نجح مستشفى توام في إجراء أول جراحة لاستئصال أورام الغدة النخامية بواسطة المايكروسكوب “المناظير” عن طريق الأنف، حيث كانت العملية تجرى سابقاً عن طريق فتح الجمجمة، الأمر الذي كان يسبب في بعض الأحيان نزيفاً داخلياً أو تأثيراً على قشرة المخ.
وكانت الحالات التي تحتاج إلى هذا النوع من العمليات ترسل إلى خارج الدولة، حيث تبلغ تكلفة العملية للمريض الواحد نحو 45 ألف يورو في ألمانيا. وتأتي الأورام في المرتبة الثالثة بين الأمراض المسببة للوفيات في الدولة وبمعدل 24,3 لكل 100 ألف شخص حسب مركز الإحصاء في أبوظبي.
وقال الدكتور عمرو الشواربي رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في المستشفى إن ورم الغدة النخامية الذي تم استئصاله أدى إلى تآكل عظام قاع الجمجمة، وإن الجراحة أدت إلى عودة مستوى الهرمونات إلى وضعها الطبيعي، لافتاً إلى أنها الأولى من نوعها في الدولة، التي يجريها المستشفى بعد جلب المعدات المتطورة اللازمة لذلك.
وأضاف أن نسبة الأمان في العملية الجراحية بالطريقة الجديدة تصل إلى 99%، حيث تسهل السيطرة على أي مضاعفات، كما أنها أدق من الطريقة السابقة، حيث يتم إدخال المناظير الحديثة عن طريق الأنف ومن ثم استئصال الأورام من غير إحداث أي شق في الرأس.
ولفت إلى أن بإمكان مستشفى توام وبعد استخدام أسلوب الجراحة الجديد، علاج جميع المرضى المصابين بأورام الغدة النخامية، ما يعتبر إنجازاً حقيقياً وكبيراً ودلالة على التطور الطبي في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن سفر المرضى للخارج كان يؤدي في كثير من الأحيان إلى مضاعفات غير محمودة.
ونوه الدكتور الشواربي إلى أن للجراحة المايكروسكوبية فوائد كثيرة، منها تقليص مدة إقامة المريض في المستشفى من عشرة أيام إلى يومين، الأمر الذي يساهم في تسريع الشفاء، وإنجاز عدد أكبر من العمليات، لافتاً إلى أن أورام الغدة النخامية تمثل 10% من أورام قاع الجمجمة، حيث تعتبر أوراماً حميدة يمكن في حالة استئصالها الشفاء منها مباشرة.
ولفت إلى أن الطريقة التي كانت متبعة في السابق تعتمد على فتح شق بالرأس “الجمجمة”، حيث كانت في بعض الأحيان تؤدي إلى نزيف وتأثير على قشرة المخ أو إصابات للعصب البصري أو الشرايين الرئيسية للمخ ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة المريض.
وأوضح أن تلك الأورام تؤثر على المريض، حيث تؤدي إلى الضغط على العصب البصري وإفراز هرمونات بطريقة عشوائية تسبب أمراضاً عدة.
عدد اليوم
