السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساحة الشهداء تحيي ذكرى الحريري بتظاهرة المليون

ساحة الشهداء تحيي ذكرى الحريري بتظاهرة المليون
15 فبراير 2008 02:20
أحيا نحو مليون شخص وفق أرقام وزارة الداخلية اللبنانية الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري أمس في ساحة الشهداء وسط بيروت على الرغم من الطقس العاصف والماطر· وتركزت كلمات قادة ''الاكثرية'' التي وجهت بالمناسبة على ثلاثة محاور الأول مهاجمة سوريا بعنف والثاني التمسك بأولوية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والثالث رفض إعطاء المعارضة الثلث المعطل في حكومة الوحدة الوطنية· واعتبر زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري ''ان لا قيمة للقمة العربية التي ستعقد في دمشق إذا لم يتم انتخاب رئيس للبنان''، وهاجم بعنف النظام السوري، مشبها المساعي السورية بمساعي اسرائيل لتدمير لبنان في الحرب التي شنتها صيف عام ·2006 وقال ''أعداء لبنان ما زالوا يحاولون اغتيال لبنان كما حاول العدو الاسرائيلي اغتياله في حرب تموز··المحاولة نفسها تارة من اسرائيل وتارة وبل مرات من المنتج الاسرائيلي الذي يسمي نفسه نظاما في دمشق''· وأضاف ''يحاول النظام السوري اليوم تنفيذ حلم العدو الاسرائيلي بجر المقاومة (حزب الله) إلى حرب أهلية تنتحر فيها وتقضي معها على نموذج لبنان''· وشدد الحريري على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وقال ''تعودون الى هذه الساحة تحت الشتاء لتمنعوا مرة جديدة محاولة اغتيال لبنان ولتقولوا بأعلى الصوت نريد رئيسا للجمهورية''، وأضاف ''نريد العماد سليمان رئيسا توافقيا لجمهورية لبنانية سيدة حرة عربية مستقلة''· وشدد على إبقاء يد الحوار ممدوة للمعارضة لحل الازمة، وقال ''نحن مصممون على انتخاب العماد سليمان لفتح مرحلة جديدة من التوافق والحوار والتعاون لصالح الوطن ونقول لكل شركائنا في الوطن دون استثناء يدنا كانت ممدودة وستبقى ممدودة مهما بلغت العقبات··لنجلس سويا في حكومة وطنية تلتزم اتفاق الطائف نصا وروحا لا حكومة تعطيل وطني''· وهاجم الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط بدوره سوريا وايران، وحذر في كلمة ألقاها من وراء زجاج واق نصب على منصة في ساحة الشهداء ''من الاستسلام والتخلي أمام النظام السوري من أجل تمرير انعقاد القمة العربية في أواخر مارس في دمشق، وقال ''لن نسلم لبنان الى ريف دمشق ونتخلى عن الطائف، ولن نستسلم أمام الشر الأسود السوري الايراني''· وشدد رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وقال ''قريبا سننتخب رئيسا جديدا توافقيا هو العماد سليمان لنحافظ على الدور المسيحي''، وأكد على التضامن مع المبادرة العربية لحل الأزمة، وقال ان الاكثرية لن تسمح بأن تمر الخيارات الغريبة عنا على حساب استمرارنا وان يمر النظام الشمولي بديلا عن نظامنا الديمقراطي''· وأضاف ''لن نتراجع ولن نخاف ولن نيأس مهما هددوا ومهما تضافرت القوى المدعومة من الخارج''· وشدد سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' على انجاز المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري، وقال ''كنا نقول المحكمة آتية واليوم نقول المحكمة اتت''· وانتقد المعارضة بعنف وقال ''لا لخيمكم لا لفوضاكم لا لغوغائيتكم لا لتعطيلكم لا لتهديدكم ووعيدكم ولن نقبل بقاء بعبدا رهينة بين أيديكم وإعطائكم إمكانية تعطيل الحكومة لتعطلوها كما عطلتم المجلس النيابي والوسط التجاري وكل ما تقع عليه أيديكم''· واكتظت الشوارع المؤدية إلى بيروت منذ الصباح بالسيارات مما اضطر اللبنانيين إلى السير مسافة نحو خمسة كيلومترات للوصول الى ساحة الشهداء للمشاركة في إحياء الذكرى الثالثة· وقدر وزير الداخلية حسن السبع عدد المشاركين بنحو مليون لوحوا بالاعلام اللبنانية والحزبية وبصور الرئيس الحريري، اضافة الى نحو 500 ألف على الطرقات المؤدية الى العاصمة· وأفاد مسؤول آخر في ''قوى 14 آذار'' ان هناك موكب سيارات وحافلات من شمال لبنان كان يمتد على مسافة عشرين كيلومترا على الطريق السريع، وانضمت اليه مواكب أخرى من مناطق جبيل وكسروان (شمال بيروت)· وأشار الى ان انطلاق الموكب تأخر بسبب الثلوج التي كانت تقطع الطرق في قضاء بشري· واتجه غالبية المشاركين الذين تحدوا الامطار الغزيرة للصلاة أمام قبر الحريري وحراسه الستة الذين قتلوا معه· وفي تمام الساعة 12,55 بعد الظهر أي في وقت وقوع عملية الاغتيال وقف الجمع صامتا باستثناء انطلاق أصوات الاذان من المساجد وأصوات أجراس الكنائس· في وقت أغلقت المؤسسات الحكومية والتعليمية وجهات العمل أبوابها، وانتشرت قوات الأمن والجيش بكثافة للحيلولة دون نشوب أي أعمال عنف· وقال متحدث باسم الجيش إنه تم نشر نحو 20 ألف جندي داخل بيروت وفي المناطق المحيطة بها لبسط الأمن· وداخل ساحة الشهداء حيث ضريح الحريري انتشر مئات من عناصر أحزاب ''قوى 14 آذار'' وقد وضعوا على أذرعهم أشرطة زرقاء اللون عليها كلمة ''انضباط''· وقام المنظمون بتوزيع اكياس النايلون على المشاركين علها تقيهم بعضا من المطر فيما حمل آخرون مظلات اما زرقاء على لون تيار المستقبل او حمراء وبيضاء على الوان العلم اللبناني او سوداء عادية· وحصلت حالات إغماء عدة سارع الصليب الاحمر الى معالجتها· وارتفعت لافتات ضخمة كتب على بعضها ''كفى شهداء، كفى اغتيالات، كفى دم، نعم للعدالة، نعم للمحكمة'' و''من لبناننا لن ينالوا'' و''الرئاسة الان، افتحوا البرلمان، حرروا الحكومة، انتخبوا رئيسا الان''· وبثت مكبرات الصوت أناشيد وطنية بينما ارتفعت في سماء الساحة بالونات بألوان العلم اللبناني· وفي المنطقة الفاصلة بين ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح حيث تقيم المعارضة خيم اعتصامها مند أكثر من عام شكلت القوى الامنية جدارا فاصلا معززا بسواتر حديدية وأسلاك شائكة· تمثال ومسلة وشعلة بيروت (ا ف ب) - أزيح الستار أمس عن تمثال لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ومسلة تجسد انجازاته وشعلة تذكر بالتفجير الذي اودى بحياته عند الواجهة البحرية لبيروت لمناسبة الذكرى الثالثة لاغتياله· وبثت مكبرات الصوت رسالة بصوت نازك الحريري عقيلة الراحل تعهدت فيها ''ان تبقى شعلته مضيئة قي وجه ظالميه وظالمي لبنان''· وازاح شفيق الحريري الستار عن تمثال برونزي طوله ثلاثة امتار ونصف لشقيقه، بحضور عشرات من افراد العائلة ومسؤولي ''تيار المستقبل''· ومن مكان الانفجار الذي قضى فيه انتصب تمثال للحريري بوقفته المعهودة ويديه في جيبيه وسط حديقة خضراء تشبه حديقة دارته في بيروت· والى جانب الحريري مسلة تذكارية من البرونز طولها عشرة امتار تحمل ابرز انجازاته ومنها مقتطفات من اقواله ومحطات واشياء احبها وانجازات ساهم فيها مثل اتفاق الطائف للوفاق الوطني· واقيمت الحديقة التي تبلغ مساحتها نحو 600 متر على بعد 200 متر من موقع الانفجار وفيها لوحة تحمل اسماء الضحايا الذين قضوا مع الحريري في 14 فبراير ·2005 وفي موقع التفجير تماما انتصب مجسم شعلة برونزية ضخمة طولها خمسة امتار مؤلفة من اربعة اعلام لبنانية ملتفة بقالب فني ستخرج من بينها شعلة مضيئة في الواحدة الا خمس دقائق يوميا ساعة التفجير· والمنحوتات من صنع اللبناني ناشار بصبوص· اما التمثال فنحته اللبناني ميكرتيتش مازمنيان· الأمم المتحدة مصممة على كشف الحقيقة نيويورك (ا ف ب) - أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا امس رغبة المنظمة الدولية في مساعدة لبنان على كشف الحقيقة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وإحالة المسؤولين عن ذلك الى القضاء· وقال في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي ''في الذكرى الثالثة للاعتداء الارهابي الذي أدى الى مقتل الحريري و22 شخصا آخرين، يقف الأمين العام الى جانب عائلات الضحايا والشعب والحكومة اللبنانية، ويؤكد مجددا تصميم الأمم المتحدة على مساعدة لبنان على كشف الحقيقة وإحالة المدبرين والمخططين والمنفذين الى القضاء وكذلك اولئك المسؤولين عن اغتيالات سياسية اخرى واعتداءات ارهابية بشعة ارتكبت''· وأكد بان كي مون التصميم على إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان وانه على قناعة بأن الإفلات من العقاب يجب ألا يكون سائدا وأن عملية انشاء هذه المحكمة لا عودة عنها· وخلص الى القول ان هذه الذكرى تأتي في وقت تتهدد لبنان المخاطر وأفضل تحية لذكرى الحريري بأن يضاعف الأطراف في لبنان جهودهم للتوصل الى المصالحة الوطنية وضمان استقرار وأمن وازدهار البلاد
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©