الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق الخردة ينقذ البضائع القديمة من مكب النفايات في الرباط

سوق الخردة ينقذ البضائع القديمة من مكب النفايات في الرباط
25 أغسطس 2014 20:00
يلتقي بسوق الخردة بالرباط مختلف الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة وحتى الأثرياء، يزورون هذا السوق لشراء أشياء نادرة لم تعد تعرض بالأسواق التجارية، مثل التحف واللوحات القديمة وأجهزة الراديو والجرامافون القديمة، كما يجد الطالب ضالته في هذا السوق الذي يعرض كتبا قيمة وطبعات نادرة لمؤلفات مهمة بسعر بخس، أما الفقير فيمكنه شراء الأواني المستعملة والآلات الكهربائية الخاصة بالمنزل والأثاث والملابس بثمن مناسب لإمكاناته المادية. تجارة وفن في سوق الخردة تتشابك مصالح جميع الأطراف من جامعي الخردة وتجارها وزبائنها، كل يبحث بكد عن مصلحته، الموردون يبحثون عن التجار لتصريف بضاعتهم، والتجار يبحثون عن الزبائن لبيع الخردوات التي راكموها في محالهم، أما الزبائن فيبحثون عن أجود البضائع وأرخص الأسعار. ويعيش في سوق “الخردة” بالرباط تجار مسنون شهدوا تأسيسها مثل الحاج عمر البياني الذي أفنى زهرة شبابه وسط أكوام الخردوات يقلب قطعها باحثا عما ينفع زبائنه، يقول البياني “بدأت أبيع وأشتري الأشياء القديمة في سوق الخردة منذ صغري، وتطورت تجارتي مع مرور الزمن، وأصبحت أشتري البضائع من جامعي الخردة الذين يطوفون بالأسواق وأبيعها لأصحاب محلات التصليح، ثم استأجرت بعض الشباب ليتنقلوا بين أحياء المدينة باحثا عن الأشياء التي استغنى الناس عنها مثل الأثاث وأدوات المطبخ والملابس والكتب والديكورات، وأعرضها في المحل الرئيس”، متابعا “حين كبر ابني البكر تولى مهمة تسيير جامعي الخردة، وتفرغت للبيع بالمتجر الرئيسي في سوق الخردة”. ويدافع البياني بشدة عن مهنته، نافيا أن تكون غير ذات جدوى بعد أن أصبحت أسعار الآلات والأثاث والملابس رخيصة نسبيا، مقارنة بأسعارها خلال السنوات الماضية، ويقول إن “هناك آلات وأجهزة نستعملها في حياتنا اليومية وبعد أن تتعرض للتلف والاهتراء وتكون غير صالحة للاستعمال نتخلص منها أو نبيعها، كما أن أغلب الناس تفضل تجديد أجهزة المنزل وخاصة أدوات المطبخ وحين تصلنا هذه الآلات نعيد صيانتها ونبيعها بثمن بخس للفقراء ومتوسطي الحال وفي أغلب الأحيان تكون بضائعنا جيدة وذات قيمة مرتفعة، لأن الزبائن يعودون بعد فترة لشراء مستلزماتهم”. وعن الكساد الذي تعرفه تجارة الخردة حاليا، يقول البياني “منذ فتح باب تصدير الخردة إلى الخارج أصبح هامش ربحنا ضئيلا فقد شجّع هذا القرار التجار على تصدير الخردة المحلية للاستفادة من فارق السعر، كما زاد حجم استهلاك المصانع والمسابك والشركات من الخردة”. صفقات مربحة حول تجربته في القطاع، يقول إبراهيم بوعياد، الذي ورث هذه التجارة عن والده “تاجر الخردة الشاطر هو الذي يعرف كيف يقتنص الفرص، حيث إن هناك مواسم تكثر فيها الصفقات المربحة مثل الأعياد والدخول المدرسي وفصل الصيف، حيث إن بعض الأسر تلجأ إلى بيع مستلزمات البيت المهترئة أو الزائدة عن حاجتها وحتى الجيدة لفك أزمتها المالية حينها نحصل نحن التجار على بضائع جيدة تدر علينا أرباحا كبيرا ونحرص على ألا نظلم صاحب البضاعة ونشتريها بسعر جيد”. ويضيف أنه من “المفيد لتاجر الخردة أن يزور بين الفينة والأخرى الأماكن المخصصة لتجميع النفايات لأنها تحتوي على أغراض تالفة أو غير مكتملة التركيب من الأدوات الإلكترونية وبعضها لا يحتاج سوى لتصليح بسيط ويصبح صالحا للاستعمال”. ويشير إلى أنه يمتلك متجرين داخل سوق الخردة ومخزنا كبيرا في بيته يستغله لتجميع الخردة ويحتوي على قطع الغيار المستعملة والألومنيوم والحديد والأجهزة الكهربائية والأحذية ولعب الأطفال والأجهزة الرياضية وأجهزة الراديو والتلفزيون والفيديو والمراوح والثلاجات والغسالات والملابس والأثاث المنزلي والديكورات، والأسلحة القديمة الأوسمة العسكرية أما أسعارها فتتفاوت حسب حالة الجهاز لكنها على العموم تباع بأثمان بخسة بالنسبة لقيمتها الحقيقية. ويعترف بوعياد بوجود مسروقات كثيرا ضمن البضائع المعروضة في هذه السوق. ويقول إن بعض التجار يعتمدون على اللصوص والنشالين لتزويدهم بالبضائع بدل من البحث عن خردوات قديمة قد يستغني عنها مستخدموها ويبيعونها. حكايات في السوق عن ذكرياته داخل السوق، يقول التاجر إبراهيم بوعياد إنه لن ينس اليوم الذي قدم عليه مسن لبيعه أوسمة حصل عليها بعد مشاركته في الحرب العالمية الثانية حين كان يحارب في صفوف الجيش الفرنسي، كما تكرر الأمر مع رياضي جاء يبيع ميدالياته ليتمكن من علاج ابنه، مضيفاً أن قصص سوق الخردة ليست كلها حزينة فبعض أهم رجال الأعمال انطلقوا من سوق الخردة واغتنوا من تجارة الخرداوات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©