قد انهار أو تضرر من القصف المدفعي”. وفوجئ الجميع السبت بانسحاب مئات المقاتلين من حركة شباب المجاهدين المتطرفة من مواقعهم في مقديشو في هدوء وانضباط حاملين أمتعتهم الشخصية. ووصف الناطق باسم حركة الشباب محمد علي راج ردا على الانسحاب بأنه “تغيير في التكتيك العسكري”. وقد توعد الشباب الذين يسيطرون على معظم مناطق وسط وجنوب البلاد، بالإطاحة بالحكومة الانتقالية برئاسة شريف شيخ احمد التي يدعمها المجتمع الدولي والتي لا تبسط نفوذها سوى في العاصمة الصومالية. ويقول الكثير من الصوماليين والخبراء إن من السابق لأوانه أن تعلن الحكومة انتصارها. وفي دولة ليست بها حكومة مركزية منذ فترة طويلة وتعاني من المجاعة بسبب أسوأ موجة جفاف منذ عقود لا يزال السلام احتمالا بعيداً. لكن الخلافات بين زعماء حركة الشباب التي فاقمها تعاملهم مع المجاعة قد توافر فرصة لتخفيف هيمنة الجماعة على المناطق التي تسيطر عليها. وضيقت سلسلة من الحملات هذا العام قادتها قوة حفظ السلام الأفريقية بالاشتراك مع الجيش الصومالي الخناق تدريجياً على قوات حركة الشباب في مقديشو. وفي الشهر الماضي فقد المقاتلون السيطرة على سوق البكارة بالعاصمة وهو عصب عملياتهم في مقديشو ومصدر رئيسي للدخل. ولم يترك هذا لهم سوى بضعة أحياء معظمها خالية وليست لها أهمية استراتيجية تذكر. وكشفت هذه الخسائر عن خلافات في قيادة حركة الشباب بين جناح دولي يؤثر عليه مقاتلون أجانب يفضلون أساليب حرب العصابات مثل التفجيرات الانتحارية وآخرين ينتهجون استراتيجية عسكرية تقليدية تنطوي على السيطرة على الأراضي. ويشير انسحاب حركة الشباب من مقديشو إلى أن الفصيل الدولي هو الذي انتصر في هذه الجولة. وقال افيار علمي من قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر “لو كان هذا هو الوضع فربما يترك (مقاتلو) الشباب مدناً أخرى خاضعة لسيطرتهم مثل بيدوة وافجويي ويذوبون بين السكان ويلجأون إلى حرب العصابات والتفجيرات والاغتيالات أو الهجمات الانتحارية”. ومنذ عام 2007 لم تتجاوز سيطرة أحمد الأراضي التي تسيطر عليها قوات حفظ السلام. ويقول خبراء في شؤون منطقة القرن الأفريقي إن الفوز بمقديشو قد يوسع من نطاق نفوذ الحكومة لكن لا توجد ضمانات تذكر لأن يتحقق هذا السلام في مناطق أخرى. بل إن البعض يشكك في قدرة الحكومة على ملء الفراغ في السلطة في الأحياء التي تركتها حركة الشباب ويحذرون من أن ميليشيا أخرى قد تملأه. وقال المحلل الصومالي حمزة محمد إنه كان على أحمد “أن يدلي بالتصريح وأن يبدو مسيطراً... لا توجد منطقة وحيدة في مقديشو تسيطر عليها القوات الحكومية بمفردها”. ولا يزال المتشددون يتمتعون بسيطرة على معظم وسط وجنوب الصومال ولهم مصادر أخرى للدخل من بينها الضرائب من الموانئ وحصة في بعض الفدى التي تحصل عليها عصابات القراصنة. لكن حركة الشباب تواجه أيضا رأب الخلافات الداخلية التي أبرزتها المجاعة التي يعانيها الجنوب حيث يحتاج 2.8 مليون شخص مساعدات غذائية وإلا واجهوا خطر الموت جوعا. وفي أوائل الشهر الماضي رفعت حركة الشباب فيما يبدو حظرا على المساعدات الغذائية مما يظهر تراجعها عن موقفها. ويقول جيه بيتر فام من مؤسسة اتلانتيك كاونسيل البحثية الأميركية أن شرعية الحركة تضررت بسبب محاولات منع الناس من الفرار من المناطق بحثا عن الطعام.
المصدر: مقديشو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©