الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«صدى القوافل» والتبادل الإنساني

«صدى القوافل» والتبادل الإنساني
11 نوفمبر 2018 01:27

محمد عبد السميع (الشارقة)

التراث الواحد سبب مهم لتأكيد روابط القربى وأصالة الأطياف السكّانية في منطقة الخليج العربيّ، وهذه المرّة نحن أمام رابط آثاري قوي وناصع بالدلالة، يحظى عند صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بكبير الاهتمام والمتابعة، لاسيّما وسموّه باحث ودارس لجغرافية المنطقة الخليجية والعربية بشكل عام، وهذا الرابط هو معروضات لقطع أثريّة، اكتشفت في مناطق من المملكة العربيّة السعودية وإمارة الشارقة؛ وإذ تُعرض هذه القطع النادرة في متحف الشارقة للآثار، في معرض يحمل اسم «صدى القوافل»، بما للاسم من معنى، فإنّ روابط التجارة والتبادل الإنساني ووشائج القربى، تعكسها هذه القطع الأثريّة التي تعود بنا إلى ألفي سنة قبل الميلاد، وبعضها يعود إلى ثلاثمائة ألف سنة قبل الميلاد، فنحن في واقع الأمر مدعوون لتقديم شهادة علمية ومنهجيّة واضحة على القرب التراثي، والروابط التاريخية العميقة. و«الصّدى» بما يحمله من لوحات إنسانيّة يقرؤها زوار المعرض على قطعِهِ الأثريّة ومراياه التي تنقل لنا طبيعة ذلك الزمان، هو أيضاً يؤكّد معنى التبادل والتواصل الحميم من خلال القوافل التي لا يزال وقع خطاها إلى اليوم ماثلاً في كتب التاريخ والآثار وما يتمّ اكتشافه من تلك القطع واللوحات الضّاجة بالحركة والحياة والتواصل الإنساني. وفي هذا السياق يؤكد الدكتور حسين أبو الحسن، مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، أن معرض «صدى القوافل» يأتي إيماناً بأهمية الثقافة، والتواصل الثقافي بين الدول.
وتقول منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «المعرض يكشف عن قرون من التبادل التجاري، والعلاقات التي ساهمت في هذا الارتباط الثقافي والاجتماعي بين المجتمعات في شبه الجزيرة العربية». ويوضح جمال بن سعد عمر، نائب رئيس الهيئة لقطاع الآثار والمتاحف بالمملكة العربية السعودية، أن المعرض يسلط الضوء على أهمية هذه المراكز الحضارية، ودورها الكبير في تأمين وإمداد طرق التجارة العالمية. وإنّ جديد المعرض هو في أنّ مفرداته من القطع الأثرية لم تعرض في السابق، وأنّها ستشكّل حتى الحادي والثلاثين من شهر يناير المقبل أرضاً خصبة لدراسات وقراءات عديدة. كل هذا التنوع في المكتشفات، يقدم لنا الخطوة الأولى لأن تتوسّع الدراسات والمعارض بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لقراءة الأثر التاريخي لهذه الحقب الزمنية العريقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©