الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روائع الفن التشكيلي تعقد قمتها في قصر الإمارات

روائع الفن التشكيلي تعقد قمتها في قصر الإمارات
4 نوفمبر 2010 20:32
تحتفل الإمارات باستقبال موسمها التشكيلي الثاني ممثلا بمهرجان «فن أبوظبي2010» الذي يحتضنه قصر الإمارات. وإذا كان الزائر لا يقوى على التعبير الكافي بالكلام أمام جمال الفن والإبداع، إذ لابد للخيال أن ينطلق وللفكر أن يبدأ بالتأمل وطرح الأسئلة حول الأجواء اللونية المدهشة التي أبدعتها أنامل هؤلاء الفنانين من رسامين ونحاتين في لوحات آسرة. كانت صالات المعرض متوهجة بالأضواء التي تظهر تحفا مختلفة وتشكيلات متنوعة من الفن المعاصر والحديث. في رسالة واضحة مفادها أن مدينة أبوظبي أصبحت مركزا هاما ومنارة شرقية ساطعة لاستقطاب أهم الفنون العالمية، فقد عاد إلى رحابها هذا المهرجان يصحبه أفواج من الفنانين المتألقين في إبداعاتهم التشكيلية من الوطن العربي ومن العالم، دون أن ننسى أن التاج الفني لهذا المعرض شكلته وتألقت به مجموعة متميزة من رواد وشباب الإمارات الذين زينت لوحاتهم جدران صالة (هنر) المخصصة لاحتضان أعمال هؤلاء الفنانين. الافتتاح جرى مساء أمس الأول الأربعاء بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور معالي وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن محمد العويس، وقد افتتح فعاليات المعرض معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رئيس شركة التطوير والاستثمار السياحي. وهذه هي الدورة الثانية لمعرض «فن أبوظبي 2010» الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويستمر لغاية 7 نوفمبر ويضم أقساما متعددة ومتخصصة في الفنون المعاصرة، إضافة إلى إقامة برنامج هام لورش العمل. مستوى عالمي قبل اللقاء والحديث مع بعض هؤلاء المبدعين الإماراتيين، تبدأ جولتنا في رحاب الفن والإبداع والجمال من بلدان المغرب العربي، من «رواق مرسي» في تونس، هذا الرواق الذي يضم لوحات من المملكة المغربية والجزائر وتونس. في هذه الصالة كانت «الاتحاد» على موعد مع صاحبة الرواق ليليا بن صالح لتحدثنا عن تشكيلة مختارة من هذه اللوحات، تقول: «يضم رواق مرسي أعمالا لأهم الفنانين من تونس والجزائر والمغرب، وتشير إلى لوحات رشيد قريش من الجزائر، هو يقيم في باريس ويولي اهتمامه الجمالي المرهف للثقافة الصوفية. ويجمع فنه بين التقاليد القديمة والابتكارات الحديثة». تضيف ليليا: «هناك الفنان خالد بن سليمان من تونس وقد أبدع لوحة فيها لفظ الجلالة، الله، وقد استلهمها بأشكال متنوعة، كما أن الفنان محمد الرشدي يشارك في ثلاثة أعمال هي من الرموز المطرزة على القماش الحرير الأسود بخيوط ذهبية لتظهر الحروف بأشكال هندسية موحية، وإلى جانبها لوحات بالحبر الصيني». وتختتم ليليا حديثها معبرة عن مشاعر بهجتها بزيارة العاصمة الإماراتية وحضورها هذا المهرجان الكبير: «أنا سعيدة أن نشارك في «فن أبوظبي» لأن مستوى العارضين والتنظيم عالمي والأعمال المختارة في هذه التظاهرة الجمالية تضم أهم لوحات الفن العالمي». في صالة جاليري تادو روبا Galerie Thaddaeus Ropac من باريس يتصدر المشهد عددا من اللوحات المتنوعة، منها مجسمات من أسلاك إضافة إلى لوحة كبيرة تمثل وجه قطة جميلة، رد روبرت لونجو Robert Longo عندما سألناه عن مشاركته في المعرض، بالقول: «أنا مسرور جدا أن أكون في أبوظبي، ونحن نشارك في أنواع متعددة من اللوحات: هذه لوحة مصورة لوجه قطة جميلة، وهنا أيضا أعمال نأمل أن تنال إعجاب الجمهور من زوار هذا المعرض». وأضاف: «إن تنظيم المعرض وما يضم من روائع فنية يمثل أهم المعارض العالمية». لندن أيضاً كانت هناك وننتقل من مختارات باريس إلى ما جاء من لندن حيث ضمت الصالة رقمB13 سبع عشرة لوحة من ورق صفت إلى جانب بعضها كتب عليها بالإنجليزية باللون الأسود، وبالعربية باللون الأحمر عبارات تحمل دلالات إنسانية، واقعية أو أدبية وفلسفية معبرة، اختير لأول لوحة منها اسم «الفن والحرية»، والثانية رسم عليها مثلثات، والثالثة «طيور نادرة»، والرابعة «الوعي الحديث وقوته المستمرة»، والخامسة «زرعت التنانين وجنيت البراغيث»، السادسة «هيبة الرعب»، السابعة «غابت عن أذهان البعض»، أما الثامنة فتحمل حكمة «قبل أن يموت بساعات معدودة، أخبر زوجته أن أطفال الأفيال تموت وحيدة»، لينتقل الفنان مع اللوحة التاسعة إلى عماد الحياة الكريمة «الخبز والحرية»، وفي العاشرة يمزج الشعر بجمال الطبيعة وقد كتب «سحابة عابرة فوق القاهرة»، وهنا يمل من الحداثة فيقول في اللوحة الحادية عشرة «رحلة للمتعة بعيدا عن المعاناة الحديثة». ثم يعود الفنان ليتغزل بجمال المرأة ويشيد بعملها فيقول في اللوحة الثانية عشرة «النساء العاملات في كل مكان، كن جميلات»، وفي الثالثة عشرة نطالع عبارة «كأنها مدية بلا نصل قد فقدت مقبضها» وفي الرابعة عشرة، «لا مفر من التثاؤب عندما يرون صورهم الشخصية»، وفي الخامسة عشرة اختار عبارة «تعبيرا عن مشاعر المقعد عندما نجلس عليه»، ويصف الفنان في اللوحة السادسة عشرة، بعبارة «حوادث عربية» وفي آخر لوحة، وهي السابعة عشرة، يؤكد على الأمل الإنساني بقوله، «كل شيء ما عدا اليأس». وتضم صالة العرض أيضا خزائن بلورية فيها نوع من الأشواك والأعشاب البرية أدخل الفنان فيها أسلاكا كهربائية تضيء ببعض الكلمات، إضافة إلى آية قرآنية من سورة التكوير بحروف مضيئة باللون الأخضر. ولا بد من أن نشير إلى أن أحد الفنانين عرض صورة للفنان الأميركي المحبوب مايكل جاكسون، اللوحة بالفحم وهي تنطوي على لمسات جمالية توحي بدلالات وجدانية. الإمارات أولاً وأخيراً نعود إلى صالة (هنر) التي استضافت نخبة من فناني الإمارات المشاركين في المعرض، منهم المبدع عبد القادر الريس، والدكتورة نجاة مكي، وعبد الرحيم سالم، ومنى الخاجة، وفاطمة لوتاه، ومن جيل الشباب هناك عمل جميل للشيخة حصة بنت خليفة المكتوم، وهو عبارة عن لوحة تحمل حبات التمر تعبيرا عن التراث، ومدى اهتمام الإمارات بهذه الثمرة المباركة، وهناك الحصان المرسوم بشفافية وكأنه طيف يتراءى وراء أمواج من الألوان الجميلة، بريشة الفنان مطر بن لاجح. وثمة مشاركات أخرى لمصعب الريس، وأسماء الغرير وميثاء دميثان. وبين كل هذا الجمال من الألوان والتعابير كانت لنا وقفة مع الفنان عبد القادر الريس الذي أوضح معلقاً على المشاركات: هناك تطور واضح في الفن الإماراتي، كما يوجد نضج، وهذا جاء نتيجة الدعم المستمر للفن سواء من وجود المعارض أو الدعم المادي والتعليم، طبعا هناك رجال يقفون وراء شبابنا، بالتأكيد كل هذه الأشياء ستكون لصالح الفن والثقافة، تصوري بعد عشر سنوات عندما يتم افتتاح جزيرة السعديات، كم سيكون عدد الرسامين والفنانين المتميزين عندنا. يضيف الريس بفخر قائلا: «عندما يسألني أحدهم: لماذا أعمالك تكبر؟ أقول هذا نتيجة أن دولتنا هي التي تكبر ونحن نكبر معها». الكيف وليس الكم ونتحول نحو الفنان الشاب الذي أبدع بألوانه حيث زخرف حصانه في اللوحة بألوان وخطوط جعلته يظهر كالظل أو الطيف المتواري وراء الغيوم، يقول مطر بن لاحج: «عند انتقالي بين محفل للجمهور وآخر أنقل معي مواضيعي المهمة بحذر وكمية محدودة وغير مكررة، المهم في العمل عندي هو الكيفية وليست الكمية، آمل أن تبدع أنامل الفنان الإماراتي علامات مهمة في عالم الفن وتاريخ الفن، دائما البدايات تكون بطيئة لأن الظهور البطيء يرسخ ويستمر أكثر من السريع». أهل الشهرة أيضاً كان لأصحاب الشهرة حظ وفير في «فن أبوظبي»، هناك لوحة كبيرة تحمل صورا من الأعلى: نور الحسين، الشيخة موزة زوجة أمير قطر، في الوسط، ثم رسم علياء الحسين بجانبها، ونعود إلى صورة للفنانة فيروز، بعدها عمر الشريف، ثم أم كلثوم، في الصف الثالث جبران خليل جبران، بعده إدوار سعيد، ثم نجيب محفوظ، ويكون الحظ الأوفر للفنانة نانسي عجرم بحيث رتبت صورتها إلى جانب الفنان الكبير محمد عبدالوهاب، وإلى جانبه أيضا داليدا، ولكن العندليب الأسمر تفرد برسمة من الفنان باسم الشرقي من السعودية، وقد ألبسه حلة خضراء، كأنه ما زال يتربع على عرش فنه حتى بعد رحيله، كما شارك الفنان باسم بلوحة تضم مربعات زخرفية أظهر فيها جمال أحرف اللغة العربية مع عيون بعض الأطفال وصور من التراث، إضافة إلى لوحتين فنيتين بحروف عربية تحيط بتاج المملكة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©