الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تأملات في إنسانية «أشعار زايد» وثرائها الفني

تأملات في إنسانية «أشعار زايد» وثرائها الفني
11 نوفمبر 2018 01:25

محمد عبد السميع (الشارقة)

أكد كلّ من الباحث الدكتور غسّان الحسن، والروائي سلطان العميمي، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فضلاً عن كونه قائد أمة استثنائياً، فهو شاعر أبدع قصائده بمضامين لغوية غزيرة، ملأها بالصور البلاغية التي انشغلت بالهمّ الوطني الوحدوي، والمشاعر الإنسانية النبيلة، لافتين إلى أن الشيخ زايد أراد لقصائده أن تكون منبراً يطلّ من خلاله الأجيال على نموذج شعريّ متميّز مليء بالعِبر والحكمة والنُبل.
جاء ذلك، خلال ندوة أدبية حملت عنوان «أشعار زايد»، استضافها ملتقى الكتاب، وأدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وسلطت الضوءعلى النماذج الشعرية للمغفور له الشيخ زايد، وتجلياتها والجماليات التي ضمّنها في مجمل قصائده.
وأشار الدكتور غسّان الحسن، إلى أن الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، أراد لقصائده أن تكون مشبعة بالهمّ العام الذي يدعو للوحدة وقيام الدولة وتأسيس الاتحاد، إلى جانب حضور الهمّ الخاص الذي رافق قصائده الكثيرة ليترك فيها أثر الشاعر صاحب الملامح الإنسانية العظيمة التي خلّدت أثره لدى الأجيال.
وقال الدكتور غسّان الحسن: «لطالما انشغلت قصائد الشيخ زايد بهاجس الوحدة، وظلت تشير إلى الهمّ الذي لاحقه على الدوام وهو همّ البناء والعمل وإنشاء دولة قوية، حيث نلمح في القصائد التي كانت بينه وبين إخوته الحكّام الإشارة الدائمة إلى التعاون والعلاقات القوية فيما بينهم، والتركيز على أن هذه العلاقات ليست طارئة بل هي وحدة دم، إضافة إلى التأكيد على أن أسس النهضة مشتركة وليست عملاً فردياً لجانب دون آخر».
وتابع الحسن: «بناء القصيدة لدى المغفور له الشيخ زايد تضمن في مواقف كثيرة حضور ضمير المتكلم للجمع (نا) الذي كان يختم به قوافي قصيدته، في إشارة صريحة إلى انشغال الشاعر في الهمّ العام، إلى جانب حضور أسلوب التدميج، أي القصيدة المدمجة، وهي التي تحمل أكثر من موضوع وقد تكون متباينة من حيث التصنيف الأدبي».
ومن جانبه، أشار الروائي والباحث الإماراتي سلطان العميمي إلى أن قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تميّزت بتنوع المجالات الشعرية، وترك بها مساحة كبيرة من المساجلات، كما تناولت صفاته، طيب الله ثراه، كنموذج يحتذى للأجيال.
وقال العميمي: «اتخذت قصائد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، صفات أربع ضمنها بالمساجلات؛ الأولى التي يشكو فيها إلى شاعر آخر صديق بما يدل على قوة علاقته مع أصدقائه وإخلاصه لهم، والثانية هي مساجلات قصائد الردّ التي يردّ بها الشاعر على شعراء آخرين، والثالثة سجالات المجاراة التي يجاري فيها الآخرين ويردّ على القصائد التي تعجبه، حيث كان دوماً، طيب الله ثراه، يحرص على الردّ على الشعراء الذين ينظمون قصائد محكمة الإيقاع واللغة».
وتابع: «أما الملمح الرابع في شخصية قصائد المغفور له الشيخ زايد، فهي قصائد السؤال عن الأصدقاء، وعيادتهم من خلال كلماته الجميلة المفعمة بالصدق والمشاعر الطيبة، فهو الإنسان الذي امتلك حيادية كبيرة، كسر من خلال قصائده التي يزور بها أصدقاءه الحاجز بين الحاكم والشعب، وأظهر صفات الأب الحاني والصديق المخلص ومشاعر الاهتمام والمحبة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©