الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيع الذهب مهنة «الملاذ الآمن» تحتاج إلى الانتباه والخبرة ورأس المال

بيع الذهب مهنة «الملاذ الآمن» تحتاج إلى الانتباه والخبرة ورأس المال
8 أغسطس 2011 23:18
تعشق النساء عادة لبس الحلي المصنوعة من الذهب لما تضفيه من جمال وأناقة وغنى على مظهرها الخارجي خصوصاً في ظل التشكيلات والتصاميم الجديدة الفاتنة التي بدت تظهر في الآونة الأخيرة في الأسواق، وعلى الرغم من اجتماع جنس حواء جميعهن على حب هذا الأصفر، إلا أنه يوجد لكل منهن ذوقها الخاص في انتقاء القطع التي ستشتريها وتتزين بها، وذلك تبعاً لعمرها وبيئتها التي انحدرت منها والعادات والتقاليد التي نشأت عليها خصوصا إذا كانت عروساً وغير ذلك مما سنتعرف إليه مع ضيف زاوية مهنتي تاجر الذهب عبد المنعم المسلماني. يتحدث عبد المنعم المسلماني 33 سنة عن بداياته مع مهنة تجارة الذهب وسبب اختياره لها منذ 14 سنة ويقول :« بعد أن أنهيت مرحلة الثانوية العامة توجهت للعمل في محال الذهب الخاصة بإخوتي في السعودية، حيث وجدت في نفسي رغبة تعلم «كار» هذه المهنة ، وبقيت أكتسب الخبرة منهم لمدة عامين تعلمت خلالها كيفية وزن الذهب وتمييز الذهب الحقيقي من المزيف، وما هي أنواع الذهب وعياراته ونحو ذلك، ومن ثم انتقلت إلى أبوظبي لأفتح محلاً خاصاً بي ويكون لي عملي الخاص وفعلاً نجحت بذلك « يعتبر المسلماني نفسه تاجراً أو بائعاً للذهب، وليس صائغاً له فالصائغ كما يقول» هو من يقوم بصياغة الذهب وتحويله من سبائك إلى قطع تلبس كالأساور والخواتم والأطقم وغيرها من المصوغات الذهبية في ورشة خاصة» بذلك أما البائع أو التاجر فهو من يقوم ببيع هذه المصوغات أو المشغولات الذهبية في المحل، وفي ذات السياق يضيف :» لكوني تاجر مجوهرات ذهب وألماس، فإنني أقوم بشرائها من الأسواق المحلية، حيث يوجد لدينا في الدولة فروع لكبريات شركات ومصانع الذهب العالمية الموجودة في البحرين والسعودية وإيطاليا وسنغافورة وغيرها مما يوفر علي عناء السفر من أجل البحث عن قطع ذهب ثمينة ومضمونة ومتميزة ترضي جميع الأذواق ، كما يوجد لدي ورشة مصغرة يعمل بها بعض المصممين والحرفيين، وذلك من أجل تفصيل أو تصميم بعض القطع غير المتوافرة في الأسواق وفقاً لرغبة أو طلب أحد الزبائن». ذوق الأنثى لاحظ عبد المنعم من خلال تجارته في بيع المجوهرات أن لكل زبونة ذوقها الخاص فالفتيات المراهقات يملن إلى قطع المجوهرات الصغيرة الناعمة، أو ذات التصاميم الغريبة المتماشية مع الموضة، أما الكبيرات في السن فهن أكثر ميلاً للقطع الخالية من الأحجار الملونة، ويعشقن الذهب التراثي مثل المرتعشة التي لا تزال تحافظ على مكانتها حتى يومنا هذا وفق ما أفاد المسلماني. ويلاحظ أن أغلب المواطنات يخترن الذهب البحريني لأنه ذهب قديم تراثي، وذلك من باب اعتزازهم بالتراث خصوصاً في «زهبة العروس» التي لا بد أن تكون فيها المرتعشة والطاسة والمرية والكف والأساور والخواتم، ويختلف ذلك حسب مهر العروس ... فقد كانت زهبة العروس تشترى في عام 2001 بـ30 -35 ألف درهم، أما الآن فقد زاد سعر الذهب 5 أضعاف ذلك بمعنى أن زهبتها لا تقل عن 100- 150 ألف درهم لدى أغلب العائلات الإماراتية. ايجابيات وسلبيات يعقد المسلماني مقارنة بين ايجابيات مهنة تجارة المجوهرات وسلبياتها ويقول :«بالنسبة للإيجابيات تعتبر المهنة من التجارات المربحة إذ يوجد إقبال دائم على شرائها، لكنها تنشط بشكل أكبر في مواسم الأعراس التي لم يعد لها وقت محدد الآن نظراً لأن الناس صاروا يقيمون أعراسهم في كل أوقات السنة، تنشط المهنة كذلك في الأعياد والمناسبات الاجتماعية المختلفة مثل المواليد الجدد وأعياد الميلاد والزواج ويوم الحب ... بالإضافة إلى أنها تجارة مضمونة كما يسميها الاقتصاديون «الملاذ الآمن» بشرط أن تكون بعيدة عن المغامرات والدخول في متاهات بورصات الذهب لأنها «مرة تصيب وعشرات المرات تخيب». أما بالنسبة للسلبيات فتجارة المجوهرات عكس ما يظنه البعض بأنها كسب كثير وعمل نظيف ومرتب تحت المكيفات، بل هي تجارة شاقه ومتعبه ذهنياً وصحياً والأسباب كثيرة منها دقة حساباتها وحاجتها إلى شدة التركيز بجميع الحواس والانتباه خوفاً من حدوث السرقات، إلى جانب وقوفنا طوال اليوم نهارا وليلا تحت إنارة قوية تلزم لإبراز لمعة الذهب ونقضي وقتنا بين البيع والشراء والحسابات وبين الترتيبات والتفنن في طرق العرض « لا يرى عبد المنعم المسلماني أن تجارة المجوهرات تحتاج إلى دراسة، بل تحتاج إلى خبرة عميقة في التعامل مع الذهب، وهذه تأتي على يد تجار متمرسين في ذلك تماما كما حدث معه عندما تتلمذ على يد إخوته، كما يجزم بأن هذه التجارة تتطلب رأس مال ضخم جدا لا يقل عن 4 ملايين درهم، وتتطلب حسن إدارة وحسن تواصل مع الزبائن وجذب انتباههم بفن اسمه فن البيع. عبر المسلماني بثقة كبيرة لدى سؤاله عن خوفه من اللصوص الذين يتصيدون محال بيع الذهب لسرقتها، وذلك لأنه بفضل الله عز وجل لم يقع ضحيتهم يوما وفي ذات الوقت يعزو سبب عدم خوفه إلى وجود تشديدات من قبل الإدارة العامة لشرطة أبوظبي حول وضع أجهزة إنذار مرتبطة بهم تقطع الطريق على كل من تسول له نفسه فعل ذلك، كما لا يوجد خطورة في الوقوع في مصائد الغش أثناء شراء الذهب من تجار الجملة لأنهم من جهات وشركات معروفة ولديهم شهادات وفواتير يتحملون مسؤوليتها أما بالنسبة للغش من قبل الزبائن في بيع قطع مطلية بالذهب على أنها ذهب خالص غير ممكن نتيجة وجود محاليل لدى محال بيع المجوهرات مخصصة للكشف عن ذلك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©