الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتحابون في الله لهم منابر من نور

5 أغسطس 2013 20:57
أحمد شعبان (القاهرة) - منزلة المحبة في الله تعالى لها فضل كبير فهي سبب موصل لحب الله تعالى لعبده، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلي من شأن المحبة في الله ويوصي كلا الصاحبين بأن يخلص في حبه لصاحبه. من السيرة ويقول الدكتور عبد الجواد المحص أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر: جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ أي بعظمتي وطاعتي لا للدنيا اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» وعن أبي إدريس الخولاني أنه قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن قوله فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجرت فوجدته سبقني بالتهجير ووجدته يصلي قال: فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت: والله إني لأحبك لله فقال: الله؟ فقلت: الله فقال: الله؟ فقلت: الله فقال: الله؟ فقلت: الله قال فأخذ يحبو إلى ردائي فجذبني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: (وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء). فضل المحبة وفي هذه الأحاديث بيان لفضل منزلة المحبة في الله تعالى وأنها السبب الموصل لحب الله تعالى لعبده، فإنه لا بد للإنسان في هذه الحياة من صديق مخلص يبادله المحبة والوفاء ويفزع إليه عند الشدائد والملمات ويتذوق في ظلال إخوته لذة التعاون والنصرة ويفضي إليه بذات نفسه ومكنون سره ويشعر إلى جانبه بالطمأنينة والأمن والرضا والهدوء فإذا أنعم الله على أحد من الناس بمثل هذا الصديق فقد هون عليه نصف أعباء الحياة ذلك بأن الحياة سفر طويل شاق ولا بد في السفر من رفيق مؤنس يعين عليه وإلا كان سفراً موحشاً ثقيلاً على النفس غير محتمل الأعباء والتكاليف ولا تدوم الصداقة ولا تثمر ثمراتها إلا إذا كانت في الله وجهتها والله غايتها أما الذي يصادقك لمالك إن كنت ذا مال أو جاهك إن كنت ذا جاه أو لعرض من أعراض الدنيا يلتمسه من وراء صداقتك فليس هذا بصديق وإنما هو يبحث عن مصلحته أنى وجدها ويتقلب معها كيفما تقلبت. علامات المؤمن لذلك يعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأن المحبة في الله ويوصي كلا الصاحبين بأن يخلص في حبه لصاحبه فإن أشدهما حباً وإخلاصاً هو أفضلهما وأقربهما عند الله منزلة وقد نوه رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن في أحاديث كثيرة فجعل من علامات المؤمن أن يحب المرء لا يحبه إلا لله وعد من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عدل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه». والمتأمل لأعمال هؤلاء السبعة الذين يظلهم الله في ظله ويرى أعمالهم التي أوجبت لهم هذا الجزاء العظيم فمنهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله قال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)، «سورة المائدة: الآية 54»، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان»، وهذه إحدى الخصال التي يجد بها العبد حلاوة الإيمان. دعوة وقد كان لكل نبي أصحاب في الله شد الله بهم أزره وقوى بهم دعوته وأعانه على خصومه وأول صاحب للنبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق آمن به وكذبه الناس وهاجر معه وفداه بنفسه وماله وظل وفيا له في حياته وبعد مماته لم تفسده دنيا ولم يغره سلطان قال تعالى: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)، «سورة التوبة: الآية 40»، وإذا تتبعنا التاريخ وجدنا بجانب كل مصلح وكل داع إلى الخير إخوانا له في الله لولا مؤازرتهم إياه لم ينجح ولولا إخلاصهم لدعوته لم تثمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©