الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب ورمضان

8 أغسطس 2011 23:15
الصيام يعد مدرسة الأخلاق الفاضلة والسلوك الحضاري الفاعل والقيم العالية والآداب الحسنة التي جاء محمد صلى الله عليه وسلم من أجل إشاعتها بين الناس كافة، يحمي الشاب من الهبوط في الرذيلة، فقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (البخاري) نوه الإسلام بالخلق الحسن، ودعا إلى تربية الشباب عليه وتنميته في نفوسهم، وأمر القرآن الكريم بمحاسن الأخلاق، وبين صلى الله عليه وسلم فضل محاسن الأخلاق، فقال: مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ (الترمذي)، لذلك كانت الأخلاق الفاضلة معيار تمكن الإنسان من الإيمان بخالقه وترجمة صادقة عن حبه لدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: أَكْمَلُ الْـمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا (الترمذي)، وقال أيضاً: إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ (الترمذي). والسؤال الذي يطرح هنا من المسؤول عن ترسيخ القيم الفاضلة والأخلاق الكريمة والسلوك الحضاري في الناشئة؟ إنها من مسؤوليات الأسرة ابتداء لأنها تمثل خلية المجتمع الأولى التي تتربى فيها الناشئة فمن حق الولد على الوالدين أن يحسنا تربيته وأن يسهرا على إعداده الإعداد الصالح للحياة، وأن يربياه على الرحمة والشفقة والحب والتعاطف، والدرس العملي هو ما يلقاه الولد من أبويه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ (الترمذي)، فيقتضي من الآباء أن يستشعروا أدوارهم ومسؤولياتهم تجاه أبنائهم وأن يسهروا على تربيتهم، فكثير من الآباء والأمهات يظنون أن إرسال أبنائهم إلى المدارس والمعاهد هو كل واجبهم في هذا الميدان، ويتركون أبناءهم وشأنهم، فيقع كثير منهم في مزالق الانحراف وتسوء عاقبتهم، إن هذا تقصير فظيع من قبل الأولياء، فالولي الصالح هو الذي يتابع منظوره بعناية تامة ويمتنع عن كثير من السلوكيات والعادات السيئة ليعطي لمنظوره المثال الصالح يقول صلى الله عليه وسلم: أَكْرِمُوا أَوْلاَدَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ (ابن ماجة). أمّا دور المؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية فهي مكملة للأسرة في هذا الميدان لتربية الناشئة على المثل العليا والسلوك القويم والأخلاق الفاضلة، فالمؤسسة التربوية تبقى الإطار الأساسي للتربية لترسيخ قيم السلوك الحضاري إضافة إلى إشاعة العلم والمعرفة، ويبقى المربي قدوة التلميذ ومثله الأعلى والمؤتمن على تنشئة الأجيال على مكارم الأخلاق حفاظاً على هوية المجتمع الحضارية وضمانا لوحدته وتماسكه ومسيرته الحضارية لأن مجتمعاً من دون أخلاق آيل إلى الانحلال والزوال. قال شوقي: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©