عواصم (رويترز، د ب أ) - أظهرت بيانات تراجع مبيعات التجزئة في منطقة اليورو للمرة الأولى في ثلاثة أشهر في يونيو، ما يلقي الضوء على استمرار تأثير ضعف الإنفاق الاستهلاكي على الانتعاش الهش في المنطقة.
ويأمل البنك المركزي الأوروبي في تحسن تدريجي في وقت لاحق هذا العام لاقتصاد المنطقة التي تضم 17 دولة، ومن المتوقع أن تقوده الصادرات وأسعار الفائدة المنخفضة بشكل أساسي. وخالفت فرنسا الاتجاه العام بتسجيلها زيادة في مبيعات التجزئة، لكن المبيعات انخفضت في المنطقة ككل 0,5%، وهو ما جاء متماشياً مع التوقعات.
وقال مكتب الإحصاءات الأوروبي “يوروستات” أمس، إن ذلك جاء في أعقاب تعديل قراءة مايو لتصبح ارتفاعاً بنسبة 1,1%. وانخفضت مبيعات التجزئة 0,9% على أساس سنوي بالمقارنة مع توقعات الاقتصاديين أن تنخفض بنسبة 1,2% في استطلاع أجرته “رويترز”. وكشفت بيانات صدرت مؤخراً أن معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو ظل ثابتاً في يوليو على الرغم من زيادة أسعار الأغذية. وقال مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” إن ارتفاع تكاليف المعيشة ظلت عند 1,6% هذا الشهر في تكتل العملة الموحدة الذي يضم 17 دولة.وجاء معدل التضخم هذا الشهر متفقاً وتوقعات المحللين. وتسبب المعدل في بقاء أسعار المستهلكين بشكل مريح في إطار النطاق المستهدف للتضخم السنوي في منطقة اليورو بأن يكون أقل قليلاً من 2%. وأبقى البنك المركزي الأوروبي الخميس الماضي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 0,50%، مع تجدد الآمال بحدوث تعاف اقتصادي خلال ربع السنة الحالي إثر بيانات مشجعة في الآونة الأخيرة.ويهدف البنك المركزي الأوروبي إلى إبقاء معدل التضخم دون الـ 2% بقليل. وأبقى البنك المركزي على فائدة الإيداع عند صفر بالمائة، وعلى سعر الإقراض الحدي عند 1%.
قطاع الأعمال
من ناحية أخرى، أظهر مسح أمس أن قطاع الأعمال في منطقة اليورو نما لأول مرة في 18 شهراً في يوليو، لكن بوتيرة ضعيفة ما يشير إلى أن الاقتصاد يسير ببطء نحو الاستقرار.
وارتفع مؤشر “ماركت” المجمع لمديري المشتريات في منطقة اليورو إلى 50,5 الشهر الماضي من 48,7 في يونيو، متجاوزاً مستوى 50 نقطة الذي يشير لتحقيق نمو لأول مرة منذ يناير 2012. ويقيس المسح أداء آلاف الشركات في منطقة اليورو كل شهر. وانخفضت الطلبيات الجديدة مرة أخرى في يونيو، لكن معدل التراجع كان الأبطأ منذ أغسطس 2011. وبصفة عامة يشير المسح إلى أن الاقتصاد بدأ يتجاوز حالة الكساد حتى وإن كان تحقيق نمو قوي صحي ما زال يبدو احتمالاً بعد المنال.
وأظهر مسح لقطاع الأعمال مؤخراً نمو نشاط قطاع الصناعات التحويلية في منطقة اليورو للمرة الأولى خلال عامين في يوليو، مع زيادة إنتاج المصانع، ما يشير إلى احتمال خروج المنطقة من دائرة الركود في هذا الربع.
وارتفع مؤشر “ماركت” لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية إلى 50,3 نقطة في يوليو من 48,8 نقطة في يونيو، بعد تعديله بالرفع من قراءة أولية بلغت 50,1، متخطياً حاجز الخمسين للنمو للمرة الأولى منذ يوليو 2011. وتراجع عدد العاطلين عن العمل في منطقة اليورو في يونيو للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. وبلغ عدد العاطلين 19,27 مليون عاطل في منطقة العملة الموحدة التي تضم 17 دولة، بما يقل بمقدار 24 ألف شخص مقارنة بشهر مايو، وفقاً لمكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات”.وقال المكتب إن المرة الأخيرة التي انخفض فيها الرقم كانت في أبريل عام 2011 وظل عدد العاطلين يتزايد بشكل ثابت منذ ذلك الحين. وظل معدل البطالة لشهر يونيو عند مستوى مرتفع بشكل قياسي عند 12,1% للشهر الرابع على التوالي.
ثقة المستثمرين
إلى ذلك، يبدو أن منطقة اليورو بصدد الخروج من أطول فترة ركود تتعرض لها، مع إظهار دراسات اقتصادية صدرت أمس ارتفاعاً آخر في ثقة المستثمرين، وكذلك توسع الصناعة بالمنطقة للمرة الأولى منذ 18 شهراً.
لكن صدور مؤشر مجموعة “ماركت” للأبحاث لمديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات، وكذلك مؤشر مجموعة “سينتيكس” لثقة المستثمرين، تزامن مع صدور بيانات أظهرت تباطؤاً في مبيعات التجزئة بالمنطقة. وكان التراجع الشهري بنسبة 0,5% في المبيعات خلال يونيو تذكيراً بالحالة الهشة التي عليها تكتل العملة الموحدة الذي يضم 17 دولة.
وجاء الانخفاض بعد ارتفاع نسبته 1,1% في مايو. وتراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0,9% مقارنة مع يونيو من العام الماضي، حسبما قال مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” لدى إصداره البيانات.
وقال فاندين هوته الخبير الاقتصادي لدى مصرف “إي إن جي” الهولندي إنه “بشكل عام، تستمر معظم البيانات المنشورة مؤخراً في التأكيد على التوقعات بتعاف هش وضعيف في النصف الثاني من عام 2013”.
وقالت “ماركت” ومقرها لندن، إن مؤشرها المجمع لمديري المشتريات ارتفع إلى 50,5 نقطة الشهر الماضي، مقابل 48,7 نقطة في يونيو، مخترقاً مستوى 50 نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ يناير عام 2012.
ويستند المؤشر إلى استطلاع رأي نحو 5 آلاف مسؤول تنفيذي بالشركات. ويشير مستوى 50 نقطة إلى الحد الفاصل بين الانكماش الاقتصادي والنمو. وجاء الرقم النهائي أعلى بشكل طفيف عن 50,5 نقطة، كانت “ماركت” حددتها في بيانات أولية للمؤشر صدرت الشهر الماضي.
وقال الخبير الاقتصادي لدى “ماركت” روب دوبسون إن مؤشر مديري المشتريات لشهر يوليو “يؤكد عودة مرحباً بها لنمو اقتصاد منطقة اليورو في بداية الربع الثالث، ما يزيد الآمال أن المنطقة تستطيع في النهاية شق طريقها للخروج من أطول فترة ركود لها”. وقالت مجموعة “سينتيكس” الألمانية للأبحاث إن مؤشرها لثقة الشركات الاستثمارية في أنحاء منطقة اليورو ارتفع للشهر الرابع على التوالي خلال يونيو، ليرتفع بمقدار 7,7 نقطة ويصل إلى سالب 4,9 نقطة. وأضافت سينتيكس إن “التطور الديناميكي للمؤشرات الاقتصادية يظهر أن القارة العجوز بدأت تنتعش من جديد”.
نمو قطاع الخدمات البريطاني في يونيو
لندن (رويترز) - أظهر مسح شهري لقطاع الخدمات، أن القطاع نما بأسرع وتيرة فيما يزيد عن ستة أشهر الشهر الماضي ما يلمح لان التعافي الاقتصادي يكتسب زخما سريعا.
وقفز مؤشر ماركت/سي.اي.بي.اس لمديري المشتريات في قطاع الخدمات إلى 60,2 في يوليو من 56,9 في يونيو، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2006 متجاوزا توقعات جميع الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم.
وتجاوز المؤشر مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش لسبعة أشهر على التوالي ويأتي الصعود بعد مكاسب قوية في مسحين مماثلين لقطاعي الصناعة والتشييد. ومعا تعطي البيانات أعلى مستوى لمؤشر مديري المشتريات المجمع منذ بدايته في عام 1998 ما يشير إلى أن الناتج الاقتصادي في الربع الثالث (يوليو إلى سبتمبر) يتجه لتجاوز معدل النمو في الربع السابق عند 0,6%.
عدد اليوم
