تعاني 20 أسرة من الأرامل والأيتام في «شعبية الأرامل» بالقرية في الفجيرة من نقص في الخدمات التي تمس مختلف مناحي الحياة.
وأكدت أسر الأرامل أن شعبيتهم الواقعة يمين منطقة القرية ووسط الجبال، محرومة من الخدمات، وبالرغم من وقوع الشعبية على مسافة 500 متر من وسط منطقة القرية، فإنها تعاني من سوء حالة الطرق غير المعبدة، وتكدس المخلفات المنزلية أمام البيوت لمدة أيام، وضيق المساكن التي لا تضم سوى غرفة واحدة تعيش فيها أسرة قد يتجاوز عدد أفرادها من 10 – 15 فرداً.
وقالوا: نعاني أيضاً من عدم توافر جامع لأداء الصلاة في جماعة منذ عام 2005، وهو تاريخ تسلمهم الشعبية، بسبب عدم وجود مسجد مخصص لهم في الشعبية، كما يشكل موسم الأمطار خطراً داهماً على شعبيتهم الصغيرة.
وتقطن الشعبية 20 أرملة وأسرهن، حيث اصطحبت الأرامل عند تسلّم السكن الجديد أمهاتهن وأطفالهن، وقد اتسعت الأسر مع مرور السنين بعد زواج الأبناء، الذين ضاقت عليهم الشعبية بما رحبت في سالف الأيام.
وتقول عائشة محمد عبيد أرملة هاشل سعيد، منذ 9 سنوات لم نسمع صوت الأذان بسبب عدم وجود مسجد لأداء الصلاة في المنطقة، ويبعد عنا مسجد القرية قرابة 1.
5 كيلومتر، ونحن لم نعد نستطيع الذهاب إلى المسجد الكبير لأداء صلاة الجماعة، وكل ما نحتاجه هو بناء مسجد صغير يتسع لحوالي 100 شخص من الرجال والنساء.
وأضافت: لقد كبرت النساء في الشعبية وزادت نسبة العجائز، وانتشرت أمراض الشيخوخة بين أمهاتنا، وحاجتنا للمزيد من الخدمات في الشعبية باتت ملحة للغاية، والمشكلة الأخرى التي نعاني منها هي مشكلة مخلفات القمامة، التي تتجمع على مدى أيام في الصناديق، ولا يأتي أحد من العمال لجمعها والتخلص منها إلا بعد الاتصال بالبلدية، وهي مشكلة موجودة أمام جميع بيوت الشعبية.
ولفتت عائشة عبيد إلى أن مشكلة الأمطار تعد من المشكلات الكبرى التي تواجهها شعبية الأرامل طوال موسم الشتاء، حيث يجرف الوادي شوارعنا ويدخل إلى البيوت ويتسبب في وقوع أضرار بليغة لممتلكاتنا من أثاث وخلافه.
من جانبها، قالت عائشة عبيد سالمين أرملة خاتم عبدالله الكعبي نعاني كثيراً من ضيق مساكننا في الشعبية، حيث إن مساحة البيت الإجمالية 180 متراً، والبناء مقام على مساحة لا تتجاوز 100 متر، وهو مكون من غرفة واحدة وصالة ومجلس وحمامين، وزادت الكثافة السكانية بزواج الأبناء وإنجابهم، ونعاني أيضاً من وجود طرق غير معبدة وتحتاج إلى تعبيد حفاظاً على صحة الأسر، التي تقطن تلك الشعبية، كما لا توجد بالشوارع كهرباء، فهي مظلمة تماماً مع حلول الليل.
من جانبه، قال محمد سيف الأفخم المدير العام لبلدية الفجيرة: إن المكان المقامة عليه شعبية الأرامل له طبيعة جبلية خاصة، ويكاد يكون منخفضاً نسبياً عن أراضي منطقة القرية، ونظراً لوجود الشعبية وسط الجبال، فهذا يعرضها بالفعل لمخاطر كبيرة في وقت هطول الأمطار.
وأضاف: سنرفع مذكرة إلى وزارة الأشغال العامة، نطالب فيها بضرورة حفر سد صغير أو قناة مائية أو مجرى مائي بسيط يحمي الشعبية من جريان الأودية، وهذا حق أصيل للأرامل وأسرهن، وقد بدأت الوزارة بالفعل في بناء سد وقنوات وبعض المجاري المائية في منطقة سكمكم لذات السبب، كما سنخاطب الوزارة من أجل تعبيد الطرق الداخلية، والقرية من المناطق المستفيدة من تعبيد الطرق، ضمن مشاريع مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، لتطوير المناطق.
ودعا مدير عام بلدية الفجيرة «الأرامل» للتواصل مع بلدية الفجيرة مباشرة في حال وجود تقصير في مهام عمال النظافة، مشيراً إلى أن البلدية طورت جميع حاويات وصناديق النظافة الصغيرة في خطوة لدعم ملف النظافة العامة بالإمارة، وفيما يخص تشييد المسجد فسوف تعرض البلدية هذا المشروع على الخيرين والمحسنين من أبناء الدولة.
عدد اليوم
