نظمت مجموعات متتالية من المستوطنين اليهود المتطرفين أمس جولات استفزازية على باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية المحتلة، وسط حراسات أمنية مشددة، تزامناً مع ما يسمى “عيد خراب الهيكل” اليهودي. وذكر عدد من حراس المسجد أن قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي المرافقة لتلك المجموعات حجزت بينها وبين المصلين الذين تأهبوا للتصدي لها.
كما أمرت شرطة الاحتلال أصحاب المتاجر في سوق القطانين المحاذي للمسجد بإغلاق محالهم، من الساعة الخامسة مساء وحتى منتصف الليل بالتوقيت المحلي، لتسهيل توافد المستوطنين إلى السوق لإقامة شعائر وطقوس تلمودية خاصة بمناسبة ذكرى خراب الهيكل اليهودي. ولفت تجار السوق إلى أن المتطرفين اليهود أصبحوا يتبعون تقليداً شهرياً لأداء شعائر وطقوس تلمودية هناك.
وقالت مصادر فلسطينية مقدسية إن الشرطة الإسرائيلية تقوم باستغلال الاحتكاكات بين الفلسطينيين والمستوطنين، لإبعاد كل من يعترض المستوطنين عند أدائهم لشعائرهم التلمودية عن المسجد الأقصى أو حتى عن القدس المحتلة.وأوضحت أنه تم طرد 30 حارساً من المسجد الأقصى وهناك أوامر عسكرية بإبعاد 130 فلسطينياً عن المسجد والبلدة القديمة في القدس الشرقية بسبب تصديهم لجولات المستوطنين.
وكانت قوة معززة من شرطة جيش الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى للمرة الثالثة على التوالي بعد صلاة التراويح الليلة الماضية، وأخرجت المعتكفين منه بالقوة، تنفيذاً لأوامر سلطات الاحتلال بمنع وجود أي مسلم داخله من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر.
إلى ذلك، دشنت جمعية “العاد” الاستيطانية أمس نفقاً جديداً من مدخل حي وادي حلوة إلى حائط البراق حذاء المسجد، حيث تتركز أعمال الحفريات الإسرائيلية بهدف تهويد تلك المنطقة.
وفي سياق اعتداءاتها اليومية على الفلسطينيين، جرفت قوات الاحتلال أمس 19 دونماً من الحقول المزروعة بالقرنبيط والفاصوليا والملفوف، وأتلفت معدات زراعية واقتلعت أنابيب شبكات الري في مزرعتي المزارعين عزام جابر ونادر جابر بمنطقة البقعة شرق الخليل شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال المزارع عطا جابر إن سلطات الاحتلال جرفت المزروعات في المنطقة للمرة الثانية على التوالي، بهدف طرد المزارعين منها وضم أراضيها إلى مستوطنتي “كريات أربع” و”خارصينا” المقامتين قُربها. وذكر أن قوات الاحتلال سلمت المزارع بدوي عريف الرجبي أمراً نهائياً لهدم بركة مياه يستخدمها في ري مزروعاته، علما بأن الاحتلال هدمها سابقاً وأعاد هو تأهيلها خلال العام الماضي .
كما داهمت قوات إسرائيلية بلدة بيت أمر شمال الخليل، واعتقلت الشاب أحمد العلامي (21 عاماً) بعد تفتيش منزل عائلته والعبث بمحتوياته. واقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة وشارع الشهداء وسط الخليل، وفتشت منزلي الشقيقين مفيد وزيدان الشرباتي وعبثت بمحتوياتهما.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوة من الجيش الإسرائيلي معززة بآليات وجرافات عسكرية توغلت لمئات الأمتار على أطراف حي الشجاعية شرق مدينة غزة عاصمة قطاع غزة وشرعت في تجريف الأراضي الزراعية، وسط إطلاق نار متقطع فجر أمس.
وأعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” أنها تمكنت من إطلاق 3 قذائف هاون عيار 80 ملم باتجاه عدد من الآليات الإسرائيلية المتوغلة.
في المقابل، قالت متحدثة باسم جيش الاحتلال إن 4 صواريخ قصيرة المدى أطلقها مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة سقطت على أراضي مجمع “شاعر هانقب” الاستيطاني في النقب الغربي جنوبي فلسطين المحتلة. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق صواريخ.
العربي يدين خطة توسيع مستوطنة في القدس
القاهرة (الاتحاد، وكالات) - أدان أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، بشدة إقرار الحكومة الإسرائيلية خطة بناء أكثر من 900 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «هار حوما» اليهودية في القدس الشرقية.
وقال العربي في بيان أصدره في القاهرة إن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض مع أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، والتزامات إسرائيل، طبقاً لأحكام اتفاقيات جنيف لعام 1949. وأضاف أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على التمادي في سياسة التوسع الاستيطاني من خلال ضم الأراضي وتقطيع أوصال المناطق الفلسطينية المحتلة يقوض جميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
وطالب العربي المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، بالتدخل الفوري لوقف الأنشطة الاستيطانية واتخاذ موقف حازم تجاهها باعتبارها غير شرعية بموجب القانون الدولي.
عدد اليوم
