الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهر المشاعر والشعائر

8 أغسطس 2011 23:12
تمتد يد العطايا في كل الأمكنة من العالم الإسلامي، تآزر وتوادد وتكافل، يقل نظيره على مدار الشهور الباقية، تسمو الروح متطلعة للرفعة، ويتنظف اللسان لاهجاً بذكر الواحد الأحد، وتبقى العلاقة بين الخلق وخالقهم فوق مستوى المألوف اليومي، أيام تصوغ أحلامنا في عالم جميل وسام، أحلام بعالم نقي طاهر شفاف، يسوده التوادد والتعاطف ويعم الخير القلوب وتصفى النفوس، يمضي الشهر وتمضي لياليه وأماسيه الحالمة، وتتسرب أيامه، ينسحب فيجمع رحاله ويمضي في حال سبيله تاركنا وراءه، نغوص في هموم الدنيا وفتنتها ننسى أنه كان هناك زائر أدّبنا روحياً، وأيقظنا من غفلتنا لحظات. يتوجه الجميع لله طمعاً وخشوعاً، من يصلي زاد في صلاته، ومن لم يصل يوماً فكر فيها وحاول، ومن لا يتصدق بسط يده للخير والجود، ومن ضم لسانه في حلقه وكف عن إيذاء الناس وأقسم أنه لن يتنفس بغير ذكر الله، فانكفأ الشيطان على وجهه، تكبلت أوصاله حديداً، وانعقد لسانه، فتأجج غضبه وأقسم أن يرجع الناس بعد نفحات الخير لما كانوا عليه، هناك من يأبى ويروض نفسه على الخير الدائم، وهناك من ينساق وراءه بعد انصرام الأيام ليسعى وراءه جاثياً على قدميه يسوقه للرذيلة، وينكب عليها يغرف منها بولع وشغف. فهل نُوزع نفحات الشهر الكريم على أنفسنا ونتركنا تعمر دواخلنا فنحجم عن السوء طوال الأشهر الكرام الأخرى فنسمو بأنفسنا وأرواحنا ونحرق الشيطان غضباً ونقتله مرات ومرات بمروءتنا، تظل الألسنة عصية على ذكر الإثم، وتصوم الأنفس عن العصيان، تمد اليد لتزرع بذرة خير، تتبرع ولو بشق تمرة، ينمو الحس النظيف في دواخلنا ويكبر، ينساب الجميع نحو التصدق والتراحم والتوادد، شهر ينسحب على كل الشهور، تبسط الرحمة في القلوب، وتغسلها من آثامها. فلو عمم هذا الشهر على مدار السنة؟ ولو نفسياً وروحياً، فيبتعد الناس عن التفكير في الإيذاء والحقد، ويعتلي التسامح والتراحم قلوب أغلب الناس ويتربع عليها، تعاف الروح الآثام، وتتطلع للسمو، تُغسل من درن الدنيا ووحلها. جعل الله عز وجل كثيراً من العبادات والفرائض وقاية وعلاجاً لكثير من الأمراض والعلل الجسدية والنفسية التي قد يصاب بها جسم الإنسان، فكانت لنا تلك الفرائض عبادة ووقاية، حماية النفس من التآكل بممارسة الشعائر الدينية التي تسمو بها، وترفع من مستواها وتحفز الجانب الإيجابي لديها، وحماية جسدية لما يحققه الصوم من انتظام في جسم الإنسان، فلو عمم هذا الشهر على الجانب الروحي لطال الخير كل الناس. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©