توصل باحثون سويسريون إلى طريقة مبتكرة للحفاظ على لبن النوق لفترة تصل إلى 5 أسابيع، مما يفتح بابا جديدا للإستفادة منه بشكل أفضل، ليكون مصدر ثروة غذائية هامة في عدد من البلدان الأفريقية والآسيوية·
الإكتشاف الجديد، بحسب ما ذكره موقع ''سويس إنفو'' الالكتروني هو أحد ثمار برنامج البحث العلمي لدعم التنمية، الذي يدعمه المعهد الفيدرالي العالي للتقنية في زيورخ·
ويقول الدكتور زكريا فرح، رئيس مجموعة البحث العلمي من أجل التنمية في معهد علم الغذاء والتغذية التابع للمعهد العالي الفيدرالي للتقنية في زيورخ، وأحد المشرفين على هذا المشروع في المعهد بأن مشكلة لبن النوق وصلت إلى زيورخ، أثناء زيارة وفد علمي سويسري إلى جامعة نيروبي الكينية، للتعرف على المشكلات التي يمر بها الباحثون في الجامعة الأفريقية، فبرزت مشكلة المعالجة الصناعية لحليب النوق، الذي لم يكن في المستطاع الإحتفاظ به لفترة تتجاوز أسبوعا واحدا رغم محاولات البسترة والتعقيم بطرق وأساليب مختلفة·
وبعد استعراض المعطيات التي جمعها الجانب الكيني، وضع الفريق السويسري أمام مشكلة حقيقية في كيفية انقاذ إنتاج غزير من حليب النوق في كينيا، كان أغلبه يذهب سدى، لأن درجات الحرارة مرتفعة ولا توجد المبردات الكافية للمحافظة عليه، مما جعل الاستهلاك محدودا وفي مجالات محددة، مع ضياع الخيرات الكثيرة التي يضمها هذا الحليب·
والطريقة الجديدة تعتمد على تسخين حليب النوق لدرجات حرارة أعلى من تلك التي يتعرض لها الحليب البقري أثناء تجهيزه للبسترة والتعقيم، ولكن لفترة زمنية أقصر، وذلك للحفاظ على نوعية البروتينات والفيتامنات الهامة التي يحتوي عليها·
ويمكن بهذه الطريقة الاستفادة الكاملة من حليب النوق، سواء للشرب أو للاستخدام الصناعي لتحضير الجبن أو استخراج الزبدة، وهذا بالطبع يحافظ على نتاج ثروة حيوانية هامة في مناطق أفريقية تشكو من نقص مستمر في المواد الغذائية الهامة، فضلا عن أنها مورد رزق اقتصادي موعود·
ويقول الدكتور زكريا فرح ، بأن حليب النوق والبقر متشابهان في العديد من الخواص، ولكنهما يختلفان في مميزات ينفرد بها كل نوع عن الآخر، فنسبة فيتامين ''ج'' في حليب النوق أعلى 5 مرات مما هي عليه في حليب البقر، وكذلك ترتفع نسب الفيتامينات الأخرى مثل ''ب''، فضلا على أن دهون حليب النوق أسهل في الهضم، مع وجود نسبة جيدة من الأحماض الأمينية الأساسية فيه· وأكد الدكتور فرح على أن حليب النوق غذاء صحي كامل لمرضى السكري، لاسيما كبار السن منهم·
والمعروف أن عدد رؤوس الجمال في شرق أفريقيا يقدر بحوالي 15 مليون رأس، أغلبها موزع على النحو التالي: الصومال 6 ملايين، السودان 3 ملايين، اثيوبيا مليون واحد، كينيا 830000 رأس، وفي موريتانيا يصل العدد إلى مليون و230 ألف رأس وهي الدولة الوحيدة في شمال أفريقيا التي تضم مصنعا لمعالجة حليب النوق·
وتتراوح نسبة الدهون في حليب النوق بين 2,9 و 5,4% بينما هي في حليب الأبقار ما بين 3,7 و 4,4%·
وتتراوح نسبة البروتينات ما بين 3,3% و 5,8% في حليب النوق أما في حليب البقر فهي ما بين 3,2% و 3,8%·
وتدر الناقة في اليوم الواحد ما بين 3 إلى 8 لترات من الحليب، حسب فصول السنة، بينما تكتفي الأبقار الأفريقية بإعطاء مابين نصف لتر ولتر واحد من الحليب يوميا·
عدد اليوم
