الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ربيع بن ياقوت ما زال متوقداً بروحه الشعرية وانتباهاته الوجدانية

ربيع بن ياقوت ما زال متوقداً بروحه الشعرية وانتباهاته الوجدانية
6 أغسطس 2013 01:18
إبراهيم الملا (عجمان) ـ ضمن فعالية «أمسية في بيت شاعر» الرمضانية التي يحتفي بها مركز الشارقة للشعر الشعبي بتجارب الشعراء المحليين ذوي التجربة الحياتية والشعرية الخصبة والممتدة، نظم المركز مساء أمس الأول بمنطقة مشيرف بعجمان، أمسية شعرية، تميّزت بألفتها وطابعها الإنساني والاجتماعي الحافل بمفردات الوفاء ومعاني المشاركة والتعاضد مع المكتسبات الثقافية الغنية لشاعر الإمارات الكبير ربيع بن ياقوت، الذي أقعده المرض مؤخرا، ولكن روحه الشعرية وانتباهاته الوجدانية ما زالت متوثبة ومتوهجة بالتواصل والإنصات والتفاعل مع المحيط العائلي والأدبي المسكون به وفيه حتى النخاع. قدم للأمسية التي أقيمت بمنزل بن ياقوت، الشاعر راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، وعدد من أقرباء وجيران وأبناء الشاعر، بالإضافة إلى لفيف من الإعلاميين والشعراء الشعبيين. علامة فارقة وفي مستهل اللقاء الحميمي هذا أوضح راشد شرار أن ربيع بن ياقوت يعد من العلامات الفارقة في المشهد الشعري المحلي، وأنه بقامته ووزنه وثقله الشعري استطاع أن يحوز على إعجاب وقبول شريحة كبيرة من الجمهور العاشق للمفردة الإماراتية الأصيلة والمتفردة بجرسها وألفاظها وأسلوبها وفضائها، سواء في الداخل أو في دول الخليج المجاورة. وأضاف شرار بأن ربيع بن ياقوت بات رمزا وقدوة لشعراء الجيل الجديد والمبدعين الشباب المساهمين في إثراء المشهد الشعري المحلي، منوها أن ابن ياقوت ظل وما زال فاكهة الشعر الإماراتي، وأنه كتب الشعر ليس حبا في الشهرة أو تعلقا بالإغراءات المادية، ولكنه كتب هذا الضرب من الفنون الأدبية المحلية لإخلاصه وانتمائه لجوهر الإبداع وتذوق الجمال والتعبير الحر والمحلق والمترجم لانفعالاته وأحاسيسه المرهفة. وقال شرار إن ابن ياقوت تطرق في شعره لمختلف الأغراض الشعرية مثل المشاكاة والنقد الاجتماعي والغزل العفيف والتفاعل مع التبدلات الاجتماعية والسياسية في العقود الماضية، وخصوصا في الفترة التي تلت قيام الدولة وما شهده المكان الجديد والزمن المختلف من نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية وتعليمية، فكان حاضرا وسط هذه التغيرات، وناقدا لسلبياتها مشجعا لإيجابياتها، وكان جريئا في طرحه وفي آرائه وغيرته على الهوية المحلية، خوفا عليها من التشويه والخفوت والذوبان التدريجي وسط عادات دخيلة وغريبة على مجتمعاتنا المحافظة. وفي نهاية مداخلته حول تجربة ابن ياقوت وحضوره الشعري المؤثر، أكد شرار أهمية الاحتفاء بهذه القامات الشعرية وتوثيق إبداعاتها وإعادة طبع الدواوين الأولى التي لم يطلع عليها الجيل الحالي، نظرا لأن هذه الأعمال الشعرية، ومن ضمنها أعمال ابن ياقوت تُعد كنزا ثقافيا وتراثيا زاخرا بالمفردات والأخيلة والصور التي توثق شعريا وبصريا للمراحل المبكرة قبل وبعد قيام الدولة، وقال شرار «لقد اختفى صوت ابن ياقوت ولم يعد قادرا على البوح بمشاعره كما كان في السابق قبل مرضه، ولكن صوت الإحساس الداخلي بالمحبة والتواصل مع الآخرين ما زال حيا ونابضا في أعماقه». الخصوصية الابداعية وقدم بعض الشعراء الحاضرين والمجايلين لتجربة ابن ياقوت مداخلات حول الخصوصية الإبداعية التي تمتعت بها قصائده الشعبية اللافتة سبكا وصياغة، والعصية على النسيان، حيث أشار الشاعر عبيد بن طروق إلى أن بن ياقوت هو مثال واضح للشاعر المنتمي جسدا وروحا لبيئته ولهجته الأصيلة، وقال إن المعجم الشعري لبن ياقوت يجب أن يدرس، ويبقى حاضرا دوما أمام النقاد والباحثين والشعراء الشباب حتى لا يتخلوا عن لهجتهم المتفردة والمعبرة عن هويتهم، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأسلوب السهل الممتنع لقصائد ابن ياقوت في الغزل والنقد الاجتماعي ساهمت في خلق فضاء من الانجذاب والتواصل الشفاف بينه وبين جمهوره. أما الشاعر بخيت المقبالي، رئيس جمعية حتا للفنون والتراث، فأشار إلى ابن ياقوت هو رمز حاضر وقيمة مكثفة لمنجز الشعر الشعبي في الإمارات، مشيراً إلى أنه ومعه قطاع واسع من الشعراء الشباب تأثروا وتتلمذوا واستفادوا من عطاءات وإبداعات بن ياقوت، لأنه شعره يتضمن نكهة أسلوبية مميزة وضعته في مصاف الشعراء الكبار مثل الخضر وبن طناف والجمري وعبد الله بن ذيبان ورحمه الشامسي، وغيرهم. قراءات وقرأ الشعراء الحاضرون جانباً من قصائد ابن ياقوت التي تنوعت فيها المواضيع الشعرية كالمدح والغزل والنقد، وكان من بين من قرأوا شعره حفيدته زينب بنت جوهر بن ياقوت، التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، وألقت قصائده بصوت واثق ومميز في إلقائه، مما أشاع جوا من الارتياح بين الحضور إلى أن ميراث أبن ياقوت الشعري لا يمكن له أن ينضب، وأن جينات الشعر والكتابة اللافتة ما زالت حاضرة في وجدان وأعماق أبنائه وأحفاده. والتالي قصيدة قرأها الشاعر راشد شرار لابن ياقوت بعنوان: «من يسرق حلاله» يقول فيها: تسبّب لي ولا أدري شو العمل له تولّع به وقلبي في انشغاله تسلّل واختلس قلبي وشلّه وأنا ما ريت من يسرق حلاله تبسّم والشهد في مبسم له وأنا ضامي على نبعه زلاله وأنا موتي وحياتي في غضٍ له وحلاته في كلامه وفي دلاله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©