تحقيق -إبراهيم العسم
قد تكون مقولة '' كل الطرق تؤدي إلى روما '' صحيحة تاريخيا ، ذلك لأن روما كانت تمثل مركزا للعالم في حقبة من حقب التاريخ القديم، ولأن الطرق تحدد بدايتها ونهاياتها بالمقاصد البشرية، فقد كانت روما يومها تمثل نهايات كل الطرق الآتية من كل الجهات في العالم القديم·· اليوم وفي العالم كله تغيرت الطرق وتغيرت معها البدايات والنهايات ، وتعددت واختلطت المقاصد البشرية بشكل هائل، حتى لم يعد بالإمكان معرفة نهاية محددة لأي طريق، فمن الممكن أن تكون كل نقطة في الطريق هي نهاية لحياة أي إنسان عابر في هذه الحياة·
مسؤولية الطرق 30%
يرجع المقدم ناصر مردد مدير إدارة المرور والترخيص في رأس الخيمة أن أسباب الحوادث القاتلة التي تشهدها الإمارة وتمثل كابوسا على الجميع، إلى العديد من العوامل الرئيسية أهمها السرعة الجنونية وعدم تقدير مستعملي الطريق لعواقبها، وعدم الالتزام بخط السير· لكنه في الوقت نفسه لا يستثني أخطاء الطريق ويحملها 30 % من نسبة الحوادث مؤكدا أن الإدارة شكلت لجنة لحصر الحوادث ومواقعها وأسبابها حيث بدأت اللجنة أول خطواتها لحصر تلك الحوادث انطلاقا من إصلاح ومراقبة بعض الشوارع لاسيما طريق السيح الذي تسبب في وفاة 11 حالة في السنة الماضية،ومنذ إصلاحه ومراقبته ولله الحمد لم يشهد أي حادث ·
وقال: ''تؤكد إدارة المرور دائما على التعاون بين المؤسسات والدوائر الحكومية وذلك من أجل تحقيق المصلحة العامة مشيدا بهذا التعاون الذي أثمر بأن تأتي إمارة رأس الخيمة في المركز الخامس من حيث عدد الوفيات والحوادث ما بين الإمارات الباقية مقارنة بالعام الماضي الذي وصلت فيه حالات الوفاة إلى 58 حالة·· وهذه الحوادث هي أشبه بحالة حرب، لأن السنة الماضية كانت الخسائر كبيرة مشيرا إلى أن رجال المرور نجحوا في الحد من تلك الحوادث·'' ويضيف: ''إن القضاء على تلك الحوادث المرورية المفجعة يحتاج إلى وقت، وهناك إستراتيجية وخطوات عمل يتم تنفيذها من خلال نشر الثقافة المرورية للجيل الجديد من الشباب في المدارس ورياض الأطفال
سوء التخطيط
وفيما يخص سوء التخطيط وعدم صلاحية بعض الشوارع في الإمارة والتي تتحمل 30 % من نسبة الحوادث كشف المقدم ناصر مردد بأن سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة أمر بالتعاقد مع شركة عالمية لوضع دراسة شاملة عن الطرق في رأس الخيمة· وقد قامت إدارة المرور والترخيص ودائرة الأشغال بالاجتماع مع هذه الشركة، والجميع في انتظار التقرير الذي ستصدره خلال شهر·· مضيفا أنه بالنسبة للرادارات الثابتة تواجهنا مشكلة تتمثل في تغير المسارات على الطرق من وقت لآخر ولقد قمنا بمناقشة هذا الأمر مع الشركة لوضع رادارات ثابتة على إشارات المرور إضافة إلى تكثيف دورياتنا في المناطق التي تتكاثر فيها المخالفات، مشيرا إلى أن هناك مشروعا لإشراك المواطن وتفعيله أكثر، من خلال اختيار شريحة من الشخصيات يتم الاستعانة بهم في مراقبة تلك الشوارع وإمكانية إعطائهم دفاتر مخالفات ويشترط فيهم مواصفات معينة ليكونوا مؤهلين لحمل تلك الأمانة·
الاجراءات المتبعة
تطرقنا مع المقدم مردد إلى الإجراءات المتبعة في نقل المصابين في الحوادث وقال : لقد تم إنشاء قسم خاص للإسعاف يقوم بعدة مهام منها الإنقاذ البحري والبري ويشمل الطيران والسيارات وتم توفير طائرات ''الهيلوكبتر'' للنقل السريع بالتنسيق مع قسم الحوادث في المستشفيات ·
الشاحنات
وحول مشكلة الشاحنات في رأس الخيمة أوضح: بأن مشكلة الشاحنات لا يمكن حلها جذريا لأنها تمثل مصدرا اقتصاديا مهما في الإمارة من خلال صناعة الأسمنت ونقل الحجر ولكن هناك حل ثان ويكمن في الشحن البحري الذي يمثل 70 % من نقل تلك المواد والباقي عن طريق البر مشيرا إلى أن عمل خط خاص بالشاحنات أصبح ضروريا ونحن في انتظار الانتهاء من الشارع الدائري·
عدد اليوم
