لندن تبدأ تحقيقاً واسعاً في أعمال الشغب

اشتبكت شرطة مكافحة الشغب البريطانية مع عدد من الشبان في لندن أمس، حسبما أظهرت صور عرضها التلفزيون، في ثالث يوم من الاضطرابات، وبدأت تحقيقاً واسعاً في أسباب اندلاع أعمال العنف. وتصدت شرطة لندن إلى عشرات الشبان الذين تجمعوا أمس في الشارع الرئيس بمنطقة هاكني ونهبوا متجراً وأشعلوا النار في سيارات وحاويات قمامة، واقتحموا شاحنة احتجزت في منتصف الطريق وأنزلوا محتوياتها. وكانت أعمال الشغب قد بدأت عندما حاولت الشرطة القيام بعملية توقيف وتفتيش، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي. بي. سي” إلا أنه لم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومات من الشرطة. واندلعت أعمال الشغب في منطقة توتنهام ليل السبت - الأحد عقب احتجاج على مقتل أحد السكان المحليين في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الأسبوع الماضي، وانتشر العنف إلى أنحاء أخرى من المدينة. ويسكن المناطق التي شهدت أسوأ أعمال العنف (توتنهام، وبريكستون في جنوب لندن، وهاكني) خليط من مختلف العرقيات، وترتفع فيها نسبة البطالة. وأعلنت الشرطة اعتقال 215 شخصاً بينهم طفل في الـ11 من عمره منذ بداية أعمال العنف. من جهة أخرى، بدأت شرطة لندن “تحقيقاً واسعاً” في أسوأ أعمال شغب تشهدها المدينة. وذكر شهود عيان أن الآلاف نهبوا متجراً ضخماً للأجهزة الكهربائية بمنطقة بريكستون في الساعات الأولى من صباح أمس، بينما رشقت مجموعات من الشباب الشرطة بمقذوفات عديدة. وقالت الشرطة البريطانية (اسكتلنديارد) إنه تم تسجيل عمليات نهب في عدد من المناطق بشمال العاصمة وشرقها وجنوبها، بينما ألحقت عصابة من 50 شاباً أضراراً بمحال تجارية في منطقة أوكسفورد سيركس السياحية المهمة وسط العاصمة. وأوقفت الشرطة عدداً من الشبان بعدما ألحقوا أضراراً بسيارة للشرطة وحطموا نوافذ في منطقة إنفيلد شمال لندن على بعد 3 أميال من توتنهام التي شهدت انطلاق أعمال الشغب. ونشرت قوات إضافية للشرطة في الأحياء التي يمكن أن تشهد اضطرابات، بينما نقل 3 شرطيين إلى المستشفى لتلقي العلاج بعدما حاول سائق دهسهم بسيارته. وقالت الشرطية كريستين جونز إن “هذا الوضع يشكل تحدياً مع وجود جيوب صغيرة لمثيري العنف الذين يقومون بأعمال نهب ويسببون فوضى في عدد من القطاعات بالعاصمة”. وقالت الشرطة إن 26 شرطياً أصيبوا، بينما تلقى 3 من الجمهور العلاج، وجرى اعتقال 55 شخصاً حتى الآن، بينما قالت رئاسة الوزراء إن العنف “لا يمكن القبول به البتة”. وأعلنت شرطة العاصمة فتح تحقيق يشمل الاستماع إلى إفادات شهود ومراجعة ساعات من صور الكاميرات التلفزيونية التي تنتشر عادة في شوارع بريطانيا كافة، لتحديد هوية مثيري الشغب في توتنهام.وأعرب قائد الشرطة إدريان هانستوك في بيان له عن أسفه الشديد لمقتل مارك دوجان، وهو أب لأربعة أبناء، مضيفاً أن تحقيقاً يجري في ملابسات إطلاق النار. وقالت صحيفة الجارديان إن اختبار الرصاص الذي أطلق خلال الحادث وفحص رصاصة استقرت في جهاز لاسلكي خاص بأحد رجال الشرطة أثناء مقتل دوجان أظهر أن الرصاصة جاءت من الشرطة، ما يثير شكوك حول الرواية الأولى للأحداث. وكانت لندن قد شهدت تحول احتجاجات طلابية وعمالية إلى عنف خلال العام الماضي، لكن عمليات النهب هذه تعد الأسوأ التي تشدها العاصمة البريطانية منذ سنوات، خاصة أنها شملت أحياء خارج وسط لندن الذي تسلكه عادة المسيرات الاحتجاجية، وتثير هذه الاحتجاجات قلق السلطات، لأن لندن ستستضيف الألعاب الأولمبية العام المقبل.