الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد آدابٌ وأحكام (2)

6 أغسطس 2013 19:58
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فهذا المقال مكمل للمقال السابق في أحكام العيد، فأقول وبالله التوفيق: إن صلاة العيد من أعظم شعائر الإسلام، ولذلك لازم النبي صلى الله عليه وسلم فعلها منذ شُرِعَت، وكذلك خلفاؤه والمسلمون بعده. ولقد تعددت الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم بالأمر بالخروج لصلاة العيد، حتى إنه صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج النساء جميعاً، حتى الحُيَّضَ وذوات الخدور، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن نُخْرِجَ في الفطر والأضحى: العواتقَ، والحُيَّضَ، وذواتِ الخدور، فأما الحُيَّضَ فيعتزلن الصلاةَ ويَشْهَدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين. قالت أمُّ عطيَّة: قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: «لتُلْبِسْها أُخْتُها من جلبابها»، (متفق عليه). وعن عمرة بنت رواحة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَجَبَ الْخُرُوجُ عَلَى كُلِّ ذَاتِ نِطَاقٍ»، «وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال؛ لئلا تعثر في ذيلها». النهاية في غريب الحديث (5/75). يَعْنِي فِي الْعِيدَيْنِ (رواه أحمد والطيالسي والدارمي والبيهقي في السنن وغيرهم). وأمّا صفة صلاة العيد: فهي ركعتان، يُكبِّرُ في الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الافتتاح، ويُكبِّر في الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة الانتقال، وترفع الأيدي مع كل تكبيرة، وهذه التكبيرات الزوائد: سُنَّة وليست بواجبة. وأما القراءة فيها: فعن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، أن عمر بن الخطاب، سأل أبا واقد الليثي، ماذا كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الأضحى والفطر؟ قال: «كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ»، (رواه مسلم). وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ»، (رواه مسلم). والسنة في خطبة العيد أن تكون بعد الصلاة. ومن فاتته صلاة العيد، فإنه فيُشرعُ له أن يُصلِّيَها ركعتين في منزله كصلاة الإمام، وإن ترك التكبيرات الزوائد فلا حرج عليه، قال الإمام البخاري في صحيحه: «باب إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ: يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ». ويُشرع في العيدُ: إظهار الفرح والسرور، والتوسعةُ على الأهل والعيال، والترويحُ عن النفس، وغير ذلك ممّا يقوّي أواصر المحبّة والمودّة بين المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©