الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحدي «الماء المثلج» وتصلب العضلات

25 أغسطس 2014 20:10
ربما لم يسمع كثيرون عن مرض «التصلب الجانبي الضموري» إلا بعد أن علت أصوات كثيرة في كافة أنحاء العالم للإسراع في دعم ومساندة أصحاب هذا المرض الخطير، وتسابق المشاهير ونجوم السياسة والفن والرياضة للتبرع لهؤلاء المرضى، وانخراط كثير منهم في سباقات ورهانات بما يشبه «الصرعة» أو«الموضة» أو « الحمى» في ما يعرف بتحدي المياه المثلجة، وتخصيص عائد هذه الرهانات لصالح مرضى «التصلب الجانبي الضموري». الملاحظ أن هناك ارتفاعاً شديداً في معدل انتشار المرض بين الرياضيين ولاعبي كرة القدم الإيطاليين على وجه التحديد « أكثر من خمس مرات أعلى من المتوقع» بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، مما أثار القلق من احتمال وجود صلة بين المرض واستخدام مبيدات الآفات في ملاعب كرة قدم. من ثم نشطت العديد من الدراسات العلمية، التي وقد وجدت ارتباطات دالة إحصائياً بين المرض وبعض المبيدات الزراعية. كذلك تبين أن هناك علاقة بين مرض «تصلب العضلات الجانبي»، وقدامى المحاربين الذين كانوا معرضين أكثر لاكتساب المرض مقارنة بغيرهم. وتذكر «رابطة هؤلاء المرضى» في تقرير لها أن قدامى المحاربين معرضون حوالي 60 % لاكتساب المرض أكثر من جموع الناس. وبالنسبة للمحاربين في حرب الخليج، فان فرصة اكتساب المرض ضعف الجنود الآخرين. بالبحث والتحري العلمي عن سبب هذا المرض، قام الباحثون أيضا بدراسة العوامل البيئية مثل التعرض للعوامل المعدية أو السامة. بحث آخر قام بدراسة الدور المحتمل للنقص الغذائي أو الصدمات النفسية. ولكن، اعتبارا من بعد ذلك، لا توجد أدلة كافية لإدراج هذه العوامل كأسباب لتصلب العضلات الجانبي. المهم أنه قد تبين في عدة دراسات، أن إضافة الأحماض الدهنية غير المشبعة للطعام تقلل من مخاطر الإصابة بالمرض. كما أن الدراسات أيضا ركزت على دور الجلوتامات في ضمور الخلايا العصبية الحركية ـ الجلوتامات هي واحدة من الرسائل الكيميائية في المخ. جديد هذه الأبحاث أن العلماء يحاولون فهم الآليات التي تؤدي إلى تراكم الجلوتامات الزائد في السائل الشوكي وكيف يسهم هذا الخلل في حدوث المرض، لأن فشل خلايا الاستروسيت في التخلص من الجلوتامات الموجود في السوائل الخارجية التي تحيط بالخلايا العصبية قد يكون السبب في حدوث ضمور الخلايا العصبية. لكن الأهم في ذلك، فقد تأكد أن الاستجابات الذاتية التي تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم العادية، من المرجح أن تكون واحدة من الأسباب الممكنة لضمور الخلايا العصبية الحركية في مرض تصلب العضلات الجانبي، ويظن بعض العلماء أن الأجسام المضادة قد تضر بشكل مباشر أو غير مباشر وظيفة الخلايا العصبية الحركية، عن طريق التدخل في نقل الإشارات بين المخ والعضلات. لكن يبقى العامل البيئي وعلاقته بالمرض، علامة استفهام كبيرة، كما هو الحال إزاء عشرات الأمراض الخطيرة المستعصية، ولا نعلم إلى أي حد ستظل العوامل البيئية في قفص الاتهام؟ وكيف نحد من تأثيراتها الخطيرة؟ وسلامتك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©