الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في محاضرته بحائزة دبي للقرآن: مفتي مصر يدعو إلى وحدة الأمة ونبذ الاختلاف المذهبي

29 سبتمبر 2006 23:48
جمعة: قلوب المسلمين ليست على قلب رجل واحد وهي مشكلتنا الكبرى دبي- الاتحاد: استضافت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية من خلال فعاليات البرنامج الثقافي والديني المصاحب للمسابقة القرآنية الدولية في دورتها العاشرة حيث ألقى فضيلته محاضرة بغرفة تجارة وصناعة دبي عن ''وحدة الأمة الإسلامية'' بحضور سعادة المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة وسعادة إبراهيم حافظ القنصل العام المصري وأعضاء اللجنة المنظمة وجمع كبير من العلماء المحللين إضافة إلى حضور جماهيري كبير· في البداية أكد المحاضر أن وحدة الأمة الإسلامية قد جعلها الله تشريفاً وتكليفاً، داعياً المسلمين إلى عدم الاكتفاء بالتشريف والنظر إلى التكليف، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى وصفنا بأننا أمة وسطاً أي شرفنا بهذا ولكن لا ينفعنا التشريف إلا بالتكليف مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى: ''وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا''، موضحاً أن المثال الأكبر والقدوة الحسنة هو ''الرسول صلى الله عليه وسلم'' ''لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر''· وحذر مفتي مصر من التخلي عن الوسطية، لأن الأمة إن وقعت في ذلك تكون تركت التكليف، واستشهد بقول الله عز وجل ''كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله''، وهو ما يعني أن الأمة لو تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكون قد فقدت خيريتها· ثم بدأ مفتي مصر في استعراض بعض جوانب الوحدة المهمة، مشيراً إلى وحدة رسولها المرسل، ولذلك فقد ختم الله به النبيين والمرسلين، وهو ما بينه الله في كتابه العزيز· واستعرض مفتي مصر جوانب ومظاهر القرآن كإحدى علامات الوحدة، حيث أشار إلى ان كتاب الله محفوظ في الصدور وفي الأوراق ولا يمكن لهذا الكتاب إلا أن يكون واحداً وشرفنا الله بأن يكون هو كتابنا· وعن واقع الأمة يقول الدكتور علي جمعة لقد تنوع الفقه إلى مذاهب، وهذه المذاهب لها أصول، مشيراً إلى أن مذهب أهل السنة والجماعة كان يضم نحو تسعين مذهباً اندثر معظمها وبقيت ثمانية مذاهب وهي المالكية والحنفية والحنابلة والشافعية والجعفرية والإباضية والزيدية والظاهرية، وهذه الثمانية مذاهب مازالت كتبها موجودة وكلها تؤمن بالرب الذي يؤمن به الجميع ونبيهم واحد وقبلتهم واحدة ودينهم واحد وشهرهم واحد، والأصول التي يرجعون إليها واحدة وهى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم· وأكد أن الخلاف بين المذاهب خلاف فروع وهو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، والمجامع الفقهية وجميع العلماء اعتمدت هذه المذاهب وهذا يدل على مساحة واسعة من الفكر ويدل على أن الفقه الإسلامي قادر على أن يواكب كل زمان ومكان، مشيراً إلى انه بعد دراسة دقيقة في المذاهب وجدنا أن مساحة الاتفاق أكثر بكثير من مساحة الاختلاف· وحذر الدكتور علي جمعة من الفرقة بين المسلمين فقال: إن الوحدة تقوي الأمة وتواجه بها المشكلات والفرقة تضعفها، وكان ''رسول الله صلى الله عليه وسلم'' يعلم الأمة أن تتجاوز المحن وأن تتجاوز العدوان والبغي، فهي أمة مبتلاة بالطغيان والعدوان، فقد ابتليت باليهود والفرس والتتار والصليبيين والاستعمار الذين عادوا إلينا مرة أخرى بشكل مختلف، ولكن يجب ألا نيأس في الحياة وأن نتحد في اقتصادنا وسياستنا وتفعيل ذلك، ونبذ الاختلاف· ولفت إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه المسلمين أن القلوب ليست على قلب رجل واحد وهذا يحتاج إلى دعوة مخلصة إلى توحيد العملة ورفع الحواجز والطرق ونرجع إلى أنفسنا حتى تتوحد الأمة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، منوهاً أنه بالنظر إلى مناهج التعليم نجد أن الثقافة السائدة هي الصدام وليس الاتفاق وهذا يحول بيننا وبين ما نريده·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©