الجيش اليمني يسيطر على مناطق متاخمة للسعودية

قتل جنديان يمنيان وأصيب آخر أمس الأحد في معارك عنيفة اندلعت بين قوات أمنية ومسلحين قبليين بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، فيما أكد الجيش اليمني سيطرته على المناطق الواقعة شمال شرق جبل الخزان المحاذي لجبل الرميح على الحدود السعودية اليمنية. وقال مصدر مسؤول بالسلطة المحلية بمحافظة عمران لـ(الاتحاد)، إن جنديين قتلا وأصيب آخر في معارك عنيفة اندلعت بين قوات الأمن ومسلحين قبليين في منطقة قهال بمديرية عيال سريح بعمران، موضحا أن المعارك اندلعت بسبب رفض قبيلة قهال إقامة مخيم للنازحين من الحرب مع الحوثيين في منطقتهم. وأشار المصدر المسؤول إلى أن الحكومة اليمنية اختارت الموقع المفترض لبناء جامعة عمران “مكانا لإنشاء مخيم مؤقت للنازحين”، مؤكدا أن هذا الاختيار أثار حفيظة أبناء قبيلة قهال التي اعتبرته “تهربا من الحكومة لإنشاء جامعة للمحافظة”. إلا أن مصدراً قبلياً بمديرية عيال سريح، أكد لـ(الاتحاد) أن المعارك اندلعت بسبب خلاف قبلي بين قبيلتي بكيل، التي تنتمي لها قبيلة قهال، وقبيلة حاشد التي ينتمي إليها محافظ عمران كهلان أبو شوارب، وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة أمين المخلوس. وأضاف المصدر: “تسعى قبيلة حاشد إلى نقل جامعة عمران إلى مديرية خَمًر (حاشد)، و هو ما أثار حفيظة أبناء عيال سريح (بكيل)، الذين اعتبروا إنشاء مخيم النازحين بموقع الجامعة مقدمة لنقلها إلى مديرية خَمًر”. وتعد بكيل أكبر قبائل شمال اليمن، حيث تمثل ثلثي نسبة السكان في المحافظات الشمالية، فيما تعد قبيلة حاشد هي الأقوى لتوحدها الدائم تحت قيادة واحدة. وتعد القبيلة في اليمن عاملا أساسيا في بناء الدولة، كونها تشكل جزءا من سلطتها، وتلعب دورا رئيسيا في صناعة القرار السياسي. وكان ستة أشخاص، بينهم ثلاثة جنود، قتلوا السبت الماضي في اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين ينتمون لإحدى القبائل بمحافظة مأرب شرق اليمن. في غضون ذلك، أعلن مصدر عسكري يمني، أمس الأحد، سيطرة قوات الجيش في محور الملاحيظ على المناطق الواقعة بشمال شرق جبل الخزان، القريب من الحدود اليمنية السعودية. وذكر الموقع الإخباري لوزارة الدفاع اليمنية “سبتمبر نت” إن قوات الجيش طردت “العناصر الإرهابية” من تلك المناطق “وكبدوها خسائر كبيرة”، مشيرا إلى سيطرة الجيش “وبالتعاون مع المواطنين” على أحد الشعاب القريبة من شعب حنة “الذي كانت العناصر الإرهابية تتخذ منه منطلقاً للتسلل إلى بعض المواقع”. ويكتسب جبل الخزان أهمية استراتيجية كموقع عسكري مهم نظرا لمحاذاته جبل الرميح الحدودي، إضافة إلى كونه مطلا على طريق مران – حرض الاستراتيجي، ما جعله قاعدة تمركز لقناصة الحوثيين. وفي محور صعدة، أوضح المصدر ذاته أن قوات الجيش أحبطت محاولة تسلل للمتمردين الحوثيين إلى مواقع “الأجرد” في عملية عسكرية أسفرت عن سقوط العديد من المتمردين “بين قتيل وجريح”. كما تمكن الجيش اليمني من طرد المتمردين الحوثيين الذين تسللوا إلى المناطق القريبة من “جبل وهبان”، والسيطرة على “منطقة حطبان جنوب القفل”، حسب وزارة الدفاع التي قالت أيضا إن الجيش دمر “أوكارا” للمتمردين في منطقتي قرون الفهد والتباب السود، بحرف سفيان محافظة عمران. يذكر أن صنعاء أعلنت السبت أنها ستوقف العمليات العسكرية في شمال اليمن، في حال وافق المتمردون الحوثيون على برنامجها الزمني لتنفيذ النقاط الست. من جهة أخرى، انتشرت قوات الأمن “بشكل مكثف” أمس الأحد في جميع شوارع مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب اليمن. وقال مصدر محلي بالمدينة لـ(الاتحاد) إن اشتباكات متقطعة اندلعت بين القوات الأمنية وعناصر مسلحة تابعة لـ”الحراك الجنوبي” حاولت إثارة الفوضى بالمدينة. وأشار المصدر إلى إصابة شخصين بجروح مختلفة في هذه الاشتباكات، معللا الانتشار الأمني “المكثف” بأحدث الشغب والتخريب التي شهدتها مدينة الحوطة ليل السبت/الأحد وأسفرت عن مقتل مواطن وإحراق 10 محال تجارية وإتلاف ممتلكات أكثر من 30 بائعا متجولا، فضلا عن قطع الطريق الرئيسي بالمدينة وإحراق العشرات من الإطارات التالفة. واتهمت السلطات الأمنية من وصفتها بـ”عناصر التخريب الانفصالية الخارجة على النظام والقانون” بإثارة أعمال الشغب والتخريب. وذكر الموقع الإخباري لوزارة الدفاع إن عناصر الحراك الجنوبي “اعتدت على المواطنين”، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية اشتبكت مع مسلحي الحراك “لتفريقهم”، ما أدى إلى إصابة أحد الجنود بجروح. وفي محافظة الضالع المجاورة لمحافظة لحج، قال الموقع ذاته أن “عناصر انفصالية تخريبية” فجرت، أمس الأول، قنبلة قرب مبنى البنك الأهلي بمدنية الضالع، لافتا إلى عدم وقوع إي إصابات بشرية جراء الانفجار، فيما الأجهزة الأمنية تتعقب حاليا الجناة.