السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
29 سبتمبر 2006 22:31
بداية نهنئ أنفسنا وجميع المسلمين بحلول هذه الهدية الكريمة، بقدوم شهر رمضان المبارك وأتمنى لي ولجميع المسلمين ان يكون هذا الشهر بداية لإعادة حساباتنا في علاقتنا مع خالقنا ومع أنفسنا ومع أرحامنا وجيراننا وجوارحنا وكل ما يمت بصلة في حياتنا اليومية وهذا حوار افتراضي بيني وبين فضيلة شهر رمضان الكريم· السلام عليكم فضيلة شهر رمضان المبارك· وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أراك حزيناً يا شهر رمضان أنا كذلك، كما انني أحمل في نفسي قليلاً من الفرح وما سبب حزنك؟ أما عن سبب حزني فهو ان بعض المسلمين من أصحاب المصالح أخذوا يتاجرون بشهر رمضان فالدعايات ''الإعلانات'' أخذت مساحات واسعة في وسائل الإعلام بشتى أنواعها السمعية منها والمقروءة والمرئية، فهذا إعلان عن مقهى للشيشة - مع ان الشيشة حرام - وهذا إعلان عن متجر لبيع الأثاث يعلن وصول تشكيلة من الأثاث بمناسبة قدوم رمضان وهذا إعلان عن نزول أشرطة أغان جديدة بمناسبة قدوم رمضان وهكذا إذن هذا سبب حزنك؟ لا بل هناك أسباب كثيرة ومنها: ان البعض وللأسف الشديد ينظر إليّ على أنني تقليد موروث لذا أدخلت علي بعض العادات والتقاليد فأصبحت مرادفة لي ففي كل رمضان تنصب الخيام التجارية الرمضانية ويرتادها من يرتادها من الصائمين فيفطرون على أنغام الموسيقى ويسهرون على الرقص الشرقي ودخان الشيشة· ومن أسباب حزني ايضاً: ان هناك من المسلمين من يقصر في واجباته الوظيفية متعللاً بشهر رمضان ونسوا أو تناسوا ان المسلمين حققوا انتصاراتهم في هذا الشهر وحتى في تاريخنا الحديث· كما انني حزين لأن في شهر رمضان تصفد شياطين الجن في الوقت الذي تنشط فيه شياطين الإنس فهناك من يجند نفسه ويجند قدراته ويجند جنوده ليفسد على المشاهد المسلم صيامه ويفسد عليه روحانية هذا الشهر الفضيل من خلال تلك القنوات الفضائية والتي أقل ما يقال انها قنوات فضائحية فالمسلم يعطش ويجوع نهاراً ويشبع عينيه آثاماً ليلاً من خلال تلك القنوات ومن أسباب حزني: حال المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان· ها وقد عرفنا بعضاً من أسباب حزنك فما هو سر القليل من السعادة التي تحملها إذن: سر سعادتي يكمن في أن بعض المسلمين ولله الحمد قد عرفوا قدري ومكانتي فحولوني الى شهر إعادة محاسبة النفس لتلافي القصور والزلات فحولني من حولني الى شهر صيام وتهجد وجود في الصدقات وشهر ضراعة وكف الأذى وكف النظر عن المحرمات ولجم اللسان عن كل ما يغضب الرحمان لأنهم فطنوا ان في شهر رمضان تفتح أبواب الجنات وترفع الدرجات وتتنزل الرحمات وتغفر الزلات· وسعيد أيضاً لأن هناك من المسلمين من أعطاني الاهتمام الذي يتناسب مع مكانتي فهذه جائزة دبي للقرآن الكريم وهذه موائد الرحمن وقد عمت أرجاء الدولة ليفطر عليها الصائمون وهؤلاء العلماء قد استضافتهم الدولة من أرجاء العالم الإسلامي لإلقاء المحاضرات لتبصير المسلمين بقضاياهم المصيرية وشؤون دينهم وهذه مساعدات تجمع من هنا وهناك ومن هذا وذاك لرفع المعاناة عن المسلمين المحتاجين في أوطانهم· وأخيراً نرجو من الله العلي القدير ان يجعل هذا الشهر شهر صقل الايمان في القلوب وشهر تحريك المشاعر الفياضة في النفوس وان يبعد عنا الإسراف· أحمد إبراهيم- دبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©