الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تزايد المخاوف من حرب بين الجيش اليمني و»الحوثيين» داخل صنعاء

تزايد المخاوف من حرب بين الجيش اليمني و»الحوثيين» داخل صنعاء
25 أغسطس 2014 01:00
تزايدت مخاوف حقيقية في اليمن أمس من اندلاع صراع مسلح داخل العاصمة صنعاء بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين بعد فشل المفاوضات بين وفد رئاسي وزعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، في معقل الرئيس للأخير بمدينة صعدة بغرض إنهاء التوتر بين الطرفين على خلفية ضغوط شعبية سلمية ومسلحة تمارسها جماعته المسلحة منذ أكثر من أسبوع لإسقاط الحكومة الانتقالية وإلغاء قرار خفض الدعم عن المحروقات. وأعلن الوفد الرئاسي أمس، فشل المفاوضات التي استمرت ثلاثة أيام «بعد أن رفض أنصار الله (الحوثيون) كل الحلول والمقترحات التي قدمت في كل القضايا». وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد الرئاسي، عبدالملك المخلافي، في بلاغ صحفي، أن اللجنة ستطلع الرأي العام اليمني والعربي والدولي على الجهود التي بذلتها و»قوبلت بالرفض والتعنت» من قبل جماعة الحوثيين التي اتهمها أيضاً بتجاهل الواقع والمخاطر المحدقة بالبلاد جراء رفضها مسودة اتفاق نص على استقالة الحكومة الانتقالية في غضون شهر وتشكيل لجنة اقتصادية لوضع بدائل ممكنة لقرار زيادة أسعار المحروقات الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يوليو وأثار استياء واسعا في البلاد. وقال المخلافي في تصريح آخر لوكالة فرانس برس: «يبدو أن الحوثيين مبيتون للحرب ورفضوا كل المقترحات التي قدمت اليهم». وعاد الوفد الرئاسي المكون من عشرة أشخاص من مكونات سياسية مختلفة امس، إلى العاصمة صنعاء حيث التقى في القصر الرئاسي الرئيس عبدربه منصور هادي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن أعضاء الوفد قدموا للرئيس هادي تقريرا عاجلا عن نتائج مفاوضاتهم مع زعيم الجماعة المسلحة، عبدالملك الحوثي، مشيرة إلى أن التقرير «لم يكن كما كان المأمول من أجل الحفاظ على الأمن ووحدة واستقرار اليمن». وخلال اللقاء، أعرب أعضاء الوفد الرئاسي «جميعا» عن خيبة أملهم إزاء مباحثاتهم مع زعيم الجماعة المسلحة المتمردة في محافظة صعدة. وسيقدم الوفد الرئاسي اليوم الاثنين، تقريرا نهائيا إلى الرئيس هادي وكبار مسؤولي الدولة قبل أن يستعرضه في لقاء وطني موسع يضم أعضاء مجالس النواب، الحكومة، والشورى، وزعماء سياسيين وقبليين وقادة منظمات المجتمع المدني في البلاد. وعلى صعيد متصل، ترأس الرئيس عبدربه منصور هادي أمس، اجتماعا طارئا لأعضاء اللجنة الأمنية والعسكرية العليا بحث خصوصا «الموقف الأمني في صنعاء وعمران في ضوء التطورات الجديدة والتحديات الأمنية التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة». وخلال الاجتماع الذي يعد الثاني منذ الخميس، وجه الرئيس هادي باليقظة والحذر ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي احتمالات تفرض» داخل العاصمة صنعاء، مشددا في الوقت ذاته على «الحرص على الأرواح والدماء الزكية. وأشار إلى أن أكثر من 2. 7 مليون نسمة من مختلف مناطق اليمن يقطنون العاصمة صنعاء التي قال إنها اليوم مختلفة تماما عما كانت عليه في سبعينات القرن الماضي، وهي الحقبة الزمنية التي عانت خلالها صنعاء من اضطرابات وأعمال عنف أطاحت بثلاثة رؤساء قبل أن يتولى الرئيس السابق علي عبدالله صالح مقاليد السلطة في يوليو 1978. واتهم هادي، المتمردين الحوثيين بتنفيذ «أجندات مخفية ومشبوهة»، معتبرا مطالبهم بإقالة الحكومة الانتقالية وإلغاء قرار الزيادة السعرية «دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي ورآها مرامي وأهداف أخرى». واعتبر هادي التصرفات التي تتعارض مع مخرجات الحوار الوطني المعلنة في يناير الفائت «تعد تحديا سافرا للإجماع الوطني»، لافتا أن اليمن لم يسبق له أن عانى صراعات مذهبية وطائفية «حيث كان الجميع في خندق واحد في مختلف المواقف والظروف والتحديات التي مر بها الوطن منذ الأزل»، حسب قوله. من جهتها، حملت جماعة الحوثيين الوفد الرئاسي، مسؤولية تعثر المفاوضات لأنه «لم يكن مخولا في النقاش في القضايا» المطروحة، حسبما صرح المتحدث الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام. وقال عبدالسلام «بعد نقاشات مستفيضة اتضح أن أعضاء الوفد غير مخولين للنقاش في القضايا التي طالب بها الشعب اليمني وإنما يحملون رسالة أن نستجيب لموقفهم دون إيجاد حلول واضحة». وذكر أن جماعته قدمت للوفد الرئاسي «الكثير من البدائل والحلول من أجل إيجاد صيغة تمثل حلا لمطالب الشعب اليمني وتزيل المخاوف التي يطرحونها إلا أنهم رفضوا كل تلك الحلول»، مشيرا إلى أن أعضاء الوفد غادروا مدينة صعدة بصورة مفاجئة دون أن يحملوا رسالة أعدتها الجماعة للرئيس هادي تعبر عن رؤيتها لمعالجة التوتر القائم. وأضاف: «سنقوم بإرسال رؤيتنا للمعالجات إلى رئيس الجمهورية». واتهم عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين، حسن الصعدي، السلطات اليمنية بممارسة أساليب مماثلة لأساليب النظام السابق للضغط على الجماعة. ويعتصم آلاف من مسلحي جماعة الحوثيين عند مداخل العاصمة اليمنية منذ منتصف الأسبوع الماضي، بينما بدأ مئات غير مسلحين من مؤيدي الجماعة يوم الجمعة بالاعتصام قرب منشآت حيوية واقعة في المدينة من بينها وزارة الداخلية ومبنى التلفزيون الحكومي. وحذر رئيس البرلمان اليمني، يحيى الراعي، من عواقب الصراع المذهبي على أمن واستقرار البلاد المضطربة أمنيا وسياسيا واقتصاديا منذ يناير 2011. وقال الراعي لدى افتتاحه مهرجانا سياحيا في صنعاء أمس: «المذهبية قنبلة موقوتة دخلت إلى كل بيت»، متهما جهات خارجية لم يكشف عن هويتها بالوقوف وراء إثارة الخلافات المذهبية والطائفية في البلد. وتظاهر عشرات آلاف اليمنيين مساء أمس في شارعين رئيسيين في العاصمة صنعاء، تنديدا وتأييدا بالاحتجاجات السلمية والمسلحة التي تقودها جماعة الحوثيين، في مشهد أثار الخوف بشدة في صنعاء من اندلاع نزاع أهلي. وكانت سيارات تابعة للحوثيين جابت امس شوارع صنعاء للدعوة بمكبرات الصوت للتظاهر في شارع المطار، بينما جابت سيارات مؤيدي «هيئة الاصطفاف الشعبي لحماية المكاسب الوطنية» المشكلة حديثة وموالية للرئيس هادي والحكومة شوارع العاصمة للدعوة للتظاهر في شارع الزبيري. وانطلقت التظاهرة المناوئة لجماعة الحوثيين من منطقة «عصر» بالقرب من منزل الرئيس عبدربه منصور هادي ومرت عبر شارع الزبيري وصولا إلى منطقة باب اليمن. ورفع المتظاهرون، الذين قدرت وسائل إعلام حكومية وحزبية أعدادهم بمئات الآلاف، أعلاما وطنية وصور الرئيس هادي ولافتات كتبت عليها عبارات مؤيدة للاصطفاف الوطني والنظام الجمهوري. وردد المتظاهرون، وبينهم مئات النساء، هتافات منددة بممارسات جماعة الحوثيين ومحاصرتها للعاصمة صنعاء، واستنكروا تهديدات زعيم الجماعة الأخيرة بإسقاط الحكومة بالقوة، واتهموه بتنفيذ مخطط تآمري يستهدف زعزعة أمن واستقرار اليمن وإسقاط نظامها الجمهوري. وأيد المحتجون دعوة الرئيس هادي للاصطفاف الوطني من أجل تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، منددين في الوقت ذاته بالفساد المستشري في أجهزة الدولة وطالبة بـ»محاكمة الفاسدين». بالمقابل، خرج آلاف من مؤيدي جماعة الحوثيين في شارع المطار للمطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية وإلغاء الزيادة السعرية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. ورفع المتظاهرون أعلام وطنية وشعارات الجماعة المذهبية «الموت لأميركا الموت لإسرائيل»، ولافتات كتبت عليها عبارات معبرة عن مطالبهم. واتجهت التظاهرة التي شارك فيها ضباط في الجيش والأمن، حسب مصادر إعلامية في الجماعة المسلحة، إلى شارع التلفزيون في منطقة الجراف، حيث عززت قوات الأمن الجيش والأمن انتشارها هناك تحسبا لأعمال عنف مع ارتفاع حدة التوتر الطائفي في صنعاء. وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالغني الماوري، لـ (الاتحاد)، إن «شواهد الأحداث الحالية تشير إلى أن العاصمة صنعاء مقبلة على حرب خصوصا بعد فشل المفاوضات مع الحوثيين». وأضاف: «رفض الحوثيين لجهود إنهاء التوتر يضع الدولة في وضع حرج وأمام خيار واحد هو الحسم العسكري لإنهاء حصار صنعاء». وتوقع أن تشهد العاصمة اليمنية حربا محدودة في بعض المناطق، لكنه أبدى مخاوفه من عدم قدرة الجيش على حسم المعركة، لأنها ستكون حرب شوارع إضافة إلى ارتباط بعض الدوائر داخل المؤسسة العسكرية بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وخصمه اللواء علي محسن الأحمر الذي يعد السند القوي لحزب الإصلاح الإسلامي. وقال الماوري إنه بإمكان المتمردين الحوثيين اقتحام صنعاء والسيطرة عليها «لكن ليس بمقدورهم الاستقرار فيها، لأنها حرب مليشيات بعد جماعات مسلحة متشددة» مناهضة للجماعة الشيعية. ودعا النائب الإصلاحي في البرلمان اليمني، منصور الزنداني، سكان العاصمة صنعاء إلى عدم النزوح من المدينة خوفا من القتال، مستنكرا في تصريح لقناة تلفزيونية محلية مساء أمس دعوات البعض إلى حمل السلاح للتصدي للحوثيين، مضيفا أن «الدولة ملزمة بتوفير الأمن والاستقرار لمواطنيها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©