الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأخطبوط يشعل نار الأسعار في سوق الميناء

1 أكتوبر 2006 01:33
أعد الملف - عبد الحي محمد: ''فتش عن '' الأخطبوط '' وستعرف من هم الذين رفعوا الأسعار وجنوا الملايين في أول أيام رمضان'' بهذه الكلمات صرخ في وجهي حمزة كوتي أحد العمال البسطاء الذين يفترشون أرض سوق الميناء فجر كل يوم إلى العاشرة صباحا ليبيع حزمة بقدونس أو صندوق بطاطس أو طماطم ليربح فيها درهم أو درهمين· واصل حمزة قذائفه لي فجر أمس في سوق الميناء وأنا أستطلع آراء تجاز التجزئة في الاتهامات التي وجهها لهم كبار التجار في أولى حلقات ملف ''الاتحاد'' أمس وأكدوا أن تجار التجزئة هم الذين جنوا الأرباح بعد رفع الأسعار· قال حمزة: ابحثوا عن '' الأخطبوط '' الذي يحتكر السوق ويستطيع أن يبيع لكم البقدونس اليوم بمائة درهم كما باعه لنا أول أيام رمضان بثلاثين درهما ويتلاعب يوميا بالأسعار فيرفع ما يشاء ويهبط بما يشاء، هو '' الأخطبوط '' الذي يخزن البضائع في براداته في السوق لعشرة أيام وأسبوعين، ويعطش السوق على هواه ،ويتحدى قرارات البلدية بألا تتجاوز فترة بقاء براداته في السوق عن أربعة أيام''· وعلى مدار خمس ساعات من البحث والتقصي في السوق أمس تكشف لي كيف يدير '' الأخطبوط '' السوق وكيف أشعل الأسعار أول رمضان ولايزال يشعلها حتى أمس· مساء يوم الجمعة آخر أيام شهر شعبان غادر تجار التجزئة محلاتهم الصغيرة ليغطوا في نوم عميق راضين بما كسبوه من أرباح قليلة، بينما لم يهدأ رنين تليفون ''الأخطبوط'' ،فمحلات السوبر ماركت والفنادق ومراكز التسويق الزراعي وجحافل من سيارات المواطنين والوافدين أغلقت الطرق المؤدية إلى سوق الميناء وهى تهرول مسرعة لشراء الخضراوات والفواكه· وفي تمام الثانية عشرة مساء الجمعة وحتى الخامسة صباح السبت أول رمضان فتح ''الأخطبوط'' براداته في السوق ليخرج منها أطنان الخضراوات والفواكه التي خزنها لعدة أيام ويبيعها بالأسعار التي حددها على هواه، فباع صندوق البقدونس ب30 درهما والكوسة الأردنية 32درهما والخس السوري 45درهما والطماطم الأردنية 21درهما والملفوف السوري 23درهما والبطاطا 28درهما والكزبرة 15درهما والجريب فروت 25درهما، وأكد للمحال التي يملكها ويديرها فى الخفاء بأسماء معينة وعددها 12محلا وكذلك لمركز التسويق الزراعي في السوق بأن هذه الأسعار نهائية ولا نقاش فيها، وعند الخامسة فجرا فوجئ تجار التجزئة والعمال البسطاء الذين يفترشون الأرض بأن انقلابا في الأسعار قد حدث في السوق منذ ساعات وعلى التو اشتروا كميات كبيرة من الخضراوات بالأسعار الجديدة وأضافوا إليها مكسبهم ،ولما انهال المشترون على السوق منذ الساعة السابعة فوجئوا بأن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني وأن باعة البرادات وباعة التجزئة يبيعون بأسعار خيالية فرفعوا سعر صندوق الطماطم إلى 30درهما والكوسة إلى 39درهما والخس إلى 47و50درهما والبطاطا إلى 30درهما والكزبرة إلى 18درهما وبدأوا يضربون كفا بكف ودخلوا في اشتباكات مع باعة التجزئة ، وبينما كانت حالة من الذهول تسود السوق بباعته ومرتاديه كان '' الأخطبوط '' قد استقل سيارته المرسيدس الفارهة إلى منزله ودخل إلى غرفة نومه ليغط في نوم عميق ، ليعود إلى السوق في تمام الخامسة عصرا ليجني أرباحه ،ويطلب من صبيانه الذين ينتمون لجنسيات هندية وأردنية وفلسطينية ومصرية أن يرصدوا له أدق تفاصيل السوق ليخطط ليوم جديد يشعل فيه الأسعارويكوي جيوب المشترين بينما وزارة الاقتصاد وبلدية أبوظبي لاحياة لمن تنادى ! وماإن نشرت ''الإتحاد'' يوم الأحد تحقيقها الصحفي عن الارتفاع الجنوني عن الأسعار استيقظت الجهات المعنية على هول ماحدث خلال ساعات قليلة ولكن للأسف كان '' الأخطبوط '' قد التهم الكعكة بكاملها ولم يجدوا أمامهم إلا بث رسائل الاطمئنان عبر الصحف لجمهور المستهلكين ! الغريب فى الأمر أن أسعار البطاطا والبقدونس والخياروالطماطم والكوسة ارتفعت بشكل جنوني بينما ثبتت أسعار فواكه كثيرة على أسعارها أو زادت على الأكثر ثلاثة دراهم في الصندوق الذي يسع نحو خمسة كيلوجرامات؟ سؤال مهم جدا تؤدي الإجابة عنه الى كشف أشكال أخرى من هيمنة '' الأخطبوط '' على السوق· فقد ظلت أسعار الفواكه ثابتة لوجود ستة تجار كبار من هوامير السوق يتنافسون بينهم على بيعها وبالتالي غاب عنصر الاحتكارولم يلحظ المشترون ارتفاع سعر فاكهة واحدة بصورة جنونية إلا المانجو التي وصل سعر الصندوق منها إلى 45درهما ولهذا الارتفاع سببان أولهما احتكار ثلاثة تجار باكستانيين لها واتفاقهم على سعرها وثانيهما أن موسم المانجو اقترب من نهايته وهي تودع أبوظبي ،لكن الصورة مختلفة تماما في الخضراوات حيث احتكر '' الأخطبوط '' استيرادها من مزارعه وشركته من خارج الإمارات أو شراءها من مزارع المواطنين في ليوا والعين بأسعار منخفضة ليقوم ببيعها للمشترين ولمراكز التسويق الزراعي بأسعارجنونية، والغريب أن تاجرا هامورا من هوامير السوق ومن نفس جنسية ''الأخطبوط'' عقد معا اتفاقات صداقة وتعاون يتم بموجبها أن يورد له '' الأخطبوط '' أطنانا كبيرة من الخضراوات بأسعار مناسبة حتى لاتمكث فترة أطول في البرادات في السوق فتفسد، واشترط عليه ألا يتنافسا أويكشفا أوراق اللعبة،لكن ''الأخطبوط'' حزن حزنا شديدا عندما أتى له صبيانه أول أمس بفواتيرأكدت له أن صديقه الهامور باع صندوق البقدونس بسعر 44درهما بعد أن اشتراه منه بسعر 30درهما!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©