8 أغسطس 2011 00:46
قدمت عيادة الإمارات المتنقلة خدماتها العلاجية والصحية لحوالي 750 حالة في مخيم “حمر جب جب” للنازحين الصوماليين في اليوم الثاني من تدشين برامجها في العاصمة مقديشو.
وشهدت العيادة إقبالاً كبيراً من المرضى الذين يواجهون تحديات صحية عديدة بسبب تردي أحوالهم نتيجة لسوء التغذية الحاد وتفشي بعض الأمراض الناجمة عن تداعيات النزوح المأساوية.
وتساهم العيادة من خلال أقسام أمراض النساء والأطفال والطب الباطني في تقديم أفضل الخدمات الطبية للنازحين، ويبذل طاقمها الطبي والإداري جهداً كبيراً للكشف على جميع الحالات التي تصل إليها والتي يعاني معظمها من ظروف صحية ونفسية سيئة.
وتعمل عيادة الإمارات المتنقلة حالياً على الساحة الصومالية في إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها الدولة للحد من المعاناة الناجمة عن كارثة الجفاف والمجاعة وتحسين حياة المتأثرين وتعزز الدور الذي يضطلع به فريق الإمارات لإغاثة ضحايا الجفاف في الصومال في تلبية متطلبات الساحة الصومالية من الدعم والمساندة عبر عملياته الإغاثية المستمرة لصالح المتضررين.
وتساند برامج العيادة القطاع الصحي في الصومال للتغلب على التحديات التي تواجهه بسبب شح الإمكانات وتزايد أعداد المرضى حيث وجدت المبادرة الإماراتية بتحريك العيادة المتنقلة بين مخيمات النازحين تقديرا كبيرا من الجهات الصحية والشعب الصومالي.
وقالت الدكتورة فاطمة حسن سياد اختصاصية أمراض النساء وعضوة الفريق الطبي إن معظم الحالات المرضية من النساء التي وصلت المستشفى في اليوم الثاني تعاني من فقر الدم الحاد “الانيميا” وأمراض المثانة والتهابات المسالك البولية إلى جانب أمراض الجهاز التنفسي في حين يعاني معظم الأطفال من سوء التغذية والحمى والإسهال.
وأوضحت أن الكثير من الحالات تعاني من مضاعفات مزمنة بسبب التأخر في تلقي العلاج اللازم ما فاقم معاناة النازحين الصحية وتسبب في ارتفاع نسبة الوفيات خاصة بين الأطفال.
وقالت إن العيادة الإماراتية تشكل نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية والخدمات الطبية الموجهة لضحايا كارثة الجفاف.. مؤكدة على حيوية الدور الذي تضطلع به الإمارات في إغاثة المنكوبين وتخفيف وطأة المعاناة عن كاهلهم.
وأشادت بدور فريق الإمارات الإغاثي في توحيد جهود عدد من الأطباء الصوماليين والطاقم الطبي تحت مظلة دولة الإمارات وفي إطار تطوعي إنساني لتلبية نداء الواجب تجاه ضحايا هذه الكارثة المأساوية، مشيرة إلى أن الفريق الطبي للعيادة تعهد ببذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة الصحية وسط النازحين وتحقيق التطلعات المرجوة من خدماتها.
وقال حميد راشد الشامسي رئيس فريق الإمارات لإغاثة ضحايا الجفاف في الصومال إن مثل هذه المبادرات تجسد رؤية قيادة الدولة الرشيدة في صون الكرامة الإنسانية وتخفيف حدة الكوارث والأزمات عن كاهل الشعوب التي تعاني من وطأتها. مؤكدا أن الفريق يتحرك حاليا على الساحة الصومالية وفقا لتوجيهات القيادة الرشيدة وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر.
وأكد أن رعاية سموه لمثل هذه البرامج تساهم كثيراً في تنفيذ العديد من المبادرات الصحية الجريئة على الساحة الإنسانية المنهكة بآلام الضعفاء والمحتاجين.
وأضاف أن تدشين العيادة المتنقلة بين مخيمات النازحين في الصومال يعتبر إنجازاً إنسانياً جديداً يضاف إلى رصيد الإمارات الغني بمثل هذه المبادرات التي تسعى من أجل خير الإنسان أينما كان وحقه في العيش الكريم.
يذكر أن عيادة الإمارات في الصومال تضطلع بأدوار حيوية أخرى بجانب الهدف الرئيسي في تقديم الرعاية الطبية الشاملة حيث توفر قاعدة بيانات يومية حول الأمراض المتفشية وسط النازحين ونسبة انتشارها بين الفئات العمرية المختلفة وتساهم في لفت الانتباه للأخطار الصحية الطارئة ما يساهم في وضع حلول طبية عاجلة للحد من وطأة المعاناة الصحية بين النازحين.
وتقوم العيادة يومياً بعملية رصد وتحليل للبيانات الطبية وتقديمها للجهات المختصة للاستفادة منها في تخطيط وتنفيذ برامج الرعاية الصحية للنازحين كما تساهم في تحسين البيئة الصحية داخل المخيمات من خلال مواد النظافة التي يتم توزيعها على المراجعين.
المصدر: مقديشو
عدد اليوم
