الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نزيف العقول أكبر خطر يواجه صناعة النفط العراقية

نزيف العقول أكبر خطر يواجه صناعة النفط العراقية
29 سبتمبر 2006 22:35
إعداد - أيمن جمعة: رغم كل أضرار العمليات الارهابية والفوضى السياسية، فان المحللين يعتقدون أن أكبر تهديد يواجه العراق الذي يسيطر على ثالث أكبر احتياطيات مثبتة في العالم بعد السعودية وايران يتمثل في نزيف ''العقول المبدعة'' من القطاع وهو ما يوجه ضربات قوية لجهود الحكومة الخاصة برفع الانتاج· وتظهر احصائيات وزارة النفط العراقية أن الهجمات المسلحة لم تعد تقتصر على المنشآت النفطية بل امتدت وبشكل متواز لتشمل مسؤولي وخبراء صناعة النفط والغاز·· فقد تم اختطاف عادل قزاز المدير العام لشركة نفط الشمال في يوليو الماضي، وتم اختطاف مثنى البدري المدير العام لشركة مشاريع النفط الحكومية في يونيو، ثم استقال من خلفه في منصبه بسبب تهديدات ارهابية، واستقال من خلفهما هما الاثنين بعد تعرضه للاختطاف والضرب طيلة ليلة كاملة· كما لقي حسين الفتال المدير العام لشركة توزيع الوقود مصرعه في نوفمبر ،2004 وقتل أيضا زهير هادي المسؤول الكبير في مكتب التفتيش العام بالصناعة· وتقول صحيفة ''وول ستريت جورنال'' في تقرير ''أكبر تهديد يواجه صناعة النفط في العراق خلال ثمانية عقود·· هو نزيف العقول الخبيرة· كان لهؤلاء الخبراء المتمرسين الفضل الرئيسي في ابقاء صناعة النفط العراقية على قيد الحياة طيلة ثلاثة عقود من الحرب والعقوبات التجارية، لكن الاوضاع تغيرت''· وتمضى الصحيفة لتقول ''وفي العام الماضي، كان محمد الجيبوري وهو محلل اقتصادي بارز شغل عدة مناصب رفيعة المستوى، مرشحا لرئاسة مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو)، وهي مؤسسة قوية تشرف على بيع النفط العراقي في الخارج· ولكن بدلا من ان يفرح هذا الاقتصادي المخضرم البالغ من العمر 57 عاما بتولي هذا المنصب الرفيع فانه حزم حقائبه ورحل مع زوجته وأبنائه الثلاثة الى عمان لينضم الى مجموعة من صفوة التكنوقراط الذين يفرون بحياتهم من فوضى الاوضاع في العراق''· وعندما سقط نظام صدام حسين عام ،2003 كان المحللون ينظرون الى خبراء صناعة النفط العراقيين الذين بقوا في البلاد رغم الحروب والعقوبات، على أنهم السبيل لزيادة الانتاج المحلي من الذهب الاسود· وتقول ''وول ستريت جورنال'' إن الصورة تبدو قاتمة الان لان أعداد هذه المجموعة في تناقص سريع· وتظهر الاحصائيات أن من بين حوالي 100 من كبار المسؤولين الذين كانوا يديوان وزارة النفط العراقية وفروعها عام ،2003 فان حوالي الثلثين تركوا مناصبهم· ورغم عدم وجود احصائيات دقيقة فان وزارة النفط العراقية تؤكد أن حوالي 100 مسؤول ومهندس وفني قد قتلوا منذ اندلاع حرب العراق، اضافة الى حوالي 150 من حراس حقول النفط أحدهم برتبة عقيد· كما تساهم الفوضى السياسية في اضافة المزيد من الملح الى جروح صناعة النفط، ورحيل المزيد من الخبرات والكفاءات· فقد خسرت وزارة النفط المئات من المديرين عندما قرر المسؤولون الاميركيون إقالة الكثيرين ممن تم اعتبارهم من أنصار حزب البعث عام ·2003 وثارت أقاويل وجدل سياسي حول اخرين في حين قرر كثيرون اخذ اجازات بدون مرتب للابتعاد عن أجواء العنف· وهذه الخسائر ذات أهمية كبيرة، بحيث يصفها بعض المحللين بانها ضربة عنيفة للحكومة العراقية الجديدة التي تدعمها الولايات المتحدة· وهي أيضا تضيف بعدا جديدا الى قائمة التحديات الخاصة بتوفير كميات مناسبة من المعروض العالمي في القرن الحادي والعشرين· لكن يبدو ان أخطر هذه التحديات وأكثرها أهمية هي المتعلقة بتأمين الامدادات من الحقول العاملة بالفعل·· ويتصدر العراق هذا الاتجاه· وكان الغزو الاميركي للعراق قد أثار آمالا في الادارة الاميركية بان الاطاحة بصدام حسين سوف يفتح الباب أمام استثمارات جديدة وتطور الصناعة·· لكن النتيجة كانت مغايرة تماما فقد أصبحنا نقف الان أمام واحدة من أكبر عمليات تعطل امدادات النفط الخام خلال ربع قرن وذلك حسب تقديرات وزارة الطاقة الاميركية، حيث لا يزال المتمردون ورجال العصابات المسلحة يعطلون تدفق ما لا يقل عن 20% من الانتاج العراقي المحتمل، وهو ما يمكن القول إنه يسهم في رفع أسعار النفط العالمية· ولكي تستطيع حقول النفط العراقية مواصلة العمل، فان القوات الاميركية تقوم بتدريب الاف العراقيين على حراسة المنشآت النفطية وحقول الانتاج وشبكة خطوط الانابيب في حين تقوم السفن الحربية الاميركية بدوريات لتأمين مرافئ التصدير· لكن الامر يتطلب ما هو أكثر من الجانب العسكري· فاقناع خبراء الصناعة المحليين بالعودة الى بلادهم مثل الجيبوري هو عنصر حاسم لتلبية النهم العالمي للنفط· لكن يبدو أن هذه مهمة صعبة للغاية، حيث يقول الجيبوري ''تم اغتيال أحد كبار مساعدي، من المستحيل البقاء في بغداد لانني لو عملت بأمانة فسوف ألقى حتفي''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©