الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النيران تلتهم كل شيء .. وتقف «برداً وسلاماً» أمام كلام الله

النيران تلتهم كل شيء .. وتقف «برداً وسلاماً» أمام كلام الله
25 أغسطس 2014 01:07
بين الركام، ومشاهد الدمار، وفي كل مرة، يردد رجال الدفاع المدني «سبحان الله»، أمام مشهد يظل فارقاً في مخيلتهم. فعلى الرغم من الأطلال التي تخلفها الحرائق التي يبذلون جهوداً كبيرة في إخمادها، يبقى ماثلاً في مخيلتهم مشهد «المصحف الشريف»، الذي التهمت النيران كل ما حوله، ووقفت «برداً وسلاماً» عند حافته، من غير أن تجرؤ على أن تمسه بسوء. فقد أظهرت 3 حرائق مختلفة وقعت في إمارة عجمان خلال الفترة الماضية، مشاهد ترسخ لدى الجميع قدرة الله عز وجل على حفظ كتابه وأسمائه الحسنى من التعرض للتلف أو الاحتراق، حيث وصف رجال الإطفاء بأن النيران أو الدخان لم تلمس الآيات القرآنية مع العلم بتعرض جميع المحتويات في تلك الأماكن للاحتراق. فأول حادث كان عبارة عن حريق في منزل أسرة مواطنة مكون من طابقين بمنطقة الرقايب بعجمان، والذي أسفر عن احتراق محتويات الطابق الأرضي، وتلوث أجزاء كبيرة من المنزل بالدخان الكثيف، في حين ظلت الآيات القرآنية من سورة «الفلق»، المكتوبة على جدار إحدى الغرف واضحة دون أن تتأثر بالحريق. أما الحادث الثاني، فوقع في شقة بإحدى البنايات بمنطقة النعيمية، أدى إلى احتراق محتويات غرفة النوم بالكامل باستثناء مصحف، عثرت عليه فرق الإطفاء بعد إخماد النيران، وبقى على حاله، فلم يتأثر منه سوى أطراف بسيطة من الغلاف. في حين كانت الحادثة الثالثة، اندلاع حريق في موقع لتخزين وتعبئة مواد الديزل في منطقة صناعية الجرف بعجمان، أدى إلى احتراق عدد من المركبات «صهاريج» وتضرر خزانات كبيرة، والمفارقة في الحادث عندما ظلت كلمة لفظ الجلالة «ما شاء الله» المكتوبة في أعلى أحد الخزانات، على حالها، ولم تتأثر بالدخان الكثيف الناتج عن الحريق، وكأن أحداً قام بتنظيف مكان الكتابة، رغم تأثر الخزان بكامله، والصورة التقطت مباشرة بعد الانتهاء من إخماد النيران. من جانبه، قال الرائد مصطفى سلطان رئيس قسم المراكز بالإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان: إن مثل هذه المشاهد نادراً ما يشاهدها رجال الإطفاء في الحوادث، حيث لفتت أنظار من تعامل معها، وتؤكد القناعة التامة التي نؤمن بها جميعاً، في قدرة الله تعالى على حفظ كتابه «القرآن الكريم» من التعرض للتلف أو الاحتراق، لافتاً إلى أنه رغم وجود تلك الآيات في وسط الحريق، فإنها لم تتضرر، وظلت على حالها. من جهته، أكد المركز الرسمي للإفتاء بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن عدم احتراق المصحف وسلامته في حال نشب حريق ليس بعيداً على الله، وهو من باب الكرامة لكتاب الله عز وجل وله فضل كبير، وناشد المركز المسلمين بأن يعمدوا إلى حفظ كتاب الله في الأماكن المأمونة، وجعله في حرز حتى لا يمس بسوء، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: «لو احتفظت به في إهاب لما احترق». وأكد المركز الرسمي للإفتاء جواز حرق أوراق المصحف المهترئة أو المقطوعة بدون عمد، وكذلك جواز دفنها في مكان عميق بالأرض، كما أكد ضرورة دفن رماد المصحف الذي تم حرقه، واستدلوا بما قام به أمير المؤمنين الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما حرق المصاحف وقيل خرقها، إلا المصحف الذي جمع عليه الناس. وحذر المركز من ترك المصاحف بيد الأطفال، أو في مكان غير طاهر، أو يتوقع منه الإساءة إلى كتاب الله، وأن الإثم يقع على من ترك المصحف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©