الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جيران العراق ·· مسؤولية لا يتحملها أحد

29 سبتمبر 2006 02:00
بغداد ـ حمزة مصطفى : كشفت التصريحات الأخيرة للرئيس العراقي جلال طالباني إلى وسائل الاعلام الاميركية جزءا من المسكوت عنه في علاقة العراق مع جيرانه · وبقدر ما مثلت هذه التصريحات مفاجأة بل وصدمة لهذه الدول او للعديد من قياداتها فانها عبرت ايضا وبوضوح شديد عن الجانب الآخر من المشهد الذي تطغى عليه أحيانا مشاهد احتفالية هنا او هناك لاسيما في بعض اللقاءات الرسمية التي تشوبها لغة العواطف التي كثيرا ما تكون مجانية ولاتتماشى مع متطلبات السياسة وتقلباتها · وفيما جرى تصنيف هذه الدولة أوتلك من دول الجوار على أنها تساعد الارهابيين او توفر لهم غطاء للتحرك فقد جرى تصنيف دول أخرى على أنها تريد الخير للعراق الجديد منطلقين في ذلك من التأييد الذي أبدته هذه الدولة او تلك للتغيير الذي حصل · لكن عندما أفاق القوم من صدمة التأييد والاحتفاء تبين أن فرح هذه الدولة او تلك مما يجري لايعود الى تأييد الوضع الحالي بقدر ماهو شماتة بالوضع السابق · ومما زاد الطين بلة الموقف الاميركي من موضوع نقل السيادة الى الحكومة العراقية حيث لاتزال واشنطن تمكسك في حقيقة الأمر بمعظم الملفات الهامة الأمر الذي أعطى الانطباع لدول الجوار أنها لاتزال تتعامل مع الاميركان في العراق بالنيابة وان العراق لايزال يفتقــــر في واقع الحال الى السيادة التي تؤهل نظامه السياسي الى الحديث مع الدول والانظـــــــمة الأخرى من منطلق السيادة الكاملة غير المنقوصة · لقد عقد هذا الوضع الأمور كثيرا على دول الجوار التي وجدت أن فرصتها السانحة الآن في تحديد أجندتها في العراق في ظل وضع ملتبس ومعقد الى حد كبير· فدولة مثل ايران تعتبر بالنسبة للعرب السنة هي اساس المشكلة فإنها بالنسبة لجزء كبير من الشيعة بوصفها جزء من الحل · وتركيا التي ينظر اليها الاكراد على انها جزء من المشكلة المعقدة اصلا في كركوك · ودولة مثل سوريا تنظر اليها العديد من القيادات العراقية على أنها هي التي تخفي الارهابيين على أرضها لينطلقوا الى العراق· من هنا فان تصريحات طالباني فجرت بصراحة غير معهودة من سياسي محترف مثله طبيعة المواقف والخلافات ليس بين العراق ودول الجوار بل بين القيادات والاطياف العراقية التي باتت لها حصة في دول الجوار مثلما باتت لدول الجوار حصة فيها ، في وقت لم تعد ثمة حصة لدولة يفترض أن اسمها العراق · إن تصريحات طالباني سوف لن تكون مرفوضة من دول الجوار وهو ما بدأت تتضـــــــح بموجبه ردود الفعل لبعض هذه الدول بل هي ايضا ستكون مرفوضة من العديد من القيادات السياسية العراقية · واستنادا إلى هذه المعطيات فإن جيران العراق سيظلون قادرين ولفترات طويلة قادمة باثارة شتى انواع المشاكل له طالما انهم يجدون ان فرصتهم التاريخية تكمن في استمرار توريط واشنطن في المستنقع العراقي أطول مدة ممكنة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©