في بادرة مهمة من “مؤسسة بارجيل للفنون” لإبراز أهمية النتاج الفني في دولة الإمارات، وتشجيع الموهوبين والمشتغلين في هذا الحقل الإبداعي الحافل بالتجارب النوعية، قامت المؤسسة باقتناء مجموعة من الأعمال النادرة للفنان الإماراتي علي العبدان بقيمة 255 ألف درهم، كان الفنان قد عرضها في معرضه الأخير “أنا علي العبدان”.
أعلن ذلك في مؤتمر صحفي عقدته جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في مقرها بالشارقة القديمة، صباح أمس، حضره الشيخ سلطان بن سعود القاسمي مؤسس ومالك “مؤسسة بارجيل للفنون”، والفنان محمد القصاب أمين سر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى الفنان علي العبدان.
استهل محمد القصاب أمين سر الجمعية المؤتمر بكلمة رحب فيها بالدعم الفني والمبادرات الكبيرة التي تقدمها “بارجيل للفنون” لتشجيع الفنان المحلي، وقال “عندما يجتمع الدعم المعنوي الذي تقدمه الجمعية لأعضائها مع الدعم المادي الذي تقدمه المؤسسات الفنية الطموحة، فإن هذا التكامل والتمازج لا بد أن يضع الفنانين في موقف التحدي والمنافسة وتقديم ما هو أفضل في المستقبل”.
بدوره أكد الشيخ سلطان بن سعود القاسمي بأن “بارجيل للفنون” تجدد من خلال هذه الخطوة التزامها بالترويج لأعمال الفنانين المحليين والعرب المعاصرين، والمضي قدماً في استراتيجيتها الفنية التي تتمحور حول اقتناء وجمع الأعمال الفنية الإماراتية المعاصرة بغية عرضها على الجمهور والارتقاء بالذائقة الفنية.
وقال الشيخ سلطان: “إن العبدان يلامس في أعماله الفنية روح التاريخ والثقافة الإماراتية، وهي أعمال تجسد هوية الإماراتيين الثقافية التي طالما حرصوا على صونها، ولا سيما من خلال توثيق التحولات التي شهدها المجتمع الإماراتي على مر الزمن”.
وأضاف: “لقد نجح العبدان في رواية قصص مشوقة عن المجتمع المحلي عبر تكريس عناصر الفن التصويري التي جمعها بعناية فائقة، وهو فنان يعتمد نهجاً فنياً خاصاً لنسج التاريخين الوطني والشخصي، من خلال الجمع بين صور فريدة لوجوه وشخصيات خليجية وإماراتية بارزة، ونصوص مقتبسة عن مقالات الصحف وصور الحياة اليومية”.
واختتم كلمته قائلا: “إن احتضان أعمال الفنان علي العبدان ضمن مجموعة المقتنيات العربية المعاصرة للمؤسسة سيدعم جهودنا الرامية لتقديم الفن الإماراتي إلى العالم أجمع”.
بدوره أشاد الفنان علي العبدان بهذه المبادرة المهمة التي أطلقتها “بارجيل للفنون” واعتبرها خطوة مقدرة لتشجيع الفنان المحلي وتحريك عجلة الفن في الإمارات. وقال “الفنان مهم بقدر أعماله، وما قدمته في معرضي الأخير هو نتاج لجهد وبحث وتضحيات كبيرة”.
وحول الأعمال التي اقتنتها المؤسسة قال العبدان “معظم الأعمال التي تم اقتناؤها هي أعمال قديمة ونادرة في أرشيفي الفني، بالإضافة إلى بعض الأعمال الجديدة التي توثق لمراحل تراثية غائبة، وهذه الأعمال هي: “ قدو رومانسي” و”العائلة” و”عوشانة وموزانة” و”محمد بن فارس” و “ القهوة الشعبية”.
وأضاف العبدان: “إن اقتناء المؤسسة لأعمالي سيجعلني مطمئناً على مصير هذا الأعمال لأنني تركتها بين أيدي متخصصين يعرفون معنى الحفاظ عليها والترويج لها واستثمارها بالشكل الأمثل”. وأعلن العبدان خلال المؤتمر عن إهدائه إحدى لوحاته القديمة التي رسمها لأول مرة على القماش وحملت عنوان “على شاطئ الخان” إلى مؤسسة بارجيل تقديراً منه لجهودها في دعم وإبراز الفنان المحلي.
عدد اليوم
