الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التمرد الأوكراني.. أي تغيير؟

25 أغسطس 2014 00:08
ريك نوك عضو في منحة آرثر إف. بيرنز للصحافة في «واشنطن بوست» اتهم خبراء غربيون على مدى شهور روسيا بالضلوع في جهود المتمردين في شرق أوكرانيا بالتخطيط والتوجيه. لكن مدى ما تمارسه روسيا من تأثير مباشر على المتمردين ظل دائماً غير مؤكد. والأمور ملتبسة على المستوى العلني. فقد أعلن الكسندر زخارتشينكو، رئيس الوزراء الجديد للانفصاليين في دونيتسك، أن مقاتليه استقبلوا 1200 جندي من روسيا وحصلوا على 150 سيارة مدرعة، لكن موسكو سارعت لنفي هذا المعلومات. وتعليقات زاخارتشينكو مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها تأتي بعد أسبوعين من تعيينه رئيساً لوزراء دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون في غمرة إعادة هيكلة لقيادة المتمردين تثير التساؤلات. ويوم الخميس الماضي، أصبح القائد العسكري إيجور ستريلكوف، والمعروف باسم جيركين، أحدث الزعماء الانفصاليين الذي يتقاعد. ووفقاً لمتمردون فإن ستريلكوف غادر لقضاء عطلته. وإعادة هيكلة قيادة المتمردين مهمة؛ كونها تشير إلى تغيير في الاستراتيجية، لاسيما وقد سبقها تقهقر للمتمردين في أرض المعركة لصالح الجيش الأوكراني، وقبل ذلك فرْض عقوبات أوروبية وأميركية. وإذا كانت روسيا تسيطر على المتمردين، فإن أحدث التعديلات في قيادتهم قد ينظر إليها من أحد منظورين: إما على أنها جزء من الاستعداد لمحادثات السلام مع كييف، أو على أنها محاولة لتعزيز قوة المتمردين بتصحيح استراتيجية معيبة. لكن قبل إعادة الهيكلة كان الانفصاليون يعانون من مشكلة، وهناك مؤشرات على تقديم المزيد من الدعم الروسي في الأيام القليلة الماضية. فمثلا دخلت قافلة تضم 227 شاحنة مطلية باللون الأبيض، الحدود الأوكرانية، الجمعة الماضي، من معبر حدودي يسيطر عليه الانفصاليون بعد أيام من الانتظار للحصول على تصريح. وذكرت موسكو أن الشاحنات دخلت بدون موافقة كييف لأن المدنيين في المنطقة يعانون من حصار تفرضه قوات الحكومة الأوكرانية وهم بحاجة ماسة للطعام والماء والإمدادات الأخرى. لكن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ذكرت السبت أن كل المركبات التي دخلت أوكرانيا ضمن قافلة إغاثة روسية عادت إلى الأراضي الروسية، وأن بعثة المراقبة التابعة لها أعادت المركبات إلى روسيا من أوكرانيا عند أحد المعابر الحدودية. والسبب الوحيد الذي مكن الجيش الأوكراني من دحر الانفصاليين هو أن قيادة التمرد فشلت في السيطرة على مقاتليه. وتقول نادية كرافيتس، الباحثة الزائرة في مركز الدراسات الروسية الأوروآسيوية في جامعة هارفارد، إن الانفصاليين «يفتقرون للوحدة الهيكلية والتنظيمية»، فهناك مقاتلون في الميدان يعملون بشكل مستقل عن قاعدتهم. كما أن الكثير من القادة ينظر إليهم كوكلاء لروسيا. ولا يعود السبب إلى التمويل فحسب، بل إن بعضهم خدم في حملات متعددة للجيش الروسي وفي المخابرات الروسية. ومن أهم الاستنتاجات حول تغيير قيادة التمرد أن علاقات القيادات الجديدة بروسيا أبعد بكثير من علاقات الذين كانوا قبلهم في القيادة. فمثلا، الكسندر بوروداي، رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية»، هو مواطن روسي. وحل محله زاخارتشينكو، الزعيم المحلي لجماعة مسلحة، والذي تصدرت تصريحاته عناوين الأخبار في الآونة الأخيرة. كما أن إيجور ستريلكوف، وهو مواطن روسي، حل محله فلاديمير كونونوف أحد السكان المحليين وخريج كلية سلوفيانسك القومية للطيران في شرق أوكرانيا. وبعد إسقاط الرحلة 17 للخطوط الجوية الماليزية التي قتل فيها 298 راكباً وطاقم الطائرة، أصبح من الصعب الدفاع عن المتمردين الذين يُعتقد أنهم هاجموا الطائرة، خاصة وأن لهم علاقات قوية بموسكو. ويقول اندري كوليكوف، وهو صحفي أوكراني عمل من قبل في هيئة الإذاعة البريطانية، إن «الزعماء الذين استقالوا كان ينظر إليهم كعملاء لروسيا»، وأشار إلى إشاعات متواترة حول ستريلكوف باعتباره عميلا للمخابرات الروسية.. لذا كان من الضروري «تعيين شخص ليس له علاقة بالروس يفترض أن يقنع الأوكرانيين بأن موسكو تنأى بنفسها عن الوضع». وقد تمهد إعادة الهيكلة في شرق أوكرانيا الطريق لمفاوضات بين المتمردين وكييف. وأشارت تحليلات معظم الباحثين الذين تحدثت إليهم «واشنطن بوست» إلى استنتاجين رئيسيين؛ أولهما أن روسيا ربما تريد تعزيز قوة المتمردين، لمنحهم المزيد من النفوذ وتقوية موقفهم في مواجهة الجيش الأوكراني. وثانيهما أنه بتنصيب زعماء محليين تريد روسيا إعادة إحياء فكرة الانتفاضة المدنية المشروعة. وقد يكون الهدف النهائي إضفاء الطابع الاتحادي على الأجزاء الشرقية من البلاد عبر مفاوضات السلام. لكن هل سيجدي الأمر نفعاً؟ تساور الشكوك إيلي نوت الباحثة في مدرسة لندن للاقتصاد والتي تركز في دراستها على أوكرانيا. وتقول إنه بصرف النظر عمن يتولى قيادة التمرد في شرق أوكرانيا، «ستظل حكومة أوكرانيا تعتبرهم إرهابيين». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©