أعلنت القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن بأفغانستان بقيادة حلف شمال الأطلسي “إيساف” في بيان أمس، مقتل 4 من عسكرييها في هجومين مختلفين بجنوب وشرق البلاد. في حين أفادت الرئاسة الفرنسية بأن جنديين فرنسيين كانا من بين القتلى الأربعة أمس، مبينة أن 5 آخرين أصيبوا بجروح، وذلك في وادي تاجاب (شرق) في اشتباك مع المتمردين. وجاء مقتل الجنود الـ4 غداة تكبد الحلف أفدح خسائره في حادث واحد منذ بداية النزاع الأفغاني نهاية 2001، إثر تحطم مروحية أمس الأول، مودية بحياة 30 جندياً أميركياً و7 عناصر من القوات الخاصة الأفغانية ومترجم مدني. وتعهدت واشنطن “بمواصلة المهمة” في أفغانستان رغم الخسارة البشرية الفادحة التي أعلنت “طالبان” مسؤوليتها عنها.
وفيما واصلت قوات إيساف التحقيق أمس، في ما إذا كان مسلحو “”طالبان” أسقطوا طائرة الهليكوبتر التي أوقعت هذا العدد من القتلى الأميركيين، حيا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجنود الأميركيين والأفغان القتلى وسط افغانستان قائلاً “لقد حزنت شديد الحزن إثر تلقي خبر مقتل العديد من العسكريين الأميركيين في أفغانستان السبت”. في حين أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لنظيره الأميركي باراك أوباما أن “عزيمة” فرنسا في أفغانستان “لن تضعف أبداً”، وذلك في برقية تعزية بمقتل 30 جندياً أميركاً إثر تحطم مروحيتهم في أفغانستان. كما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها جيدو فيسترفيله عن شعورهما بالصدمة إزاء مقتل الجنود الأميركيين أمس الأول.
ففي يومين دمويين للقوات الدولية في أفغانستان، أعلن الناتو في بيان أن “عسكريين من إيساف قتلا في هجوم شنه مسلحون شرق أفغانستان” أمس، كما قتل اثنان آخران “في هجوم شنه مقاتلون جنوب” البلاد، دون مزيد من التوضيحات. وأكد مكتب الرئيس الفرنسي أن جنديين فرنسيين قتلا وأصيب 5 آخرون أمس، عندما هاجمهم متشددون في وادي تاجاب بإقليم كابيسا. وقال المكتب في بيان “يعبر رئيس الدولة مجدداً عن تصميم فرنسا على مواصلة العمل مع قوة إيساف لاستعادة السلام والاستقرار في هذا البلد”. وجاء مقتل الجنود الأميركيين ومعظمهم تابعون لوحدة “نافي سيلز” الخاصة التابعة لقوات البحرية الأميركية أمس الأول، بعد أسبوعين من بدء القوات الأجنبية تسليم المسؤولية الأمنية لقوات الأمن الأفغانية. ووحدة نافي سيلز هي التي نفذت عملية اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم “القاعدة” في مدينة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من مايو الماضي.
وقال مسؤول أميركي في واشنطن إن من المعتقد أن الطائرة تم إسقاطها. وتحطمت مروحية الهليكوبتر وهي من طراز تشينوك، في إقليم ميدان وردك إلى الغرب من كابول ليل الجمعة السبت. وقال الجنرال جون آلن الذي تسلم قيادة قوة إيساف من الجنرال ديفيد بتريوس منذ 3 أسابيع في بيان صدر الليلة قبل الماضية، “لا تستطيع الكلمات أن تصف الحزن الذي نشعر به بعد هذه الخسارة المأساوية”. وأضاف “كل من قتلوا في هذه العملية كانوا أبطالاً حقيقيين اعطوا الكثير دفاعاً عن الحرية”. وقالت إيساف إن هذا هو اكبر عدد من القتلى من الجنود الأميركيين يسقط في حادث واحد في أفغانستان، وأعلن ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي في بيان أمس الأول، أن الولايات المتحدة “ستبقى على النهج” حتى تكمل المهمة في أفغانستان، وهي نفس الروح التي عبر عنها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن.
عدد اليوم
