الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من ينقذ العربيَّة الأسيرة؟

من ينقذ العربيَّة الأسيرة؟
3 يناير 2018 21:03
هدفي الوحيد إنقاذ الثقافة العربية! سوف يقولون: يا أخي هذا الشخص بلغ به الغرور مبلغه. يا أخي هذا الشخص لا يحتمل ولا يطاق. يا أخي هذا الشخص مصاب بجنون العظمة لا أكثر ولا أقل. وحالته أصبحت متفاقمة أو مستفحلة لا علاج لها. هل يعقل أن يكون قادرا، وحده، على إنقاذ الثقافة العربية؟ ثم هل الثقافة العربية في خطر لكي ينقذها؟ ما هذا الهراء؟ ثم وهذا هو الأهم: هل هو قادر على إنقاذ نفسه على الأقل لكي يتنطح لانقاذ أمة بأسرها؟ وجوابي هو: نعم، الثقافة العربية في خطر لأن اللغة العربية ذاتها في خطر. وبمناسبة اليوم العالمي للاحتفال بها في 18 ديسمبر فسوف أنتهز الفرصة لكي أقول ما يلي: ان مصدر الخطر ليس آتيا من جهة أعدائها بقدر ما هو آت من جهة أصدقائها وأتباعها. ومن الحب ما قتل! ومن الحب ما خنق! فكوا القيود عن عنق هذه اللغة التاريخية والقدسية العظيمة. خففوا عنها الأسر. بالعربي الفصيح: حلوا عنها! اتركوها تتنفس بشكل طبيعي. اتركوها تنفتح على كل الاحتمالات اللغوية والإمكانات التعبيرية. سهلوا قواعد نحوها وصرفها وكتابتها وإملائها. اتركوها تقترب من اللهجات العامة المشتركة دون أن تذوب فيها. ينبغي أن تظل مفهومة من قبل جميع أقطار العرب لأنها القاسم المشترك الأعظم بين العرب. انها كنزهم الوحيد. من دون لغة عربية لا أمة عربية، ولا من يحزنون. اتركوها تتغذى من خيرة ما تعطيه لغة الحياة اليومية. اتركوها تتغذى بآلاف المصطلحات والاشتقاقات وتضيف كل يوم مفردات جديدة إلى قاموسها. اتركوها تتحول إلى لغة وسطى: لا عامية ولا فصحى كما يقول جاك بيرك. أقصد لا فصحى متقعرة أصبحت تثير السخرية والاستهزاء. وإلا فإنها ستجف وتموت. هل تريدون أن تلاقي مصير اللغة اللاتينية التي كانت اللغة الفصحى المستخدمة من قبل كل علماء أوروبا حتى القرن السابع عشر. وكانت الفرنسية والانجليزية والألمانية وسواها تعتبر لغات عامية أو لهجات محلية لا تليق بالثقافة والمثقفين. ثم حلت محلها وتحولت إلى لغات قومية محترمة لا تزال سائدة حتى الآن. وزالت اللغة اللاتينية أو انقرضت. فهل تريدون أن تحل اللهجة السورية أو المصرية أو الخليجية إلخ...؟ هل تريدون أن تنقرض لغة القرآن الكريم؟ معاذ الله! من الأصولية الدينية إلى اللغوية لكي تتحاشوا ذلك افتحوا مراكز قومية للتعريب، ووظفوا فيها مئات الباحثين المترجمين الأشداء. اتركوهم يشتغلون بحرية ويبدعون. فالترجمة فعل ابداع، جميع العلوم الحديثة من فيزيائية وانسانية ينبغي أن تنقل إلى اللغة العربية بكل نظرياتها ومفاهيمها وأطروحاتها بأسرع وقت ممكن. وإلا فإن الثقافة العربية مهددة. كل يوم ينبغي أن نشتق أو نخترع عشرات المصطلحات العلمية والفلسفية، وإلا فإن لغة الضاد سوف تنقرض. هناك لغات كثيرة انقرضت في العالم، لأنها لم تعرف كيف تساير حركة التطور والتجدد التي هي سنة الله في هذا الكون. ثم لا تنفكون تتشدقون بحبكم للغة العربية دون أن تفعلوا شيئا لإغاثتها وتطويرها. والله تحسدنا أمم العالم قاطبة لأنه تجمع بيننا هذه اللغة العظيمة التي لا تبلى. ولكن عندما أراهم يتقعرون أكثر فأكثر في كتابة هذه اللغة يكاد يجن جنوني. وأقول: هؤلاء المتقعرون على طريقة الأصمعي سوف يقتلونها لا محالة. أرجوكم احتفظوا بهذا المصطلح شديد الأهمية: «التقعر والمتقعرين»، «التكلس والمتكلسين»، و«التحنط والمتحنطين». وماذا عن التوابيت والقبور؟ هذه الديناصورات المنقرضة سوف تقتلنا قبل أن تموت. سوف تضعنا في التوابيت ونحن أحياء. العرب مهددون، أيها السادة، من قبل أصوليتين: الأولى أصولية دينية، والثانية أصولية لغوية. الأولى معروفة جيدا وتشغل المثقفين العرب من مشرقهم إلى مغربهم. ولكن الثانية غير معروفة لا أحد يتحدث عنها. الأولى تجمدهم فكرياً والثانية تجمدهم لغوياً. وفي كلتا الحالتين نخرج من التاريخ. اللهم قد بلغت! نقل النظريات العلمية لكن بعد هذا التحذير دعونا ندخل في التفاصيل. ما هي الطريقة الملموسة والمحسوسة لإنقاذ اللغة العربية وتالياً الثقافة العربية؟ بصراحة لا أراها إلا في طريقتين اثنتين: الأولى نقل النظريات العلمية والفيزيائية والكيميائية والفلكية والبيولوجية والطبية إليها. والثانية نقل العلوم الإنسانية والفلسفية. هناك شيء يدعى الآن في اللغات العالمية الحية بالرواية الكبرى للعالم. أو «ملحمة العالم الكبرى». كيف تشكل الكون قبل 14 مليار سنة تقريبا؟ كيف حصل ذلك الانفجار الهائل الذي أدى إلى ولادة العالم بكل مجراته وكواكبه وأفلاكه والذي يدعى «بالبيغ بانغ» في اللغة الإنجليزية؟ من اللاشيء، من نقطة صغيرة بحجم رأس الدبوس أو أقل، لا ترى بالعين المجردة، تشكَّل هذا الكون الشاسع الذي لا يزال يتوسع حتى اللحظة! شيء لا يكاد يصدق. من اللامتناهي الصغر نتج اللامتناهي الكبر. من اللاشيء ولد كل شيء. كن فيكون! صدق الله العظيم. صدق القرآن الكريم. هذه الرواية الكونية أقوى من أكبر قصيدة عبقرية أو ملحمة شعرية في العالم. عندما شرح لنا أحد الاختصاصيين هذه القصة في احدى قاعات اليونيسكو بباريس ذهلنا، خرجنا عن طورنا، فقدنا عقولنا. باختصار شديد ينبغي أن ننقل النظريات العلمية الحديثة إلى اللغة العربية. وبنقلنا لها سوف تتوسع اللغة العربية أضعافا مضاعفة وسوف تغتني بالآلاف المؤلفة من المصطلحات والأفكار والمفاهيم والتراكيب اللغوية التي لم تخطر على البال. الكاتب الفرنسي جان دورميسون الذي غادرنا بالأمس القريب كان قد كرس كتابا كاملا لشرح ملحمة العالم الكبرى هذه؟ لقد فعل ذلك وهو ليس عالماً فيزيائياً على الإطلاق وإنما فقط كاتب أديب مغموس في عشق الأدب من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه. ولكنه شعر بالحاجة إلى الاطلاع على النظريات العلمية للإجابة عن الأسئلة التالية: من نحن؟ من أين جئنا؟ وإلى أين المصير؟ فشمر عن ساعديه وراح يطلع على نظريات نيوتن وداروين واينشتاين والميكانيك الكمي والميكانيك الموجي وأشياء أخرى عديدة لا تخطر عموما على بال أي أديب أو شاعر. وأثبت بذلك امكانية الجمع بين الثقافة الأدبية/‏‏ والثقافة العلمية. وهو شيء أصبح ضروريا جدا في عصر الحداثة وما بعد الحداثة. ونتج عن كل ذلك كتاب ممتع بعنوان: «إنه لشيء عجيب غريب في نهاية المطاف هذا العالم». وهذا ما يدعونا إليه أيضا بكل إلحاح الفيلسوف الفرنسي الكبير ميشيل سير. وهو أعلم بألف مرة من جان دورميسون بالشؤون العلمية والفيزيائية الفلكية. بالمناسبة أصبح الفصل بين هاتين الثقافتين يشكل خطرا على الفكر العربي كله. وبالتالي فنحن المفعمون بالثقافة الأدبية المحضة أصبحنا مدعوين للاطلاع على الثقافة العلمية المحضة. نقل النظريات الفلسفية بعد أن ننتهي من نقل النظريات العلمية بكل أنواعها إلى اللغة العربية ننتقل إلى المرحلة التالية: نقل النظريات الفلسفية من أفلاطون وأرسطو وانتهاء بهابرماس وبول ريكور مرورا بديكارت وكانط وسبينوزا ولايبنتز وهيغل ونيتشه وهيدغر الخ.. ثم نقل العلوم الإنسانية الحديثة. أين هي الموسوعة الكونية العربية؟ أين هي فلسفة العلوم الابيستمولوجية بكل مصطلحاتها الجديدة التي لم تخطر على بال الفكر العربي حتى اللحظة؟ أين هو علم التاريخ الحديث على طريقة مدرسة الحوليات الفرنسية التي جددت مناهج دراسة التاريخ وقلبتها رأسا على عقب؟ من سمع بها؟ من اطلع على المؤلفات الكبرى للوسيان فيفر أو مارك بلوك أو فرنان بروديل أو جورج دوبي أو جاك لوغوف أو عشرات غيرهم؟ ومعلوم أن محمد أركون كان أحد تلامذتهم وطبق مناهجهم الحديثة على دراسة تراثنا العربي الاسلامي بكل نجاح وألمعية. وخرج بنتائج ساطعة. من هنا أهميته. من هنا صعوبة فهمه أيضا. أركون لم يُهضم ولم يُفهم بعد من قبل المثقفين العرب. فما بالك بالجمهور العام؟ هناك أيضا علم جديد يدعى: علم النفس التاريخي. وهو مهم جدا لفهم نفسية الشعوب أو عقليتها في الماضي والحاضر على السواء. وهناك علوم واختصاصات أخرى أيضا. فماذا عن الابيستمولوجيا أو فلسفة العلوم؟ هل لها وجود في الجامعات العربية؟.. هذا غيض من فيض. قارات معرفية بأسرها ينبغي استكشافها. اذا ما نجحنا في إيجاد مصطلحات عربية مقابلة للمصطلحات الأجنبية تكون اللغة العربية قد اغتنت بما لا يقاس وأنقذت فعلا. لماذا أقول ذلك؟ لأن هناك بحرا من المعرفة الممنوعة في اللغة العربية حتى الآن وبخاصة فيما يتعلق بعلوم الأديان وتاريخ الأديان المقارنة وفلسفة الأديان. وهذا ما ندعوه باللامفكر فيه والمستحيل التفكير فيه داخل اطار اللغة العربية. مشكلة ثقافتنا العربية - وتاليا لغتنا العربية - هي أن المجال المسموح التفكير فيه ضيق جداً/‏‏ والمجال الممنوع التفكير فيه واسع جداً. وذلك على عكس الثقافة الأوروبية. ففي اللغات الأجنبية الحديثة تجد كل العلوم والمعارف دفعة واحدة. مع ذلك، لا أنصح بفتح الأبواب المعرفية الممنوعة كلها دفعة واحدة. وفتح السدود والانسدادات فجأة لأن ذلك قد يغرقنا بطوفان! فبعد كل هذا الانغلاق التاريخي المتواصل على مدار العصور الانحطاطية ينبغي أن نفتح الأبواب الموصدة بالتدريج. وإلا فإن الممنوع المحتقن قد يجرفنا ويكتسحنا اكتساحاً. الفكر العربي وفلسفة الدين وبهذا الصدد ينبغي أن نضيف مشروعاً ثالثاً إلى المشروعين السابقين العلمي والفلسفي. هذا المشروع المعرفي الثالث يتمثل في الاطلاع على الثقافة الدينية الحديثة. هناك نظريات جديدة عن الدين أو فلسفة الدين. وهي علم كبير وهام جدا في وقتنا الراهن. وينبغي أن ننفتح عليه، أن نطلع عليه. كل جامعاتنا ينبغي أن تحتوي يوما على كلية لتاريخ الأديان المقارنة، أو علم الأصوليات المقارنة، أو فلسفة الأديان المقارنة. فهذه الاختصاصات الجديدة هي التي ستوسع أفهامنا وبصائرنا. وإلا فسوف تظل آفاقنا ضيقة محصورة وعقولنا داعشية متحجرة إلى أبد الآبدين.. لن تُنقذ الثقافة العربية قبل أن ينبثق مفهوم تنويري جديد للتراث الاسلامي في العالم العربي. أضيف إلى كل ذلك ضرورة نقل المؤلفات الاستشراقية الكبرى إلى اللغة العربية فوراً. قصدت الاستشراق الأكاديمي العالي المستوى لا الاستشراق المغرض أو السطحي. فهؤلاء المستشرقون الكبار هم الذين يجددون فهم التراث الإسلامي لا نحن! كل الدراسات العلمية والكشوفات الكبرى عن تراثنا العربي تتم حاليا باللغات الاستشراقية الأساسية: كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية. إذا كنتم تعتقدون أن المثقفين العرب وحدهم هم الذين سيحلون لكم المشكلة التراثية المستعصية فإنكم واهمون! نحو لغة عربية جديدة سوف يجبرنا هذا المشروع المعرفي الهائل في الترجمة على نحت أو اشتقاق آلاف المصطلحات والمفاهيم الجديدة في كافة المجالات. وسوف تنتج عن ذلك لغة عربية جديدة. نعم لغة عربية جديدة! أقصد لغة عربية ديناميكية قادرة على استيعاب كل علوم الأرض بمرونة هائلة. والسؤال المطروح الآن هو: متى ستحصل هذه النقلة المعرفية الكبرى في العالم العربي؟ هذا هو سؤال الأسئلة. قصة داعش لم تنته بعد ولن تنتهي قبل أن تتغير ثقافتنا الدينية برمتها ومن أعماق جذورها.. هناك أشياء كثيرة يمكن أن تقال. هناك نظريات فكرية ضخمة لم تخطر على بال الثقافة العربية حتى الآن. هناك قارات معرفية لم تُستكشف بعد في لغتنا. ويشهد الله أنها بأمس الحاجة إليها. فأنقذوا ثقافتنا، أنقذوا لغتنا، أنقذوا شرفنا ووجودنا كأمة عربية. لقد آن الأوان لكي ننفخ الروح في هذه اللغة التاريخية العظيمة الممتدة على مدار ألفي سنة متواصلة. ومن سينفخ فيها الروح إن لم يكن فلاسفتها ومبدعوها الكبار؟ لكن لا يمكن أن يحصل هذا الانبعاث المرتقب للثقافة العربية إلا بعد نقل كل الفتوحات العلمية والفلسفية والدينية والتاريخية إلى اللغة العربية. ونأمل أن ننجح في النقل، في الترجمة لأنها معركة كبرى وليست مضمونة سلفا. فالترجمة قد تنجح وقد تفشل! الترجمات الرديئة تملأ الشوارع والمكتبات العربية. من ينجح في تلخيص نظرية فيزيائية أو فلكية واحدة سأقبل يديه. من يشرح لي نظرية الحفر الأركيولوجي عن الأعماق التراثية سوف أقبل يديه ورجليه. من يشرح لي النظرية الفلسفية للحداثة وما بعد الحداثة سوف أنحني أمامه تلميذا صغيراً صاغراً. من يشرح لي الفرق بين لاهوت التكفير/‏‏ ولاهوت التنوير سوف أتخذه إماماً قائداً. من ينحت لي مئة مصطلح جديد في اللغة العربية سوف أتخذه بطلاً قومياً عظيماً! خطر الفصل الكاتب الفرنسي جان دورميسون كان كرس كتاباً كاملاً لشرح ملحمة العالم الكبرى. وهو ليس عالماً فيزيائياً على الإطلاق، وإنما فقط كاتب أديب مغموس في عشق الأدب من أعلى رأسه الى أخمص قدميه. ولكنه شعر بالحاجة الى الاطلاع على النظريات العلمية للإجابة على الأسئلة التالية: من نحن؟ من أين جئنا؟ والى أين المصير؟ فشمر عن ساعديه وراح يطلع على نظريات نيوتن وداروين وأينشتاين والميكانيك الكمي والميكانيك الموجي وأشياء أخرى عديدة لا تخطر عموما على بال أي أديب أو شاعر. وإنما هي من اختصاص علماء الفلك والفيزياء والبيولوجيا والرياضيات. وأثبت بذلك على امكانية الجمع بين الثقافة الأدبية/‏‏ والثقافة العلمية. وهو شيء أصبح ضرورياً جداً في عصر الحداثة وما بعد الحداثة. ونتج عن كل ذلك كتاب جميل ممتع بعنوان: «إنه لشيء عجيب غريب في نهاية المطاف هذا العالم». وهذا ما يدعونا إليه أيضاً بكل إلحاح الفيلسوف الفرنسي الكبير ميشيل سير. بالمناسبة أصبح الفصل بين هاتين الثقافتين يشكل خطراً على الفكر العربي كله. تطوير لا بدّ منه صحيح أنه يحق لنا أن نشعر بالفخر والاعتزاز لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت أصدرت قراراً تاريخياً في ‏ ديسمبر من عام 1973 يقضي باعتماد لغة الضاد ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. فذلك يعني رفعها إلى مرتبة الإنجليزية والفرنسية.. والله هذا أجمل وأسعد يوم في حياتي. ولكن هذا الحدث التاريخي لا ينبغي أن يخدرنا أو يجعلنا ننام متواكلين، متكاسلين. وإنما ينبغي أن يشحنا بالقوة والحماسة لتطوير لغتنا بكافة الوسائل الممكنة. متى نصحو؟ اقترح نقل مؤلفات العالم اللاهوتي السويسري هانز كونغ الذي ألف ثلاثة كتب كبرى عن أديان التوحيد: اليهودية، والمسيحية، والإسلام. كل واحد بنحو الألف صفحة. كما أنه بلور نظرية جديدة عن علم الأديان هي نظرية الباراديغمات اللاهوتية المتتابعة. وقال لنا بأن باراديغم القرون الوسطى الطائفي التكفيري الظلامي سيطر على المسيحية الأوروبية طيلة قرون عديدة قبل أن يحل محله باراديغم الإصلاح الديني في القرن السادس عشر. ثم حصل تطور جديد في فهم الدين في القرن الثامن عشر. وعلى هذا النحو تشكل الباراديغم التنويري عن الدين. والآن يتحدثون عن باراديغم الحداثة/‏‏ وما بعد الحداثة. على هذا النحو حل باراديغم غاليليو ونيوتن محل باراديغم أرسطوطاليس وبطليموس. وعلى هذا النحو حل لاهوت التنوير محل لاهوت التكفير. ونحن لا نزال غاطسين في ظلمات باراديغم العصور الوسطى الظلامي الداعشي. والسؤال: متى ستحصل هذه النقلة المعرفية الكبرى في العالم العربي؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©