قتل 23 شخصاً على الأقل امس في اشتباكات عنيفة في مقديشو· في وقت أعلن فيه الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف شيخ أحمد قبوله عرض الوساطة الذي تقدم به الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي للحوار والمصالحة بينه وبين خصومه، وسط تأكيد وزير خارجيته محمد عبد الله عمر أن الحكومة الصومالية الجديدة تعطي الأولوية لتحقيق الاستقرار في مقديشو ومساعدة المشردين·
وقال شهود عيان إن أعنف قتال تشهده العاصمة الصومالية منذ أسابيع أسفر عن سقوط 23 قتيلاً و 90 جريحاً امس، حيث هاجم متمردون متشددون أفراداً من الشرطة وقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي· وأضاف هؤلاء أن الاشتباك كان بالرشاشات الثقيلة والمدفعية، وأن المتمردين أطلقوا وابلاً من قذائف المورتر على قصر الرئاسة·
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الصومالي امس إن الحكومة الجديدة تعطي الأولوية لتحقيق الاستقرار في مقديشو ومساعدة المشردين والبناء على هدوء في أعمال العنف بين الفصائل· وأوضح في أول مقابلة له منذ تعيينه ''أن الهجوم الذين شنه متمردون متشددون في مطلع الأسبوع وأسفر عن مقتل 11 من قوات حفظ السلام الأفريقية يجب ألا يشتت أنظار العالم عن التقدم المشجع الذي تحقق بالنسبة للصومال''·
وأضاف عمر أن النقطة الوحيدة المتبقية التي يتحجج بها المتشددون هي قضية قوات الاتحاد الإفريقي·· هذه الأحداث مأسوية، ولكنها لم تعد العوامل المحددة الآن في الصومال· وقال ''خلال الأيام العشرة الماضية اختفت قضية الصراع الصومالي الصومالي·· هذا تحول كبير''· مشيراً إلى أن وسائل الإعلام لا تجاري العملية الجارية في الصومال·
وأشار إلى أن أهم أولويات الحكومة سيكون تحقيق الاستقرار في مقديشو التي تحملت عبء قتال شنه المتمردون المتشددون لمدة عامين ثم تحقيق الاستقرار في البلاد بأكملها· وقال إنه يأمل أن تتمركز الحكومة من جديد في مقديشو قريباً· وتابع ''بنهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل أتوقع أن تتمركز الحكومة هناك·· ربما بنهاية مارس سيكون البرلمان أيضاً هناك''·
وقال عمر إن ثاني عنصر ستعطيه الحكومة الأولوية سيكون مساعدة مئات الآلاف من النازحين داخل البلاد على العودة بعد أن فروا من جراء القتال في مقديشو·
وأضاف ''ما يريده الصوماليون ليس أمراً معقداً·· إنهم يريدون الحياة بشكل طبيعي·· اصطحاب أطفالهم إلى المدارس·· التسوق والنوم في سلام ليلاً''·
وقال عمر الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والصومالية ''سأذهب إلى مقديشو·· ليس هناك تردد أو شك''· وأعرب عن أمله بأن تشجع الحكومة الجماعات المتشددة مثل حركة الشباب على الحوار·
وقال ''هناك دعوة مفتوحة للمتشددين للانضمام إلى الركب·· يمكن إدراج أي قضية في جدول الأعمال، لكن الصوماليين لن يقبلوا أن تتحول المطالب إلى أعمال عنف، لأن 99,9 في المئة من السكان يريدون انتهاء الحرب''·
عدد اليوم
