بكين تلح على حل الخلافات بين دولتي السودان

دعت الصين بإلحاح، على لسان وزير خارجيتها يانغ جي تشي، حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم في شمال السودان و”الحركة الشعبية لتحرير السودان” الحاكمة في جمهورية جنوب السودان ، للإسراع بمواصلة المفاوضات لإيجاد حلول عاجلة للقضايا الخلافية بين السودان والدولة الوليدة في الجنوب. وقال إن بلاده تقدر الجهود المبذولة للانحياز نحو خيار السلام. ووصل وزير الخارجية الصيني إلى الخرطوم في زيارة تستغرق يومين يطير بعدها إلى جوبا (اليوم) في أول زيارة له للدولة حديثة الاستقلال. وقال الوزير الزائر في تصريحات لـ”المركز السوداني للخدمات الصحفية” إن شمال السودان وجنوبه سيخسران معادلة السلام حالة عدم التعاون في القضايا المشتركة والخلافية. وأكد أن الحل النهائي لقضية دارفور يكمن في تحقيق التنمية وإزالة أسباب الصراع، مضيفاً أن وثيقة الدوحة لسلام دارفور تعد إنجازاً مهماً لاستمرار العملية السلمية والسياسية بدارفور بإرادة الجميع.وأضاف أن سياسة الصين لن تتغير تجاه السودان، مهما كانت الضغوط والمتغيرات الداخلية والخارجية، تماشياً مع الوضع الذي تمر به الخرطوم. وأكد الوزير الصيني أن بكين ستواصل دعمها لمشروعات البنية التحتية في مجالات الاقتصاد والتنمية في السودان. والتقى الوزير الصيني مساء أمس بالرئيس السوداني عمر البشير، وكان قبله قد التقى بنظيره السوداني على كرتي . وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع نظيره السوداني، تعهد وزير الخارجية الصيني بأن بلاده ستواصل دعمها السياسي والاقتصادي للسودان، ودعا الخرطوم الى بناء علاقات جيدة مع جنوب السودان، حيث تحتفظ الصين باستثمارات كبيرة لها. وقال “مهما حدث في المنطقة وغيرها من مناطق العالم، سنواصل جهودنا لتطوير علاقات ودية وتعاونية مع السودان”. وأضاف أن بلاده ستساعد السودان على بناء قطاعاتها الاقتصادية الرئيسية. وقال إن “الصين مستعدة لمساعدة السودان على تطوير حقول النفط الحالية وكذلك إنتاجها. وفي الوقت نفسه، نحن مستعدون لتطوير تعاوننا في قطاع الزراعة وغيرها من القطاعات مثل التعدين وبناء الجسور والطرق والاتصالات”. وعرض الوزير الصيني على السودان خلال زيارته قرضا بدون فوائد بقيمة 15,5 مليون دولار، طبقاً لوزير الخارجية السوداني الذي شكر الصين على دعمها لبلاده في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وقال إنه بفضل الدعم الصيني فقد تمت إزالة “العديد من الأجزاء السلبية” من القرار الذي يمدد مهمة قوات حفظ السلام الدولية في دارفور. وأوضح مدير إدارة الصين بالخارجية السودانية ، السفير عصام عوض متولي، أن زيارة يانغ جي تأتي في إطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. ونوه متولي إلى أن الزيارة هي الأولى له للسودان في عهده الجديد، وتوقع أن تدعم أواصر التعاون المشترك بين الصين والسودان وتؤدي إلى مزيد من التقدم في عدد من المجالات بعدما انتقلت الصين في علاقاتها مع السودان إلى الزراعة والصناعة والتعدين. اعتبر المراقبون زيارة الوزير الصيني جهدا من بكين لتوثيق علاقاتها الاقتصادية مع المنطقة المنتجة للنفط. ويذكر أن السودان - الذي انقسم إلى دولتين الشهر الماضي - من مصدري النفط الرئيسيين للصين، التي في المقابل تعد من أشد الداعمين للخرطوم على المستوى الدولي وعبر المشروعات الاقتصادية التنموية . وعزا المراقبون إلحاح الوزير الصيني على التعاون بين دولتي السودان وتحذيره من أنه ينبغي ألا تضيع الدولتان اتفاق السلام والعمل المشترك بينهما في مجالات التعاون إلى كون أغلب مخزون النفط حاليا يقع في جنوب السودان. ويأتي التحذير من توتر العلاقات بين السودان وجنوب السودان بعد نزاع كبير وقع مؤخرا حول النفط ، إذ ومنعت الخرطوم شحنة تحتوي على 600 ألف برميل نفط من جنوب السودان يوم الجمعة الماضي، بذريعة عدم دفع الرسوم الجمركية. وأفرجت السودان عن الشحنة بعد التوصل لتسوية بين الخرطوم وجوبا مطلع الاسبوع.