شيماء الهرمودي:
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات تواصلت في مسرح القرية التراثية بكاسر الأمواج فعاليات المحاضرات الدينية لبرنامج القرية التراثية الرمضاني لنادي تراث الإمارات، وألقى المفكر الإسلامي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي محاضرة بعنوان '' نحن والغرب نقاط الالتقاء والاختلاف ''، التي أثار خلالها واحدة من أهم وأخطر قضايا العصر حينما رفض اصطلاح ''الأقليات'' معتبرا إياه اصطلاحا مستوردا من المجتمعات الغربية ومدسوسا في ثنايا الشريعة الإسلامية·
وفي محاضرته التي حضرها حشد كبير من الجمهور والتي قدم لها وأدارها محمد حسن المرزوقي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بنادي تراث الإمارات، لجأ البوطي إلى مقاربة بين عنوان محاضرته الأصلية وإلى عنوان آخر فرعي وهو'' كيف يعامل غير المسلمين في المجتمعات الإسلامية '' واستهلها بمقدمة حول التكليف الإلهي للإنسان وحرية الاعتقاد مؤكدا أن هناك انسجاما تاما بينهما·
كما تطرق البوطي إلى تعريف الجهاد القتالي مؤكدا إن الله سبحانه وتعالى لم يشرعه بقصد إرغام الناس على الإسلام ، وقال '' شرع الله الجهاد للوقوف في وجه من يصد عن الدعوة للإسلام أو من يعتدون على حقوق المسلمين أو من يخططون للاعتداء عليهم '' واستشهد بذلك بغزوة خيبر والفتوحات الإسلامية في بلاد الشام ومصر حيث أسهمت فتوحات بلاد الشام إلى تحرير أهلها من قبضة الرومان·
وعرض البوطي نماذج للدولة الإسلامية وموقفها من غير المسلمين وأوضح أنها لم تكن يوما حكرا على المسلمين دون غيرهم لأن النظام السلطوي فيها منبثق من أحكام الإسلام ومبادئه القائمة على الحرية والعدالة والإخاء والتكاتف الاجتماعي والإنساني دون النظر إلى اختلاف الدين بين الأفراد· وقال:'' لقد كانت هناك شراكة عادلة ومتساوية في الحقوق والواجبات بين الجميع وقد انبثق كل ذلك من أحكام الشريعة دون خصوصية لقلة أو لكثرة''، كما تطرق أيضا إلى ماهية الدولة الإسلامية في تكوينها من الأرض والشعب والنظام السلطوي وكيف تكاتفت هذه العناصر لخدمة الإنسان والرسالة وحريته على الأرض·
عدد اليوم
