الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطراز الشرقي.. تاج الأصالة في المنازل العصرية

الطراز الشرقي.. تاج الأصالة في المنازل العصرية
26 أغسطس 2014 01:59
يبقى الفن الإسلامي، روح المكان، وسحره الذي يأسر قلوب أصحاب المنزل وزواره، وحتى تكتمل هذه النغمة الإيقاعية، لا بد أن تتشح ردهات المنزل وفراغاته الداخلية بالنمط والطراز الإسلامي، والذي يعبق بالزخارف والمنمنمات الدقيقة، من خلال توحد الأعمال الخشبية وأرضيات المرمر، والأعمال الجصية، لتسير على خط ونهج واحد، في إيقاع جمالي يكشف عن روائع الفن الشرقي وتفاصيلها التي تكشف عن إبداع الحرفيين قديماً، والبراعة في التعاطي مع مختلف الخامات ليحولها إلى تحف فنية تتجلى بكل فخامة في ردهات ورواق البيت الشرقي. أوضح المنسق الداخلي عمر أحمد، من إحدى شركات الديكور، أن روح الفن الإسلامي تتبلور بشكل عام في ظواهر مهمة نمت بطريقة تلقائية، وفي إطار الفلسفة الشرقية الإسلامية، بالابتعاد عن تمثيل الكائنات الحية، وذلك للبعد عن مظاهر الوثنية التي كانت منتشرة قبل الإسلام، كما تم الاهتمام وبشكل كبير بزخرفة السطوح، بأنواعها المختلفة كالجدران والأرضيات والأسقف، ولا يترك فراغ من دون أن يطعم بالزخرفة المناسبة. ويؤكد أن في الشكل العام للعمل الفني نجد أن جمال الشكل ينتج من الخطوط التي ينمو فيها الخط في تموج متدرج، ولا توجد أي زوائد خارجة عن الشكل أو شاذة، ولا يمكن الاستغناء عن أي جزء من الشكل، ويظل التصميم بحالة جيدة أو أن يكون أفضل مما هو عليه. التحف والأنتيكات وأضاف: وقد ظهرت العديد من الزخارف التي تميزت بها الزخرفة الإسلامية، منها الزخرفة النباتية، والهندسية والخطية الكتابية وبعض الزخارف الحيوانية والآدامية التي ظلت محصورة في أماكن معينة لا تقام فيها الطقوس الدينية، ونجدها بكثرة في التحف والإنتيكات. هذه الوحدات التشكيلية التي استلهمها الفنان المسلم من الطبيعة معتمداً فن التكرار، أصبحت سمه أساسية موجودة في تفاصيل الأبنية والديكور في الشرق الإسلامي، وقد استغلت التفاصيل الثرية من النحت والحفر في صناعة المنتجات الخشبية كافة، سواء ما كان منها ثابتاً مثل الأسقف والأبواب والنوافذ والمشربيات أو منقولاً مثل الطاولات والكراسي والصناديق والكثير من قطع الأثاث الأخرى. الحفر العميق ولفت إلى أن هذه المهارة التي يقوم بها الفنان في عملية النحت والحفر على خامة الأخشاب على وجه التحديد قد احتلت مكانة مرموقة في العالم الإسلامي، حيث استخدموا فيها أساليب عدة في علمية الحفر على الخشب، فمنها الحفر العميق والحفر المائل أو المشطوف، وأيضاً طريقة التجميع أو التعشيق، وهي عبارة عن صناعة أداة خشبية ذات أشكال هندسية تجمع معاً وتعشق داخل إطارات، بحيث تؤلف أشكالاً هندسية منتظمة، أبرزها ما يعرف باسم الطبقة النجمية، ومن المعتقد أن طريقة التعشيق بالحشوات الخشبية تعد ابتكاراً إسلامياً لجأ إليه الفنان المسلم، نظراً لندرة الأخشاب في الأقطار، ما يضطر المهني هنا إلى الاستفادة من قطع الأخشاب الصغيرة في عملية التجميل والتزيين، كما نجد أيضاً الاستعانة بالقطع الصغيرة من الأخشاب في التغلب على ما تتعرض لها الأخشاب عند البرودة والحرارة، إلى حالة التمدد والانكماش، الأمر الذي يؤدي إلى تشوه وتشقق هذه اللوح الخشبية، ولتفادي هذا الأمر، تم أيضاً استخدام حشوات خشبية صغيرة مع ترك فراغ يسمح لعملية التمدد، عند تغير الأجواء. خامات بنائية وتابع: فقد حاول الحرفيون قديماً، التغلب على مجمل المشكلات التي صادفوها عند استخدام الأخشاب أو أي خامات بنائية وجدوها مادة قادرة على تحمل حفر النقوش والزخرفة التي تميزت بها عمارة التصميم الداخلي الإسلامي الشرقي، عن غيرها من الفنون، فلا يمكن أن يمر من أمامنا بعض التقنيات الزخرفية دون أن نجد فيها روح الفن الإسلامي الشرقي. وميدان الزخارف النباتية كما يذكر المنسق الداخلي عمر أحمد، من الميادين المهمة التي أبدع فيها الفنان العربي، بإسهاب، حيث ابتكر أشكالاً وزخارف نباتية مختلفة، ومن هذه الزخارف التي ارتبطت كثيراً بالفن الإسلامي الشرقي، وهو فن الأرابيسك، الذي ما زال يجد حضوراً واهتماماً ورغبة عند كثير من أصحاب المنازل نظراً لدفء ترانيمه الزخرفية وثرائه، فهي تبدو على شكل حلقات متشابكة ومتتابعة لتقدم لوحة فنية غنية طعمت بها الواجهات الخارجية أو النوافذ وحتى المحطات الداخلية بعمل حوائط من الأربسيك وخلفيات وحتى أسقف، ومن غير قطع الأثاث التي أيضاً أخذت نصيبها بشكل كبير، من هذا الفن. النحت والزخرفة وأضاف: ومن الخامات الأخرى أيضاً التي دخلت في عملية النحت والزخرفة على خامة الأخشاب، وأصلحت به القطع الفريدة وذات القيمة، نجد عملية تطعيم هذه الزخرفة باستخدام الأصداف أو العاج، وهي مادة تضاهي قيمتها مادة الخشب، مما كانت النتيجة مبهرة على قطع الأثاث بعد عملية تطعمها، وترصيعها التي تتم من خلال تجميع قطع العاج أو الصدف بأشكال زخرفية ولصقها على أرضية خشبية. حول نوعية هذه الخامات، أوضح أن هذه الخامات أيضاً ذات جودة، وتتحمل عملية الحفر والنقش، وتبقى محافظة على جمالها فترة طويلة من الزمن دون أن تتأثر بأي عوامل خارجية، ويتم استخدام أخشاب الجوز، وتعد أفضل أنواع الخشب لعمل قطع فنية لسهولتها في أعمال الحفر وألوانها المتناسقة التي لا تحتاج إلى معالجة، ومتانتها التي تدخل في تصنيع الأثاث والأبواب، إلى جانب استخدام الصدف البحري والنهري، وكل واحدة منه لها رونقها الخاص، ولكن يعتبر الصدف البحري هو الأفضل وباهظ الثمن بسبب محافظته على لونه وبريقه، إلى جانب كبر حجمه، كما ويستخدم العظم أيضاً في مكان الحفر بطريقة الصدف نفسها، بحيث توضع على الخطوط التي تحدد الزخرفة، والرسم يوضع بها الفضة أو القصدير. رسم ملامح المكان بالنسبة لعملية البدء في رسم ملامح المكان، أوضح المنسق الداخلي عمر أحمد بإحدى شركات الديكور أنه عادة ما يقوم الحرفيون بدراسة المكان ووضع التصميم المناسب له من حيث السقف والجدران والجلسة والطاولات ثم يقوم المختصون بالنجارة الشرقية بتنفيذ التصميم وتحويله من الورق إلى قطع خشبية حسب المقاسات والتصميم بدقة متناهية، وبعد تنفيذ الخشب وفق التصاميم، وتبدأ عملية معالجة هذا الخشب بطرق يدوية للحصول على نعومة رائعة للسطوح الخشبية. وقال إن هذا النمط من التصميم بحاجة إلى المساحات الواسعة والكبيرة، ليأخذ الفن الشرقي ملامحه الكاملة في كل عنصر من عناصر الديكور والداخلي سواء كانت الأرضيات والحوائط والأسقف بالإضافة إلى قطع الأثاث التي نجدها غنية بزخارفها ونقوشها التي ألبستها حلة بديعة ومتميزة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©